رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إطلاق أول وثيقة تُقرر قيم وآليات التعاون والتكامل بين مؤسسات الفتوى

إبراهيم نجم
إبراهيم نجم

قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن المؤتمر العالمي السادس للإفتاء الذي انتهت فعالياته أمس الثلاثاء، حقق نجاحًا مشهودًا وظهر بصورة مشرفة على أرض مصرنا الحبيبة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان الداعم الأكبر للمؤتمر باستقباله وفدًا من الضيوف الكرام وإشادته بموضوع المؤتمر وأهميته في تجديد الخطاب الديني.

وأضاف مستشار مفتي الجمهورية، في بيان اليوم الأربعاء، أن هذا النجاح إنما كان بالمشاركة الفعالة لجمع كبير –كمًّا وكيفًا- من  العلماء وحملة الشريعة، والقائمين على دُور وهيئات الإفتاء في العالم من 85 دولة حول العالم من كافة قارات العالم، وجمع المؤتمر تنوعًا فريدًا من المتخصصين في المجالات المختلفة ورجال السياسة والفكر والثقافة، ساهموا بجهدهم وفكرهم في نجاح المؤتمر التاريخي.  

ولفت إلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لوفد من ضيوف المؤتمر من العلماء والمفتين يعكس اهتمام القيادة السياسية بموضوع المؤتمر الذي ينعكس بشكل كبير على تطوير الخطاب الديني والإفتائي، كما يؤكد المتابعة الدقيقة لكافة جوانب موضوع المؤتمر، ما يعد دعمًا كبيرًا للاستمرار في مسيرة التطوير والتجديد.

وثمَّن ما جاء في كلمة  رئيس الوزراء التي ألقاها نيابة عن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال فعاليات المؤتمر ووصف فيها الحدث بأنه "محفل مهم بات منصةً سنوية متميزة تُعنَى بأحد أهم الجوانب في حياتنا، بخاصة أن هذه النسخة من المؤتمر ترتبط بالاستفادة بالتطور التكنولوجي في سبيل دعم الفتوى والإفتاء والنهوض بهما".

وأوضح أن من أسباب نجاح المؤتمر ما تضمنه من رسائل وأهداف من خلال ما شهده من نشاط مكثَّف ولقاءات متعددة وورش عمل كثيرة، دارت محاور عملها حول رسالة وهدف، فكانت الرسالة هي: الاتفاق على آليات التعاون بين دور وهيئات الإفتاء في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة والمشاركة في معالجة تحديات التطور التقني والدخول بالمؤسسات الإفتائية إلى عصر الرقمنة عبر دعم التحول الرقمي.

وكان من بين أهدافه - بحسب “نجم” - زيادة الوعي بأهمية الرقمنة، وما يعود من تفعيلها في المؤسسات الإفتائية على حالة الإفتاء وتفعيل دوره في المجتمعات، وتوضيح متطلبات تطوير المؤسسات الإفتائية تقنيًّا لإدخالها في عصر الرقمنة، وتوضيح مدى استفادة المؤسسات الإفتائية من التطور الرقمي في مواجهة جائحة "كورونا"، ومناقشة كيفية تفعيل الإفتاء الجماعي في المؤسسات الإفتائية في مواجهة الجوائح وعبور الأزمات، وأيضًا وضع تصور دقيق لما يعوق التعاون والتكامل بين مؤسسات الإفتاء يشمل: المظاهر، والأسباب، وطرق الحل.

وأشار إلى أن جميع المشاركين والمتابعين قد أشادوا بتحقيق الرسالة والهدف المنشود، وأكدوا جميعًا أن النتائج التي أثمرها هذا المؤتمر، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك عدم انفصال علماء الأمة ومفكريها عن واقعهم، ووعيهم بمستجدات العصر، والكيفية التي يتم من خلالها علاج مشاكل الأمة من خلال مجال الإفتاء.

وذكر أن المبادرات المهمة والمتكاملة التي خرجت عن المؤتمر كانت أيضًا من أسباب نجاحه، خاصة وأنها تسهم في تطوير المجال الإفتائي، ومنها: إعلان وثيقة "التعاون والتكامل الإفتائي" لتكون أول وثيقة تقرر قيم ومبادئ وضوابط وآليات التعاون والتكامل بين مؤسسات الفتوى، واعتمدت الوثيقة لتكون خارطة طريق لمؤسسات الإفتاء وهيئاته وصولًا إلى أهدافها.

وبين أن المؤتمر نجح كذلك في إطلاق الوسائل التي يتم من خلالها العمل على هذه الوثيقة؛ وذلك بأن نشرت بين أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كمرجعية موحدة معتمدة، والعمل على نشرها بعد ذلك في جميع الهيئات والمؤسسات المعنية بأمر الإفتاء في العالم أجمع لتصبح مرشدًا ومعينًا لوضع المواثيق التي تحد من ظاهرة الفوضى الإفتائية وتوحيد صف المفتين ودور الإفتاء في مواجهة محاولات تفريق الكلمة.

وأوضح أن المؤتمر لم يغفل الجانب العلمي التأصيلي الذي ينير الطريق لتجديد المجال الإفتائي؛ وذلك عن طريق تكوين الشخصية الإفتائية المدركة والمحيطة بطرق ومناهج وتجارب الإفتاء المختلفة، وقد تم ذلك بإصدار طائفة من الكتب والموسوعات الإفتائية المطبوعة والحاسوبية التي تدعم مجال الإفتاء بصفة عامة، ودوره في مواجهة التطرف بصفة خاصة.

وقال "صدرت بفضل الله تعالى ولأول مرة في تاريخ الإفتاء المعلمة المصرية للعلوم الإفتائية. وهي معلمة تَجْمَعُ بَيْنَ دَفَّتَيْهَا جَمِيعَ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْإِفْتَاءِ وَمُصْطَلَحَاتِهِ وَتَأْهِيلِ الـمُفْتِينَ عِلْمِيًّا وَمَهَارِيًّا وَإِدَارَةِ الـمُؤَسَّسَاتِ الإِفْتَائِيَّةِ وبيان ارتباط الفتوى بمختلف المجالات العلمية والفكرية الحديثة؛ فعرضت في أحد أقسامها لمنهج البحث في الدراسات الإفتائية، وفي آخر للمستقبليات الإفتائية، كما عرضت لقواعد الإفتاء، وعلاقة الفتوى بالعلوم الاجتماعية، والعلاقات الدولية، والفتوى والتنمية المستدامة والملكة الإفتائية والصياغة الإفتائية، كما اعتنت بجمع مصادر الفتوى والإفتاء والتعريف بها، وقد صدر منها إلى الآن اثنان وعشرون مجلدًا".

كما كشف عن انطلاق مركز سلام لدراسات التطرف الذي سبق الإعلان عنه العام الماضي، وفي هذا العام يقدم المركز المبادرات التالية: الانتهاء من برنامج سلام الإلكتروني والانتهاء من الدليل التدريبي على مكافحة التشدد والتطرف، والانتهاء من وضع تصور لبرنامج سلام الأكاديمي (Salam Academic Program).  والإعداد لعقد مؤتمر دولي منتصف ديسمبر حول "التطرف الديني.. المنطلقات الفكرية واستراتيجية المواجهة".
وأضاف أن المؤتمر نجح في تخريج ثمانية عشر عالمًا ومفتيًا من روسيا الاتحادية في الجلسة الختامية للمؤتمر، حيث تدرب علماء روسيا على رفع مستوى المهارات الإفتائية والوقوف على أهم التحديات المعاصرة التي تواجه الفتوى في عصرنا الحاضر.

كما نجح في إطلاق التَّطْبِيقِ الإِلِكْتُرُونِـيِّ العَالَـمِيِّ لِلْفَتَاوَى FatwaPro بالإِنْجِلِيزِيَّةِ وَالفَرَنْسِيَّةِ، والذي يهدف إلى ضبط الخطاب الإفتائي وتلبية حاجات المجتمعات المسلمة من فتاوى بهاتين اللغتين وحماية المسلم من الفكر المتطرف بمنهجية علمية رصينة تراعي المصادر الشرعية والواقع المعيش والربط بينهما.

وانتهى إلى أن "المؤتمر نجح في رسالته التجديدية في مبادراته وفاعلياته جميعًا، التي تحقق الارتقاء بجانب الإفتاء وتعمل على تفعيل دوره في مجال التنمية ورعاية مصالح البشر"، مؤكدًا أن إدارات الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم وعقب انتهاء المؤتمر مباشرة قد انطلقت لتطبيق المبادرات والتوصيات ومتابعة النجاحات.