رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الهربس».. المرض الذي أثار فزع الأمهات على جروبات «الماميز»

الهربس في الأطفال
الهربس في الأطفال

"درجات حرارة مرتفعة لا تتراجع، حبوبًا، وتقرحات بيضاء أسفل لسان الطفل، بكاء دائم وفقدان الشهية".. تلك الأعراض ربما تكون عددًا من أعراض ذلك المرض الذي تضج حاليًا جروبات "الماميز" بالحديث عنه والشكوى من انتشاره بين أطفالهم، وتكثر منه لتحذيرات خوفًا من الإصابة به وهو مرض "الهربس". 

مرض أثار رعب الأمهات على وسائل التواصل الاجتماعي حتى صرن يتبادلن منشورات التحذير منه بعبارات مثل "امنعوا تقبيل أطفالكم ضروري.. خلوا اللي يزعل يزعل.. فيروس تاني بعد كورونا"، فما هذا المرض، وما مدى انتشاره حاليًا وما علاجه؟، هذا ما سنعرفه في السطور التالية من خلال الأمهات اللواتي أصاب المرض أطفالهن، وكذلك أطباء الأطفال المتخصصين.


والدة آسر: التقبيل السبب وصراخ ابني لا يتوقف

والدة ‏الطفل آسر محمد عامان ونصف العام، والذي أصيب بالهربس منذ عدة أيام، أوضحت لـ"الدستور" أنها استيقظت يومًا لتجد ابنها يعاني من ألم شديد في فمه مع بداية لظهور حبوب بيضاء على لسانه في فمه من الداخل، مع سيلان للعابه لا يتوقف بالإضافة إلى فقدانه الكامل للشهية وصراخه المستمر.

تقول "أول يومين اديتوا مخفضات حرارة، وبرضو الحرارة مانزلتش لغاية ما روحت بيه للدكتور اللي قال لي إن عنده مرض الهربس، وإنه اتنقل له عن طريق عدوى من مصاب بالمرض"، وتتابع أنها لا تعلم من أين انتقلت إلى طفلها تلك العدوى، فهو لا يخرج به كثيراً، إلا أن الطبيب أوضح لها أن مجرد تقبيل الطفل من شخص مصاب كفيلة بإصابته هو الآخر بالمرض.

وتضيف والدة آسر أنها تشهد حاليًا أياماً صعبة مع طفلها الذي لم يشف من هذا المرض بعد، وتستمر في اتباع تعليمات الطبيب من خلال إعطاء طفلها مسكن للآلام، وخوافض للحرارة، وبعض مضادات الفيروسات وليس المضادات الحيوية، إلا أن طفلها مازال يصرخ يومياً من شدة الألم بفمه، ومازال فاقدًا للشهية بعيش،فقط على الزبادي والقليل من شوربة الخضار.


والدة لؤي: أطباء وصفوا لنا مضادات حيوية زادت الأمر تدهورًا

"ابني مبقاش عارف ياكل خالص، ووزنه نقص النص في كام يوم" تقولها منى حسن والدة الطفل لؤي صاحب الثلاث أعوام موضحة أن طفلها عانى من قرح شديدة أصيبت حلقة، وتسببت في حدوث التهاب شديد في اللثة لدرجة غطت على أسنانه، كما أنه تم تشخيص الأعراض التي ظهرت عليه بمرض الهربس، بعد معاناة طويلة مع عدد من الأطباء الذين لم يستطيعوا تشخيص المرض في البداية بدقة إذ ظنوا أنه التهابًا في الحلق لذا وصفوا لها إعطاؤه مضادات حيوية، والتي كانت سببًا في تدهور حالته الصحية أكثر فأكثر، حتى تم الكشف أن تلك الأعراض المزعجة التي عانى منها هي بسبب الهربس، حتى بدأت في رحلة علاج مازالت إلى الآن الحبوب المترتبة عنه تاركة آثرًا على فمه.

والدة محمد: "قالولي في الأول ابنك عنده مرض مزمن في الكلى، واكتشفنا إنه الهربس"

أما دعاء محمود، فتروي أن طفلها محمد أصيب في الصيف الماضي، بمرض الهربس والذي جعل الأسرة جميعها تعاني بسبب مشاهداتهما لطفلهما يتألم دون معرفة السبب.

تقول "بدأ الأمر بظهور حبوب بيضاء على فمه مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، وإصابته بالجفاف الأمر الذي جعلني أشعر أن حياة ابني في خطر"، موضحة أنه وزنه نقص بشكل غير، طبيعي وأصبح لا يستطيع حتى مجرد أن يفتح عينيه من كثرة الإرهاق والألم.

وأضافت أنها واظبت على إعطاء محاليل الجفاف، إلا أن الأمر لم ينتهي بل تعرضت مثلها مثل الكثيرين للتشخيص الخاطئ للمرض، إذ قال لها أحد الأطباء أن تلك الأعراض التي يعاني منها سببها مرض بالكلى، وسيظل هكذا طوال عمره، وهو الأمر الذي أثار فزعها وفزع أبيه وظلت فور سماعها ذلك تبكي لشعورها أن طفلها قد أصبح مريضًا بمرض مؤلم وبشكلًا مزمنًا، ولا هناك إمكانية للشفاء منه مثلما قال لها ذلك الطبيب. 

تتابع أنها بالنهاية ذهبت مثلما نصحتها صديقاتها إلى أحد أطباء الأطفال المشهود لهم بالكفاءة، والذي أكد لها أن ما يعانيه طفلها هو إصابته بمرض الهربس، وليس مرضًا بالكلى مثلما ادعى الطبيب الآخر، موضحاً أن الهربس مرضًا له علاجًا، ولكنه بالفعل مرضًا مزعجًا، ويأتي في الغالب عن طريق عادة تقبيل الأطفال من فمهما أو استخدام أدوات الغير مثل الفوط والملاعق وغيرها من الأدوات التي قد تختلط بلعاب المستخدم وفمه.

استشاري الأطفال بمستشفى الباجور بالمنوفية: أعداد الأطفال المصابين مرتفعة والخطورة على من دون 6 شهور

الدكتور محمد رجب استشاري الأطفال بمستشفى الباجور بالمنوفية أكد لـ"الدستور"، أنه بالفعل حاليًا يتردد على عيادته أعدادًا متزايدة من الأطفال المصابة بمرض الهربس، كذلك يسمع من زملاؤه تكرار حالات الهربس أيضًا سواء كانت لأطفال أقل من 6 شهور أو أكثر، والتي وصل بعضها حسب وصفه إلى إصابته بقرح شديدة بالفم نتيجة المرض جعلتهم لا يستطيعون تناول الطعام، وكذلك الرضاعة على الإطلاق، مما استدعى الأمر إلى حجزهم  بالمستشفى وتركيب المحاليل لهم.

وعن الهربس أوضح رجب أنه مرض فيروسي يصيب الأطفال والكبار ولكنه في الغالب يصيب الأطفال من عمر عام واحد إلى خمس أعوام، وفي بعض الحالات يصيب أطفال ما دون 6 شهور، مشيراً إلى أن خطورته تكمن هنا حيث يكون الطفل مناعته ضعيفة من الوارد ألا يستطيع مقاومة المرض.

تابع رجب أن أهم أعراض مرض الهربس هو ظهور التقرحات الشديدة حول الفم، وارتفاع درجة الحرارة للطفل وشعوره الدائم بالألم والهيجان، مضيفًا أن أحد أسباب انتقال العدوى به هو تقبيل الأطفال، أو انتقال العدوى من الأم الحامل إلى طفلها إذا كانت مصابة بالمرض في المناطق التناسلية، أو في منطقة الثدي فينتقل له عن طريق الرضاعة.

وهنا أكد رجب على ضرورة منع تقبيل الأطفال خاصة من فمهما، وكذا التأكد من نظافة طعامهما بالإضافة إلى عدم استخدام أي مضادات حيوية فهي تزيد من المرض أكثر وأكثر وتضاعف من خطورته، موضحاً أن العلاج هنا يجب أن يكون مضادات فيروسية وخوافض للحرارة أما الطعام فيجب أن تكون الأطعمة سهلة البلع، كما يجب الابتعاد عن الحمضيات التي تهيج منطقة التقرحات.
 
استشاري أمراض جلدية: لا يختفي ويظهر عند نقص المناعة في المنطقة التي ظهر بها من البداية
كذلك أضافت الدكتورة حنان الكحكي، استشاري الأمراض الجلدية ورئيس قسم سابق بجامعة القاهرة، أن مرض الهربس بشكل عام لا يتم الشفاء منه بشكل كامل، فهو قد يختفي ولكن في حال تعرض الشخص سواء كان طفلًا أو بالغًا لنقصًا بالمناعة لأي سبب من الأسباب تعود الحبوب البيضاء في الظهور مرة أخرى وفي ذات المنطقة التي ظهرت بها في المرة الأولى، كما أكدت حنان على ضرورة استشارة الطبيب فور ظهور الأعراض وذلك لتحديد نوع الهربس وذلك لكون ذلك المرض ينطوي تحته أنواع كثيرة يحتاج كل منهما إلى علاجًا بعينه.