رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإجابة مصر.. نادية لطفي سبقت التونسية التي تقدمت لخطبة صديقها بـ«ثورة البنات»

نادية لطفي
نادية لطفي

قبل يومين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، صوراً لناشطة تونسية في المجتمع المدني، وهي تتقدم لخطبة صديقها. وأثارت صور الناشطة "ريم عبد الناظر" جدلاً كبيرا، وكان من أبرز التعليقات كالعادة "الإجابة تونس"، على أنه في الحقيقة "الإجابة مصر"٬ فقبل سبعة وخمسين عاما، تحديدا في العام 1964 قدمت السينما المصرية٬ فيلما بعنوان "ثورة البنات" من تأليف وسيناريو وحوار وإخراج المبدع متعدد المواهب كمال عطية.

الفيلم من بطولة نادية لطفي، حسن يوسف، أبو بكر عزت، يوسف فخر الدين، كريمة الشريف، عصمت محمود، ميمي شكيب، ناهد سمير، ثريا فخري، وعبد الغني النجدي.

لماذا لا تختار المرأة زوجها بنفس طريقة اختياره؟
يبدأ فيلم "ثورة البنات"، من منزل لطبقة متوسطة حيث تعيش إحدى الأرامل مع بناتها الثلاث "نادية" وقامت بالدور نادية لطفي، و"عصمت" وقامت بالدور عصمت محمود و"رجاء" وقامت بالدور كريمة الشريف.

 وكعادة الأمهات المصريات لا يكون لأم الفتيات الثلاث سوي أن تطمئن عليهن في منازل أزواجهن، إضافة إلى الضغط الذي تمارسه عمة الفتيات عليهن وعلى أمهن لضرورة الزواج وطلب الستر على حد تعبيرها.

البنات لا يمانعن في الزواج إطلاقا، لكن تكمن المشكلة في أن كل من يتقدم إليهن غير مناسب على الإطلاق، وهنا تبرق الفكرة في ذهن "نادية"، لماذا لا تبحث الفتاة عن زوج ومن يعجبها وتقتنع به تتقدم هي بخطبته وطلب الزواج منه. ورغم استقبال فكرة نادية بالاستهجان والاستنكار، إلا أنها لا تلتفت وتبدأ في اتخاذ خطوات عملية لتحقيق فكرتها. فتعلن عن تأسيس جمعية وتطرح الفكرة من خلالها وتكون أول اجتماعاتها في أحد النوادي ويبدأ النقاش حول الفكرة. وخلال الاجتماع الذي تطلق فيه فكرتها نادية قائلة: "بما إن الست لها حقوق مساوية للرجل، فلماذا لا تختار زوجها بنفس طريقة اختياره" يسألها أحد الحاضرين من الرجال: ويا ترى لما واحدة تيجي تخطبني وأنا في البيت أقدر أوافق من غير ما أخد رأي ماما؟ فتجيبه نادية في حالتك لازم تاخد رأي بابا. كما يشير الفيلم بجرأة عرف بها مخرجه ومؤلفه كمال عطية إلي المثليين. فعندما يسألها أحد الأعضاء الذي نتبين من تمايله وحديثه كالنساء ولو ماليش مزاج ورفضت، فتجيبه نادية: اطمن إنت هاتفضل طول عمرك عانس.

تنجح فكرة نادية بالفعل عندما تعجب شقيقتها عصمت بجارها الشاب الخجول "عبد المنعم" ويجسد الشخصية أبو بكر عزت، وتتقدم لخطبته وبالفعل توافق أمه على الزواج، ويقام حفل زفافهما وخلاله تتم ثاني زيجات هذه الجمعية بزواج صديقة نادية "ميمي" والتي أدتها الفنانة نوال أبو الفتوح. وهو ما لا يعجب جلال الصحفي ويبدأ في تحديه لنادية وفكرتها.

_640x_6be60bd4725c41d55cd8dcb7b2435dca6924edb7c61f4efdfe726ed3ddf4730b
نادية لطفي 

صحفي مناهض للمرأة يقع في حب نادية
على الجانب الآخر من قصة الفيلم نرى "جلال" وقام بالدور حسن يوسف، الصحفي المناهض لحقوق المرأة بل والساخر من فكرة المساواة بينها وبين الرجل، يلتقط فكرة الجمعية ويبدأ في مطاردة نادية، والسخرية من جمعيتها ويتحداها بأن هذه الزيجات لن تستمر طويلا فهي مخالفة لطبيعة الأمور والحياة برمتها بحد تعبيره.  

307be22cf-1
نادية لطفي 

بداية طرح فكرة تسجيل الأبناء بأسماء أمهاتهن   
من القضايا التي طرحها الفيلم بجرأة وكان له الريادة في طرحها للنقاش قبل عقود طويلة، قضية حق المرأة في تسجيل أبنائها في الأوراق الرسمية مثلها مثل الرجل، وذلك بزواج طبيعي رسمي. فعندما يسأل أحد الساخرين من فكرة نادية وجمعيتها وهل إذا كان للمرأة حق التقدم للزواج من رجل وليس العكس، بالتالي سيحق لها أن تسجل أولادها منه باسمها في شهادة الميلاد وينسب لها لا للأب.

hqdefault
نادية لطفي 

في هذه الحالة تدفع المرأة المهر للرجل
ما أشار الفيلم إلي أهمية مشاركة الرجل للمرأة في مسؤوليات العمل والأشغال المنزلية على قدم المساواة، بل ويتحدى القيم والعادات الموروثة، وفكرة أن المهر يدفع من أجل أن تكون الزوجة مجرد خادمة لزوجها وأولادها. فعندما يثير أحدهم قضية المهر قائلا: علي كده اللي هاتتقدملي لازم تدفع لي المهر. فتجيبه نادية آه ممكن جدا بس في حالة إنك تقوم بشغل البيت ورعاية الأولاد.