رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عام على الكارثة.. كيف دعمت مصر ودول العالم لبنان بعد تفجيرات مرفأ بيروت؟

تفجيرات مرفأ بيروت
تفجيرات مرفأ بيروت

يُحيي لبنان، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وقضى على عدة أحياء في العاصمة اللبنانية، وكان من أهم العوامل التي أدت إلى اتساع حدة الانهيار الاقتصادي.

وحتى الآن يطالب اللبنانيون بالعدالة والشفافية وتوسيع عملية التحقيقات المحلية والدولية، وسط انتقادات كبرى بسبب انعدام محاسبة المسؤولين عن التفجيرات المروعة.

وفي نفس الوقت يواصل المجتمع الدولي دعم لبنان في أزمته غير المسبوقة في تاريخه، وعلى رأسهم مصر والتي سارعت لدعم لبنان في جميع المجالات، وأحدثهم مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في مؤتمر دعم لبنان والذي جدد فيه دعمه وتضامنه مع الشعب اللبناني

وترصد “الدستور” في التقرير التالي أهمية العلاقات المصرية اللبنانية وعمليات الدعم الدولية للبنان بعد حادث مرفأ بيروت ودور القاهرة خلال تلك الفترة:

 

أولًا: تطوير العلاقات المصرية اللبنانية

تتسم العلاقات المصرية - اللبنانية، بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، فضلًا عن ترحيب القيادات اللبنانية بالجهود المبذولة تجاه معظم القضايا الراهنة بالمنطقة، واستمرار جهود مصر في دعم قضايا أمتها العربية على جميع الأصعدة‏، وفي شتى المجالات‏.‏

وتستند العلاقات المصرية - اللبنانية على عدة أسس منها تأكيد سياسات مصر القومية إزاء مختلف القضايا والدول العربية عموما ومن بينها لبنان، والتي تقوم على أساس احترام إرادة وسيادة كل دولة عربية


ثانيًا: مساندة مصر للبنان خاصة بعد كارثة مرفأ بيروت

وفور كارثة انفجار بيروت، أجرى الرئيس السيسي فور الحادث مباشرة اتصالا هاتفيًا بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون للتعزية في ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وأودى بحياة العشرات من الضحايا وتسبب بإصابة المئات.

وأعرب الرئيس عن خالص المواساة للأشقاء في لبنان حكومة وشعبًا، داعيًا المولى عز وجل بالشفاء العاجل للجرحى وأن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، وأكد الرئيس تضامن مصر حكومة وشعبًا مع الأشقاء في لبنان والاستعداد لتسخير كافة الإمكانيات لمساعدة ودعم لبنان في محنتها.

كما شارك الرئيس السيسي في ثلاث مؤتمرات لدعم لبنان آخرهم صباح اليوم، عبر الفيديو كونفرانس والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، وبمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات، بهدف حشد الدعم من قبل شركاء لبنان الدوليين الرئيسيين وتنسيق المساعدات الطارئة من المجتمع الدولي في مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت، وذلك لمساندة الشعب اللبناني والاستجابة لاحتياجاته في هذا الصدد، سواء الطبية والغذائية وتلك المتعلقة بإعادة تأهيل البنية التحتية.

وأعرب الرئيس خلال كلمته عن الشكر والتقدير للرئيس الفرنسي ماكرون للمبادرة بالدعوة لعقد هذا المؤتمر، والذي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذي يواجه الشقيقة لبنان، ودعا الرئيس المجتمع الدولي إلى بذل ما يستطيع من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجددًا من خلال تجاوز الآثار المدمرة لحادث بيروت وإعادة إعمار ما تعرض للهدم، مشيرا إلى أن مصر قد شرعت في أعقاب انفجار بيروت الأليم في تقديم يد العون إلى الأشقاء في لبنان عبر جسر جوي مُحمل بالمواد الإغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الحادث، كما فتح المستشفى العسكري الميداني المصري في لبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة.

 

تجديد الدعم والتضامن المصرى للبنان

وجدد الرئيس السيسي مجددًا على دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها التام لتقديم كافة أشكال الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد وتسخير إمكانياتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.

وكان الرئيس السيسي قد أرسل هالة زايد وزيرة الصحة، مؤخرًا إلى لبنان بصحبة 3 طائرات محملة بكميات كبيرة من المساعدات الطبية الضرورية، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وحرص مصر على دعم ومساندة الشعب اللبناني الشقيق والوقوف إلى جواره.

وحملت الطائرات الثلاث، التي وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، أدوات ومستلزمات ومنتجات طبية وكميات من الحليب المخصص للأطفال فضلا عن أجهزة ومعدات طبية مقدمة من جامعة الدول العربية.

 

دعم القاهرة لاستقرار لبنان سياسيًا

وخلال الفترة الماضية، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، سعد الحريري المكلف السابق برئاسة الحكومة اللبنانية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، لاستعراض مجمل المشهد السياسي اللبناني، بالإضافة إلى مناقشة تطورات أبرز الأوضاع الإقليمية، وكذا سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين الشقيقين.

وأكد السيسي على دعم مصر الكامل للمسار السياسي من أجل استعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، فضلا عن جهود تشكيل الحكومة، مع اهمية تكاتف مساعي الجميع لتسوية اية خلافات الخلافات في هذا السياق لإخراج لبنان من الحالة التي يعاني منها حالياً، بإعلاء مصلحة لبنان الوطنية، بما يساعد على صون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني.

 

الدعم الدولي للبنان بعد الانفجار 

كانت هناك عدة مؤتمرات دولية لدعم لبنان بمبادرة فرنسية، فضلا عن ارسال مساعدات من عدة دول عربية وعالمية لدعم لبنان

ومن جهتها كانت قد شددت  مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان على ضرورة السلطات اللبنانية على الإسراع فى استكمال التحقيق فى انفجار ميناء بيروت البحرى من أجل كشف الحقيقة وتحقيق العدالة.
 جاء ذلك في بيان عقب اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان والتي تضم الأمم المتحدة وحكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وأكدت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان أن اجتماعها الذي جاء عشية ذكرى الانفجارات المأساوية التي وقعت في ميناء بيروت في الرابع من أغسطس الماضي، حيث أعرب جميع الأعضاء عن تضامنهم مع عائلات الضحايا ومع كل من تضررت حياتهم وسبل عيشهم.

ودعت المجموعة القادة اللبنانيين إلى أن يبادروا دون تأخير بتقديم الدعم لتشكيل حكومة ذات صلاحيات تمكنها من تطبيق إصلاحات مجدية، مشددة على أهمية إجراء الانتخابات في مواعيدها حفاظا على ديمقراطية لبنان ولاستعادة ثقة وأمل الشعب اللبناني.

وأشارت المجموعة أنها تتابع بقلق شديد التدهور الاقتصادي المتسارع الذي تسبب في ضرر بالغ لجميع شرائح المجتمع اللبناني ومؤسساته وخدماته، داعية السلطات اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية واتخاذ جميع الخطوات الممكنة على وجه السرعة لتحسين الظروف المعيشية للشعب اللبناني.

كما رحبت المجموعة بالمؤتمر القادم الذي ستترأسه كل من فرنسا والأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للفئات الأكثر احتياجا في لبنان.

يذكر أن مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان تشكلت في سبتمبر عام 2013 من قبل أمين عام الأمم المتحدة والرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان من أجل حشد الدعم والمساعدة لاستقرار لبنان وسيادته ومؤسسات دولته.