رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المواطن يستفيد «حياة كريمة» فى الفيوم: إعادة هيكلة البنية التحتية.. وتحسين المعيشة

حياة كريمة
حياة كريمة

تخوض مبادرة «حياة كريمة» ما يشبه الحرب الشرسة لمواجهة الإهمال الذى عانت منه القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا على مدار عشرات السنين، وذلك من خلال إعادة هيكلة البنية الأساسية فى هذه القرى، من شبكات مياه وصرف صحى، وطرق ومدارس ومستشفيات ووحدات صحية، إلى جانب إقامة مبانٍ خدمية وأسواق. وتتضمن جهود القائمين على «حياة كريمة» أيضًا تقديم الرعاية الصحية والطبية لأهالى القرى المستهدفة، من خلال إرسال قوافل طبية، وتوفير الأدوية اللازمة فى المستشفيات والوحدات الصحية، وتقديم الدعم لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض المزمنة، علاوة على مساعدة الشباب والأسر الفقيرة من خلال توفير مشروعات صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر لهم.

مبادرة حياة كريمة محافظة الفيوم

«الدستور» تلتقى فى السطور التالية بعض أهالى قرى محافظة الفيوم، التى وصلت إليها مبادرة «حياة كريمة» فى مرحلتها الثانية، للوقوف على أهم الخدمات التى قدمتها لهم المبادرة، وتأثيرها على حياتهم ومستقبلهم.

فتحى عبدالله:  منافذ بيع وتدريب للحرف اليدوية فى «تونس»

يعمل فتحى عبدالله، أحد سكان قرية «تونس» التابعة لمركز «يوسف الصديق» بمحافظة الفيوم، فى مجال الحرف اليدوية، وتحديدًا الخزف، منذ ما يزيد على ٢٠ عامًا، وخلال السنوات القليلة الماضية مرّ مع هذه المهنة بفترة من التراجع والكساد، حتى جاءه الفرج من خلال مبادرة «حياة كريمة».

وقال «عبدالله» إن المبادرة قدمت كل ما تستطيع لمساندة عمال الحرف اليدوية، مثل تسهيل حصول أرباب هذه الحرف على القروض لسداد ديونهم، وتوفير المواد الخام لهم بالمجان من أجل مساعدتهم على النهوض من جديد.

ولم تكتف «حياة كريمة» بذلك، بل أقامت سوقًا خاصة بمنتجات هذه الحرف اليدوية، وفق ابن قرية «تونس»، الذى أضاف: «السوق هونت كثيرًا على العاملين فى هذه الحرف، خاصة أنهم لا يدفعون إيجار المحل الذى يأخذونه فى تلك السوق إلا بعد عام كامل من تسلمه، ما يساعد كل منهم على الوقوف بقدمين راسختين، ويعود بالنفع على السياحة فى النهاية، فى ظل كون القرية من المزارات السياحية المهمة داخل مصر». 

وإلى جانب تسهيل الحصول على القروض ومنح العمال محال تجارية لبيع منتجاتهم، عملت «حياة كريمة» على توفير العديد من منافذ البيع التابعة للمبادرة من أجل الترويج لتلك المنتجات، ما يسهل ويسرع وتيرة حركة البيع والشراء، علاوة على تدريب شباب الحرفيين وتطوير مهاراتهم، حتى يتمكنوا من محاكاة السوق العالمية.

أحمد عطية:  المياه لم تنقطع فى «الشيمى» منذ تغيير الشبكة بالكامل

إعادة هيكلة شبكة مياه الشرب والصرف الصحى كان المطلب الأول لسكان قرية «الشيمى» من القائمين على مبادرة «حياة كريمة»، الذين لم يتأخروا وأسهموا فى حل هذه المشكلة بسرعة كبيرة لافتة للنظر.

وقال أحمد عطية، من سكان قرية «الشيمى»، إنه تم تغيير شبكة مياه الشرب بشكل كامل، لأنها كانت لا تضخ المياه بصورة طبيعية، ما أدى إلى أن تكون المياه مقطوعة أو ضعيفة جدًا فى أغلب الأوقات، لكن منذ انتهاء «حياة كريمة» من هذا الملف، لم يحدث هذا ولا مرة.

وأضاف «عطية»: «وفى ملف الصرف الصحى، تم تنفيذ محطات معالجة ومتابعة للمياه، بالتعاون مع الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، ما أسهم فى حل أزمة الاستهلاك الزائد للمياه خلال رى الأراضى الزراعية، ويمنع الأزمات الصحية التى تصيب الأهالى لاستهلاكهم هذه المياه». وطالب بالاستمرار فى العمل على توفير مياه الشرب للبيوت الواقعة فى المناطق النائية، داخل بعض القرى والعزب التى تحتاج لتطوير فى شبكات المياه، مختتمًا بقوله: «نأمل أن تواصل حياة كريمة عملها حتى تقضى على الفقر والجوع والجهل والمرض».

شعيب كريم: تطوير الوحدة الصحية بـ«الجواهرجى»

قال شعيب كريم، أحد سكان قرية «الجواهرجى» التابعة لمركز «يوسف الصديق» أيضًا، إن القرية كانت تعانى العديد من المشكلات وسط إهمال تام من المسئولين، على رأسها تهالك شبكتى مياه الشرب والصرف الصحى، ما أدى إلى تداخلهما، وبالتالى وصول مياه غير صالحة للاستهلاك الآدمى إلى المنازل، لذا كانت هذه أكثر مشكلة تحدث عنها أغلب سكان القرية مع فرق البحث الميدانى التابعة لمبادرة «حياة كريمة»، والتى رصدت كل طلبات السكان.

وأضاف «كريم»: «القرية كانت تعانى أيضًا من تهالك مبانى الوحدة الصحية، الذى كان يثير مخاوف لدى الأهالى والأطباء من إمكانية انهياره على رءوسهم، بجانب عدم وجود أجهزة ومعدات طبية وعلاجات داخل الوحدة، الأمر الذى منع الأطباء من تقديم الخدمة الطبية اللازمة للمرضى».

وعن استجابة «حياة كريمة» لهذه الأزمة، قال ابن قرية «الجواهرجى»: «المبادرة أنقذت أرواح أهالى القرية والقرى المجاورة، من خلال تطوير الوحدة الصحية وإعادة ترميم المبنى الخاص بها، مع تزويدها بالأجهزة الطبية والأدوية اللازمة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الكمامات والمطهرات لمساعدة فريقها الطبى على مواجهة فيروس كورونا المستجد».

وكشف عن حاجة القرية إلى تدخلات أخرى، مثل إعادة ترميم المدرسة الابتدائية، لأن المبنى الخاص بها متهالك، وفصولها غير ملائمة لتعليم الطلاب، متابعًا: «القائمون على مبادرة حياة كريمة وعدونا بإنهاء أعمال صيانة مدارس القرية قبل بداية العام الدراسى ٢٠٢١/٢٠٢٢».

محمد عبدالناصر: معاينة المحولات لتحديث شبكة كهرباء «واقيم»

أشاد محمد عبدالناصر، أحد سكان قرية «واقيم»، بما تشهده القرى الفقيرة والنائية والأكثر احتياجًا من نهضة كاملة على كل المحاور، خاصة ما يتعلق بتطوير شبكات مياه الشرب والصرف الصحى، ورى الأراضى الزراعية، وتمهيد الطرق الداخلية والخارجية.

وقال «عبدالناصر» إن قريته شهدت إعادة ترميم المدارس والمستشفيات والوحدات الصحية والبيطرية والمكاتب الحكومية، إلى جانب إقامة أسواق تجارية، وإنشاء مجمع للخدمات الحكومية.

وأضاف: «القرية كانت تعانى من انقطاع متكرر للكهرباء بسبب المحولات القديمة، لذا تم إجراء المعاينات لتغييرها، ودعم الشوارع الرئيسية بأعمدة الإنارة، وتحميل مسئولية صيانتها للمركز التابعة له القرية لضمان عدم إهمالها أو تهالكها». وشدد على أن القرى الفقيرة والنائية تحتاج لسنوات متواصلة من الدعم لإنهاء الفقر، والقضاء على الأمراض المزمنة والوبائية المنتشرة بين المواطنين، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على دعمه الدائم للفقراء وغير القادرين.

رامى عبدالظاهر: العمل ليل نهار لحل مشكلات «المقرانى»

فى بداية زيارة القائمين على «حياة كريمة» لقرية «المقرانى»، التابعة لمركز «يوسف الصديق»، ظن الأهالى أن تدخلات المبادرة ستقتصر على ملفى مياه الشرب والصرف الصحى وإعادة ترميم المنازل فقط، لكنهم فوجئوا باهتمامها بكل صغيرة وكبيرة داخل القرية، حتى إنها «لم تترك أزمة إلا ووضعت يدها عليها، وبدأت فى تنفيذ خطة للتعامل معها»، وفق رامى عبدالظاهر، أحد سكان القرية.

وقال «عبدالظاهر»: «مسئولو حياة كريمة يعملون بصورة سريعة جدًا، ويوزعون مجهودهم على عدة محاور لتحقيق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالانتهاء من أعمال تطوير القرى المستهدفة بشكل كامل، لذا نجد فى قريتنا هنا أغلب العمال يواصلون الليل بالنهار دون تراخ أو كسل، ويقسمون العمل بينهم على ورديات».

وأضاف: «المبادرة الرئاسية تسعى بشكل دءوب لتقديم كل الخدمات للقرية والنجوع والعزب التى تضمها، حتى تكون كل منطقة فى المحافظة طالتها يد التطوير»، مشددًا على أن «أغلب المواطنين لمسوا التغيير فى حياتهم، سواء على الصعيد الشخصى أو العام، بعد حل أغلب المشاكل الخاصة والعامة التى يعانى منها كل سكان القرية، أو وضع خطط واضحة لحلها بصورة عاجلة».

وتوجه بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على مبادرة «حياة كريمة»، متمنيًا أن تواصل عملها بشكل دائم، حتى تقضى على كل المشكلات المتأصلة فى المجتمع، بما يوفر حياة كريمة لكل فقير فى مصر.

أدهم عبدالجيد: «بقينا بنخلص الورق الحكومى فى أقل من ربع ساعة»

عانى أهالى قرية «عفيفى» من صعوبة الوصول إلى مكاتب الخدمات الحكومية بسبب بعد المسافة، الأمر الذى حلّته مبادرة «حياة كريمة» من خلال إنشاء مجمع خدمات حكومى كبير يضم كل الخدمات ويسمح للمواطن بإنهاء أوراقه فى وقت قياسى جدًا. وقال أدهم عبدالجيد، أحد سكان قرية «عفيفى»: «الورقة اللى كانت بتخلص فى ٤ ساعات، بقينا بننجزها فى أقل من ربع ساعة»، معربًا عن أمله فى أن يحصل المواطن البسيط على كل حقوقه، ويتم توفير كل الخدمات له، حتى يستطيع تحمل أعباء الحياة التى تتزايد يومًا تلو الآخر. وكشف عن أن أغلب سكان القرية يساعدون العمال التابعين لمبادرة «حياة كريمة»، من خلال توفير وجبات طعام وأكواب عصير لهم، لمساعدتهم على تحمل درجة الحرارة المرتفعة، معتبرًا أن هناك حالة من الأُلفة بين القائمين على المبادرة والمواطنين حتى أصبحوا مثل أسرة واحدة.