رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عبدالمجيد: اتحاد الكتاب جعل الأعضاء ينحازون لوزارة الثقافة

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد

علق الروائي الكبير إبراهيم عبدالمجيد، على أزمة بيان علاء عبدالهادي الرئيس غير الشرعي لاتحاد كتاب مصر، والذي طالب فيه بسحب الثقة من وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، والبيان الذي أصدره أعضاء الاتحاد كرد عليه عندما زج باسمهم في بيان لم يعلموا عنه شيئا، وذكر عبدالمجيد الكثير من التفاصيل في المنشور الذي كتبه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وقال إبراهيم عبدالمجيد: "صدر بيان من اتحاد الكتاب المصريين يطالب بعدم التمديد لوزيرة الثقافة. منذ سنوات لا علاقة لي باتحاد الكتاب بسب الصحة التي تجعلني لا أذهب حتى للانتخابات. وبسبب شعور يتملكني بالعدم. لم يَلق البيان ردود فعل مناسبة بالإيجاب. عدة أشخاص قليلين جدا من الأقاليم ومن فروع اتحاد الكتاب يؤيدون. لكن الرفض للبيان زاد خلال يومين واتسع . أوله ما كتبه الشاعر سعيد شحاتة، الذي قرر أنه مع عدم التجديد للوزيرة من قبل والكل يعرف، لكنه أيضا ليس مع البيان الذي ظهر في هذا الوقت الذي يتردد فيه الحديث عن التغيير الوزاري”. 

وأضاف: "راح سعيد شحاتة يعدد أخطاء الاتحاد التي يراها مقصودة، مثل تأجيل الانتخابات لمجلس الإدارة بحكم محكمة حقا، لكن لأن أعضاء من مجلس الإدارة أو خارجه، هم الذين يذهبون مدفوعين بالدعوة إلى المحكمة، بينما تتم الانتخابات في كل مكان. الحديث الذي يتردد دائما مع التأجيل، أن رئيس الاتحاد غير مستعد لتركه، ووجد هذا طريقا ولو مؤقتا. وتساءل سعيد شحاتة هل يعرض رئيس الاتحاد نفسه للوزارة؟ وسأله سعيد "ما أخبار جائزة نوبل الذي رشحت نفسك لها وليس غيرك، مستغلا فرصة الاتحاد في الترشيح" . طبعا السؤال ليؤكد الغرض الخفي من البيان كما يراه.

وواصل: "وتكرر الأمر مع  بيان لمجموعة كبيرة من الكتاب تطالب بإقالة رئيس اتحاد الكتاب، معتمدة على انتهاء مدته القانونية، وكيف أن استمراره هو بسبب تأجيل الانتخابات التي تتم بدعوى مقصودة في المحكمة، وهكذا فوجوده غير قانوني، وأن البيان يمثله هو، لا أعضاء الاتحاد ولا جمعيته العمومية التي لا تُعقد . التوقيعات كثيرة على البيان الرافض لبيان اتحاد الكتاب. وهو بيان لا يبتعد عن الشاعر سعيد شحاتة إلا في التفسير القانوني لمدة رئاسة الاتحاد وموادها وتاريخها الذي انتهي . ووافقوا سعيد شحاتة أن رئيس الاتحاد يطرح نفسه للوزارة، وفسروا كيف أن أعضاء مجلس الادارة بسبب وقف الانتخابات صاروا معينين لا منتخبين. كما أن حديث بيان اتحاد الكتاب عن فساد الوزارة حديث عام بلا أسماء. بالنسبة لي فمن عيوب بيان اتحاد الكتاب أنه مثلا يأخذ على الوزارة قرارها بشراء كتب من دور النشر لمكتباتها. لا أعرف أين العيب في هذا. بل أقرر أن هذا أمر قديم جدا مضت عليه عشرات السنين، ولقد توقف فترة بسبب الميزانيات الضعيفة، وكان ما يُشتري من كل كتاب للثقافة الجماهيرية مثلا، مائة وخمسون نسخة بعد لجان قراءة. كذلك كان يفعل ذلك صندوق التنمية حين كانت الآثار تابعة لوزارة الثقافة ولديه ميزانية كافية. الأصح هو أن يزيد هذا الأمر. 

وعن قصور الثقافة قال عبدالمجيد: "الحديث عن قصور في المسرح أو الثقافة الجماهيرية وتجاهل مؤسسات المجتمع الأهلي صحيح، لكنه حديث قديم هُلكنا فيه منذ سنوات ولا فائدة . يمكن أن يقال أن وزيرة الثقافة تحتاج طفرة في الافكار الجديدة . وليس معني ظهورها في الصور تفتتح معرضا أو مهرجانا غنائيا أو موسيقيا إنها ابتدعت هذا، فهو موجود وتقليدي، أي متكرر في مكانه وزمانه. كتبت في ذلك كثيرا في الصحف. آخرها منذ شهرين في أخبار الأدب مقال طويل جدا بعنوان "آخر ماعندي لوزارة الثقافة" يمكن لمن يشاء العودة إليه، وهو بإيجاز عن  كيف تعود مكتبة الأسرة إلي عهدها القديم تصدر من الكتاب عشرات الآلاف من النسخ، وكيف يمكن أن يساهم المجتمع الأهلي في ذلك، وكذلك عن الجوائز وترجمة الأدب المصري إلي لغات أخري وغير ذلك.. لماذا أسميت المقال آخر ماعندي لكم ؟ لنفس الشعور الذي يجتاحني كثيرا بالعدم .

وأشار عبدالمجيد إلى أن الوزارة يمكن أن تلام على تقاعسها في علاج عدد من الكتاب، وذكر البعض منهم مثل محمد عيد ابراهيم وسعيد الكفراوي ورفعت سلام، لافتًا إلى أن الوزارة ليس لها علاقة بالعلاج حقا فلا ميزانية لها في ذلك لكن لديها تليفون يمكن ان يتم الاتصال به بوزراة الصحة. في النهاية  يقفز السؤال كيف حقا لم يدرك أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب ورئيسه أنهم سيفتحون هذا الباب الكبير من السخط عليهم. ولماذا وقد علقوا عليه لافتة نقابة اتحاد الكتاب ليعفوا أنفسهم من أيّ قضايا سياسية، ولا يبتعد الأمر عن المعاشات والعلاج والندوات الأدبية يدخلون منطقة السياسة؟. تغيير الوزير سياسة وليست عملا نقابيا. هل أدركوا فجأة أن النقابة تعمل في السياسة!؟ وهو سؤال سأله الصحفي والكاتب علي عطا وإن كان بصياغة أخري . في النهاية لقد خرج اتحاد الكتاب من مكمنه وإنه في طريق غائم . ولن يحدث تغيير وزاري، وسيعود الاتحاد إلي مكمنه . والسؤال للاتحاد الآن ما رأيكم وقد جعلتم كثيرا جدا من الكتاب أعضاء الاتحاد ينحازون بطريقة ما لوزارة الثقافة؟.

ابراهيم عبد المجيد
ابراهيم عبد المجيد