رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستشار وزير الزراعة: مشروع «الدلتا الجديدة» يوفر 5 ملايين فرصة عمل

الدكتور نعيم مصيلحى،
الدكتور نعيم مصيلحى، مستشار وزير الزراعة

قال الدكتور نعيم مصيلحى، مستشار وزير الزراعة لمشروعات التوسع الأفقى واستصلاح الأراضى، إن مشروعات استصلاح الأراضى، وعلى رأسها الدلتا الجديدة، ستضيف للرقعة الزراعية نحو ٣ ملايين فدان جديدة، تسهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وسد الفجوة بين الإنتاج وعدد السكان المطرد.

وأضاف، فى حواره مع «الدستور»، أن مياه الآبار الجوفية والصرف الزراعى المعالج هى الموارد المائية الرئيسية للمشروعات الجديدة، إضافة إلى الصوب الزراعية الحديثة التى تنتج نحو ٨ أضعاف ما ينتجه الفدان بطرق الزراعة التقليدية، مشيرًا إلى أن وزارة الزراعة تعكف حاليًا على تجهيز ١٨ تجمعًا زراعيًا تمهيدًا لتسليمها قريبًا. 

■ ماذا عن مشروع الدلتا الجديدة والمستهدف منه؟

- الدلتا الجديدة أحد المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى على مساحة متكاملة ومتجاورة قدرها ٢.٢ مليون فدان، منها مليون فدان للإنتاج الزراعى، وبالفعل جرى تجهيز ٧٠٠ ألف فدان، وهناك ٣٠٠ أخرى قيد الدراسة.

ويكتسب المشروع أهميته من وقوعه على محور روض الفرج- الضبعة، وهو من الشرايين المهمة فى مصر، إضافة إلى قربه من الموانئ والمطارات ما يسمح بسهولة وسرعة الانتقال من وإلى المدن. 

كما أن المشروع قريب من منطقة غرب الدلتا حيث تتوافر الأيدى العاملة، إضافة إلى قربه من منطقة العلمين فى الساحل الشمالى، وجميعها عوامل تؤهله ليصبح مشروعًا زراعيًا تنمويًا ضخمًا.

ومن المستهدف إضافة مليون فدان للرقعة الزراعية خلال عامين فقط بدلًا من ٧ سنوات بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بضغط البرنامج الزمنى للمشروع، ومن المتوقع أن تضيف المشروعات القومية الزراعية نحو ٢.٥ إلى ٣ ملايين فدان للرقعة الزراعية خلال ٣ سنوات، بهدف تحقيق الأمن الغذائى ومواجهة المتطلبات المتزايدة من الغذاء مقابل الارتفاع المطرد فى عدد السكان.

■ ما معايير اختيار الأراضى ضمن المشروع؟

- أى مشروع تنموى زراعى يخضع لعدة ضوابط ومعايير تحددها وزارة الزراعة قبل بدء تنفيذه، بداية من فحص الأراضى من خلال فريق علمى يضم أساتذة المراكز البحثية التابعة للوزارة، والاستعانة بالأكاديميين من الجامعات المصرية لإعداد الدراسات اللازمة حول التراكيب المحصولية، وتحديد نظم الرى التى سيتم استخدامها فى المشروع والمقننات المائية اللازمة.

■ كيف يمكن التغلب على أزمة توفير الموارد المائية اللازمة لتوسعة الرقعة الزراعية؟

- كل مشروعات الاستصلاح الزراعى تتم بعد تنسيق بين وزارتى الزراعة والرى، وفقًا لتوافر المياه، ومشروع الدلتا يعتمد بشكل أساسى على الاستخدام الأمثل لمصادر المياه غير التقليدية فى الزراعة مثل مياه الصرف المعالجة والمياه الجوفية، وهى آليات مستخدمة بالفعل فى أراضى مشروع «مستقبل مصر» على امتداد طريق محور روض الفرج- الضبعة الجديد، وهو الطريق الذى تم إنشاؤه ضمن المشروع القومى للطرق، ويبعد ٣٠ دقيقة من مدينة السادس من أكتوبر، وبدأت الزراعة بالفعل فى هذا المشروع على مساحة ٢٠٠ ألف فدان.

■ رصدت الدولة ٣٠٠ مليار جنيه لاستصلاح ٢.٢ مليون فدان كيف سيتحقق ذلك؟

- مشروعات الاستصلاح من المشروعات ذات التكلفة العالية، حيث تتراوح تكلفة استصلاح الفدان الواحد بين ٢٠٠ و٣٠٠ ألف جنيه بخلاف إنشاء محطات لمعالجة الصرف الزراعى، ورغم ارتفاع التكلفة فإن الدولة تحتاج لهذه المشروعات لسد الفجوة بين ما ننتجه من محاصيل زراعية وعدد السكان، وخفض فاتورة استيراد المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والذرة والأعلاف.

■ ما حجم فرص العمل المتوقع إتاحتها من خلال مشروع الدلتا الجديدة؟

- نستهدف من خلال المشروع توفير ٥ ملايين فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وجذب أكبر عدد من سكان غرب الدلتا للعمل فى مشروعات التصنيع الزراعى والإنتاج الحيوانى والداجنى، وتجميع الألبان والعمل فى المجمعات الصناعية القائمة على الزراعة والخدمات القائمة المعاونة.

■ هل هناك أصناف زراعية محددة يقوم عليها المشروع؟

- من المؤشرات الجيدة أن هذه الأراضى تصلح لزراعة جميع المحاصيل خاصة الحبوب والمحاصيل الزيتية، لسد الفجوة الغذائية مثل القمح والذرة الصفراء والبيضاء ومحاصيل البقول كالفول البلدى والعدس ومحاصيل الأعلاف وبنجر السكر والفاكهة التصديرية مثل التمر والزيتون والتين والعنب، وهناك صوب زراعية سترفع العائد الاقتصادى من المشروع تصل إنتاجية الواحدة منها ما يعادل إنتاجية ٨ أفدنة.

كما أننا نحدد التركيب المحصولى المناسب لأى منطقة قبل التوسع الأفقى بما يتوافق مع طبيعة التربة والمناخ ومصادر المياه، لأنه لا يمكننا الاعتماد على محصول واحد، لذلك لا بد من إتاحة عدة بدائل لتخفيف العبء عن مصادر المياه للحصول على عائد اقتصادى مُجزٍ.

■ ما الفئات المستفيدة من أراضى المشروع ومتى يصبح جاهزًا للزراعة؟

- بعد الانتهاء من أعمال البنية التحتية للمشروع سيتم توزيع الأراضى على صغار المزارعين وشباب الخريجين والمستثمرين، ووفقًا لخطة العمل من المقرر الانتهاء منه خلال عامين لتنفيذ البنية التحتية وجميع الشبكات اللازمة لاستصلاح الأراضى، وكل ذلك بنهاية ٢٠٢٢ تقريبًا.

■ ماذا عن مشروعات الاستصلاح الزراعى الأخرى مثل «المليون ونصف المليون فدان»؟

- وزارة الزراعة من الجهات المؤسسة لمشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، الذى تديره شركة الريف المصرى، وتتوزع أراضى المشروع على ٩ مناطق فى المحافظات الصحراوية، وتتولى «الزراعة» إدارة العملية الفنية للمشروع وتوفير مستلزمات الإنتاج من بذور ومبيدات وأسمدة.

■ ما حجم أعمال التوسع الأفقى بهذا المشروع فى سيناء بعد تطهيرها من الإرهاب؟

- مشروع تنمية سيناء من المشروعات التى تحوز اهتمام القيادة السياسية، وتستهدف استصلاح مساحة ٤٥٦ ألف فدان، أو ما يعادل نصف مليون فدان باستغلال مياه الصرف الزراعى المعالج الذى يجرى نقله من غرب القناة إلى شرقها.

هناك ١٣٠ ألف فدان تجرى زراعتها بالتزامن مع استصلاح ٢٧٠ ألف فدان، والعمل فى ٣ مناطق بجنوب الشحط وجنوب القنطرة ومنطقة شرق البحيرات.

ومشروعات التنمية فى سيناء تجرى على قدم وساق، لأن التنمية من أقوى الأسلحة لمكافحة الإرهاب، ونحن نعمل بشكل مستمر على توفير جميع المستلزمات للإنتاج الزراعى بشمال وجنوب سيناء وجارٍ العمل على مشروع إنشاء ١٨ تجمعًا زراعيًا وافتتاحها قريبًا.

■ هل هناك خطط لاستصلاح أراضٍ جديدة فى توشكى وشرق العوينات؟

- بالفعل هناك أراضٍ صالحة للاستصلاح فى توشكى بمساحة ٤٠٠ ألف فدان، ومن المتوقع أن تصل إلى ٧٠٠ ألف فدان، إضافة إلى مناطق أخرى فى واحة باريس وشرق العوينات على مساحات متباينة بإجمالى ٢٠٠ ألف فدان تجرى زراعتها بالمياه الجوفية.