رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«آرب نيوز»: تهديدات إخوان تونس لأوروبا خاوية

إخوان تونس
إخوان تونس

أكدت صحيفة "آرب نيوز" السعودية في نسختها الإنجليزية، أن الأحداث الأخيرة في تونس عززت ما حذر الكثيرون من احتمال حدوثه بتورط الإخوان في حكم ذلك البلد.

وتابعت أن التونسيين - مثل مواطني العديد من البلدان العربية قبلهم - قد شاهدوا الآن بدقة من خلال تمثيلية الإخوان الإرهابية وشعارها، "الإسلام هو الحل"، هو رسالة خيال لاختطاف المشاعر، ولكن في الواقع لا يحسم أي شيء على الأرض.

ظل حزب النهضة في السلطة دون أن يحقق أي إنجاز، وإذا كان الاقتصاد المنهار في البلاد والفشل في التعامل مع جائحة فيروس كورونا يثبت أي شيء، فهو أن الدول الحديثة تحتاج إلى تكنوقراط ذكي، وليس ثيوقراطية ملتحين.

وكشفت الصحيفة عن خداع الحزب الإخواني للشعب التونسي بشعارات الديمقراطية الزائفة، قائلة إن الحزب ظهر على حقيقته الاستبدادية عندما أصبحت الديمقراطية غير مفيدة له.

وشبهت الصحيفة حزب النهضة التونسي بحزب الله اللبناني، وما فعله في بيروت خلال الفترة من 2006 وحتى 2008، عندما أراد رئيس الوزراء سعد الحريري مناقشة حصر السلاح في الجيش اللبناني فقط، والسيطرة على المطار، استولى حزب الله على بيروت بالقوة، رغم وجود ممثلين في البرلمان. 

لذلك كان من المتوقع أن يكون رد فعل زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي على الأحداث الأخيرة هو توجيه التهديدات، وقال لصحيفة “تايمز أوف لندن” و"كورييري ديلا سيرا" في إيطاليا إن اللاجئين سيتدفقون إلى أوروبا إذا لم يتم استعادة الديمقراطية في تونس. 

ولأنه يعرف جيدًا مدى حساسية الأوروبيين تجاه هذا الأمر، فقد اعتقد أنه قد ينجح في ابتزاز المجتمع الدولي، ومع ذلك، يبدو أنه نسي أنه بسبب سوء إدارته، كان التونسيون يتدفقون على أوروبا خلال العامين الماضيين - وهي نفس الفترة التي كان فيها هو وحزبه في السلطة فالحقيقة المُقلقة هي أن 14.5% من المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى إيطاليا هم من تونس.

أيًا كان ما يقوله الغنوشي الآن، فلا يمكنه إنكار أن حزبه يخضع للتحقيق لقبوله أموال أجنبية وتبرعات مجهولة قبل انتخابات 2019.

أما بالنسبة لتهديدات حزب النهضة بإرهاب أوروبا والعنف في تونس، فلم تكن جديدة أو غير متوقعة ولكنها مجرد حيلة مشتركة من قبل الأحزاب الإسلامية بتحويل الانتباه عن المشكلة الأساسية من خلال خلق مشكلة أخرى.

وسلطت الصحيفة الضوء على سلسلة الأزمات الكبرى التي شهدتها تونس في مطلع العام الجاري فقط، قائلة إن تونس شهدت 6798 في النصف الأول من العام، و 15 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في نفس الفترة، كما كانت هناك زيادة بنسبة 200٪ في إصابات الفيروس وانكماش اقتصادي بنسبة 21٪، مما تسبب في ارتفاع معدل البطالة لتصل إلى 17.8٪. والأكثر مأساوية من ذلك كله ، أن هناك 78 حالة انتحار تُعزى إلى سوء الأحوال المعيشية في النصف الأول من هذا العام.

ويقع اللوم في كل هذا على عاتق حزب النهضة، ولم يتردد الشعب التونسي في إدراك ذلك والنزول إلى الشوارع احتجاجًا، وكان على الرئيس قيس سعيد التحرك لإنقاذ البلاد. 

ولم يتوقع الإسلاميون أن يتصرف الرئيس سعيّد بشجاعة وسحق كل التلميحات عن الانقلاب، وكما قالت فيفيان يي مراسلة صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها من تونس: "عقد من البطالة المستعصية، وتزايد الفقر، وانتشار الفساد، والمأزق السياسي - والآن الوباء - قضى على الثقة في الحكومة". 

وتابعت يي: أن كل تونسي تحدثت إليه تقريبًا بدا سعيدًا، بل إن العديد منهم متحمسون لما فعله سعيد، وهذا دليل على مدى ضجر الناس من الغنوشي وحزبه الإسلامي.