رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روائية تتحول لـ«شبح» وتعرض أعمالها غير المنشورة للبيع: لا شلة ولا علاقات.. ماذا أفعل؟

منال عبد الحميد
منال عبد الحميد

استقبلت شاشات السينما فيلم «الكاتب الشبح» للمخرج العالمي «رومان بولانسكي» عام 2010، وهو إنتاج فرنسي – ألماني – إنجليزي مشترك، من نوع أفلام الإثارة السياسية.

والكاتب الشبح أو الكاتب الخفي هو اصطلاح يطلق على كاتب ذو دراية بأصول وقواعد الكتابة، يقوم بالكتابة بالنيابة عن شخص آخر لا يملك هذه الموهبة مثل الفنانين والسياسيين دون ظهور اسمه على الكتاب، وهي فكرة الفيلم، غير أن المسألة واقعية تتجاوز جدران قاعات السينما.

قبل أيام أعلنت الكاتبة والروائية منال عبد الحميد عبر صفحتها على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك عن روايتين من تأليفها للبيع. على نفس طريقة الكاتب الشبح.

منال عبد الحميد كاتبة روائية وقصصية، وكاتبة مقالات، وتعمل بمهنة التعليم، صدر لها ثمانية عشر كتابا مطبوعا، وعدد من الإصدارات الجماعية والإليكترونية.

رواية الهامة

قبل إعلان منال عبد الحميد عن عرضها لبيع منتجها الإبداعي لمن يدفع كان الجميع يتعامل مع المسألة بشكل من الحذر، كيف يبيع الكاتب إنتاجه الفكري، غير أن الوضع اختلف في الفترة الأخيرة.

تشير منال عبد الحميد إلى سبب التحول إلي العمل ككاتبة ظل: "المسألة في الأساس تقوم على الرضوخ لواقع ومتطلبات النشر والانتشار الأدبي في مصر". مضيفة: "فمن ناحية فالحياة في الصعيد بالنسبة إلي أنثى غير متزوجة تعني سلسلة لا تنتهي من القيود، والعمل والوظيفة لا يعنيان أبدا انحسار تلك القيود، بل على العكس فتعليم وعمل الفتاة يفهم على أنها حققت كل ما تصبو إليه، وبالتالي التحدث عن الأدب والكتابة والرغبة في تحقيق الذات تعتبر لونا من ألوان عدم الرضا وتضييع الوقت والجهد، خاصة مع عدم وجود مردود أو حافز مادي يجعل المحيطين يتساءلون عن سبب الانغماس في الكتابة ساعات طويلة دون مقابل ما، في مجتمع مماثل يعد شرح أمور من قبيل الموهبة وخلافه عبثا وإهدار جهد وحرق دم على الفاضي".

التاريخ المسلي

تحكي عبد الحميد لـ "الدستور" أن حياتها في الصعيد كانت مانعا أيضا لانضمامها إلى المجموعات الأدبية في القاهرة: "نفس تلك الحقيقة منعتني من تكوين شلة أدبية أحتمي بها، أو الوصول إلى مراكز النشر الكبرى التي تطلب متابعين كثر على منصات التواصل الإجتماعي، وعلاقات واسعة لا يمكن الحصول عليها لمن لم ير القاهرة في حياته إلا مرتين، وليس له إلا علاقات محدودة جدا بالوسط الأدبي والثقافي".

ترى منال عبد الحميد أن واقع النشر والرواج في مصر معظمه يتحقق لذوي العلاقات الواسعة، والظهور الإعلامي المتكرر: "كما أن طبيعة الضغوط التي يتعرض لها إنسان في مثل هذه الظروف تجعل أمامه حلين لا ثالث لهما: إما التوقف نهائيا عن الكتابة ريثما تتغير ظروف لا يبدو لها تبديل في الفترة المنظورة على الأقل، والركون إلى الموات والاستسلام للألم، والتأزم وربما الجنون أو الموت، أو الحصول على التقدير المادي بديلا عن تقدير معنوي يتعذر تحقيقه، بسبب عدد لا نهائي من الظروف القاسية والمشددة".

رواية ستيغماتا