رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انحرفت عن سياقها.. حكاية قصيدة «الجدارية» لـ محمود درويش

محمود درويش
محمود درويش

تحل غدًا الإثنين، الذكرى الثالثة عشرة على رحيل الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي وافته المنية في 9 أغسطس لعام 2008، بعد إجرائه لعملية قلب مفتوح بالولايات المتحدة الأمريكية، تسببت في إصابته بغيبوبة، مما أدت إلى وفاته، بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على وصيته.

للشاعر محمود درويش رأي في القصيدة، نشرت بجريدة "روز اليوسف" بعددها الصادر بتاريخ 11 أغسطس لعام 2008، ضمن مقاطع من حوارات أجراها درويش في السنوات الأخيرة مع ثلاثة شعراء، قائلًا: "القصيدة قد تقرأ من أول كلمة إلى آخر كلمة على أساس أنها سطر واحد، أنا أرى أن هذا يعطي حيوية حركة وتصويرًا لارتباك وفوضى ما منظمة في داخل بناء يبدو أنه فوضوي، ثم إن نفسي الشعري طويل، أحب السطر الطويل، أحب الكرم في السطر الشعري".

تعد "الجدارية" من أشهر قصائد محمود درويش التي تتحدث عن موت شخصي، مؤكدًا في أحد حواراته أنه عندما كتبها كان في نيته أن يكتب عن الموت، وحين قرأ القصيدة بعد كتابتها رأى أنها قصيدة مديح للحياة، مستطردًا: قد يجد بعض القراء عزاءً في شعري عن خسائر ما، لكن من الظلم أن تسميني شاعر عزاء.

وبسؤال الشاعر عباس بيضون له عن اقتباس "هزمتك يا موت الفنون جميعها" من "الجدارية" وإلى أي درجة هذا الكلام تبشيري، وإلى أي درجة هو حقيقي بالنسبة إليه، قال: هو ليس حقيقيًا، بل خلف مبرر لاستمرار تناسي الموت، لاستمرار الإنسان في أن يعيش متجاورًا مع الموت لكن ناسيًا إياه، لأنك إذا ذكرت الموت تتعطل الحياة وتتعطل حركتك وتطورك، هناك بحث عن مبرر للوجود هو الفن، فبالفن يسجل الإنسان حضوره ووهم خلوده، الخلود وهم طبعًا، لكن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون وهم، ولا يستطيع أن يتصور أنه يمر هذا المرور السريع وتنتهي حياته، أمامه حلان؛ إما حل فني، أن يترك أثرًا يعتقد أنه هزم به الموت، وهو فعلًا هزم به موته الشخصي، وإما خيار ديني، مفاده أنه سيجد الحياة في العالم الآخر، لا خيار ثالث.