هل يفتح «دلتا بلس» الطريق لموجة رابعة من كورونا في مصر؟

رغم محاولات العالم العديدة للسيطرة على فيروس كورونا، إلا أن متحولات الفيروس تقف دائمًا عائقًا حول نجاحهم في ذلك، وظهر منذ أسابيع قليلة متحول جديد «دلتا بلس»، ما أثار القلق بعدما انتشرت في 132 بلدة حول العالم،  وأكدت الدراسات أن خطورة سلالة «دلتا» أضعاف الفيروس الأصلي، وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن تسود هذه السلالة الصعيد العالمي بسرعة شديدة.

ورغم عدم ظهور هذه السلالة في مصر حتى الآن، إلا أن وزارة الصحة حذرت من مخاطرها، وسط توقعات قدومها في سبتمبر المقبل، وذلك بالتزامن مع الموجة الرابعة لكورونا التي ستبدأ بالبلاد في أواخر شهر سبتمبر، أو أول شهر أكتوبر المقبل حسب وزارة الصحة المصرية.ولكن كيف حدد العلماء موعد قدوم الموجة الرابعة وظهور السلالة الجديدة دلتا بلس؟.

«الدستور» تستعرض القصة الكاملة في السطور التالية.

محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة بجامعة المنوفية، قال إنه طبقًا للإحصائيات ستبدأ أعداد المصابين بكورونا في الارتفاع مع نهاية أغسطس الجاري، وتزداد حدة في شهري سبتمبر وأكتوبر، حتى تصل ذروتها في نوفمبر و ديسمبر حتى يناير من العام القادم، مشيرًا إلى أن نماذج الإحصائيات منذ انتشار كورونا نجحت في تحديد بداية الموجة وذروتها وانتهائها. 

وبحسب هذه الإحصائيات بدأت الموجة الثالثة مع بداية فبراير الماضي، ووصلت إلى ذروتها مع نهاية مايو،  ثم اختفت تماما مع نهايات يوليو الماضي،  لذلك فمن المفترض إحصائياَ أن تبدأ الموجة الرابعة مع نهاية أغسطس.

أستاذ علم المناعة  أوضح أنه «طبقاَ للنموذج الإحصائي البيولوجي، فمن المتوقع في الفترة من 25 أغسطس وحتى 15 سبتمبر، ستبدأ إصابات كورونا ب سلالة (دلتا بلس) في الانتشار والظهور مرة أخرى، وتبدأ طفيفة في البدايات ثم تزداد حدة، حتى  نصل لـ ذروة الموجة الرابعة مع نهاية ديسمبر المقبل، و بداية يناير المقبل».

وكانت مصر قد بدأت في تسجيل انخفاضًا واضحًا في أعداد الإصابات بفيروس كورونا منذ الشهر الماضي، وتراجع بشكل كبير حتى بدأت تسجيل ما يتراوح بين 30 إلى 40 إصابة فقط، ليصل إجمالي عدد الإصابات منذ انتشار الجائحة وحتى الآن، 285 ألف إصابة، ووفاة ما يقرب16526 وفاة.

 وأشار «أبو عامر» إلى أن ما يدعم هذا التصور البيولوجي هو توقيت ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا  هو نمط الحياة في مصر منذ بدء جائحة كورونا، فبعد كل موسم تجمعات وخروجات مثل العيد الكبير والمصايف والأفراح والحفلات، تكون هناك موجة جديدة قوية، وتظهر آثار هذه التجمعات في خلال شهر بالضبط، بمعنى أنها ستبدأ في الظهور في  23 أغسطس، و تبدأ أعداد كورونا في الارتفاع مرة ثانية. 

«جوجل» يظهر تكدس كبير في الشوارع المصرية

أظهرت تقارير التكدس في مصر زيادة  كبير في التجمعات، فحسب تقرير جوجل لشهري يوليو وأغسطس 2021 لمراقبة الحركة في مصر، كان هناك تكدسًا للمواطنين في مراكز التسوق بنسبة 100 %، و نسبة 25% في المواصلات العامة وبنسبة 50% في مواقف السيارات، ونسبة 25% تكدس في الشواطئ والمنتزهات، وفي المقابل انخفضت نسبة التواجد في المنازل، وأصبح الخروج للشارع بدون أى التزام بالإجراءات الاحترازية مثل الكمامات.

دلتا بلس.. مؤشر دخول مصر الموجة الرابعة 

أما عن انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا دلتا بلس، قال أستاذ علم المناعة «إن سلالة دلتا بلس سريعة الانتشار والعدوى ما بين الأطفال والفئات العمرية صغيرة السن، وتشبه إلى حد كبير أعراض  النزلات المعوية والنزلات الشعبية الحادة، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يكون دخول هذه السلالة هو مؤشرًا لبداية انتشار الموجة الرابعة لكورونا.

وتستعد وزارة الصحة والسكان للموجة الرابعة من فيروس كورونا التي من المقرر أن تدخلها مصر في آخر شهر سبتمبر أو أول شهر أكتوبر المقبل.

معهد إحصائيات الصحة يتنبأ بزيادة إصابات كورونا في مصر 

بحسب التوقيعات الدورية لانتشار فيروس كورونا في العالم الذي يعده معهد إحصائيات الصحة ( IHME) التابع لجامعة واشنطن، قال أن مصر مع بداية يوم 23 إلى 25 أغسطس الجاري،  ستبدأ زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا مرة ثانية، لتكون جرس الإعلان عن بداية الموجة الرابعة من فيروس كورونا في مصر، موضحًا أن الانتشار البيئي الوبائي للفيروس يقل مع الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، ويزيد في الشتاء.

وطبقاَ للدراسات الحديثة الصادرة من جامعة “ماين” في الولايات المتحدة و“الجمعية الفلكية البريطانية”، التي أكدت أن شتاء هذا العام سيكون أكثر برودة، وبالتالي انتشار أكبر وأوسع للفيروسات ومنها فيروس كورونا.

اللقاح هو العلاج الوحيد 

أكد أبو عامر أن الإجراء الوحيد القادر على كبح انتشار الموجة الرابعة والسيطرة عليها هو التوسع و السرعة  في التطعيمات واللقاحات الخاصة بكورونا، موضحًا أن مصر ليس أمامها أى سبيل لمنع الموجة الرابعة للفيروس والتي بدأت في عدة دول حولنا مثل تونس والمغرب والكويت وإثيوبيا ونيجيريا، ولكن من السهل أن نسيطر على عدد الإصابات والوفيات من خلال الإلتزام بالإجراءات الاحترازية لمنع انتقال العدوى بين الأسر خاصة التي بها كبار سن وأصحاب أمراض مزمنة.