رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجيب محفوظ لست كافرا ولامرتدا

أيمن الحكيم يكشف وقائع سجل تحقيقات محاولة اغتيال نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

 يكشف الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، عبر كتابه «حضرة المتهم نجيب محفوظ .. الملف القضائي لأديب مصر»، أقوال نجيب محفوظ في تحقيقات النيابة في محاولة اغتياله، وردًا على أسئلة  «شريف الحلواني» رئيس نيابة أمن الدولة العليا وقتها، ففي يوم 20 أكتوبر 1994 انتقل إلى مستشفى الشرطة للحصول  على أقواله. 

ونقل «الحكيم» من واقع تحقيقات النيابة رد محفوظ حول ماجاء في أقوال المتهمين محمد المحلاوي ومحمد ناجي بالتحقيقات من أن رواية «أولاد حارتنا»  التى قام بتأليفها  تدور باختصار في مضمونها حول  قصة الكون والخلق، وأنه قام بتصوير الذات الإلهية في هذه الرواية في شخص «الجبلاوي»، وأنه انتهي في هذه الرواية إلى أن إخراج «الجبلاوي» من التكية يؤدي إلى إصلاحها بل هو الحل الوحيد لإصلاحها، بما يعني أن الناس يجب أن تعيش من غير إله ولا دين!!

وجاء رد «محفوظ»: «هؤلاء الذين يدعون ذلك لا يقرأون القصص الأدبية بعين أدبية أو إنسانية تريد أن تعرف الحقيقة وصراع الخير والشر، إنما المهم العمل في نظرهم يكون خاضعًا حرفيًا لتعليمات الدين، وحتى في ذلك هم يغالون؛ لأن الدين نفسه عرض قصة الخير والشر وقصة عصيان "أبليس" على الذات الإلهية، ورواياتي كلها تدور حول مفاهيم واضحة لايمكن بحال من الأحوال أن يكون القصد منها التعرض لأي دين من أديان السماء أو ازدراء به، والقول إنني كافر أو مرتد افتراء بل إنه في اعتقادي قول صادر عن أشخاص لا يعرفون أمور دينهم الصحيح؛ لأنهم لو يعرفون ذلك لا يحكمون على رجل مثلي من رواية واحدة، فإن لي الكثير من الروايات والمؤلفات، ولم يقل أحد عنها أنها تنكر الذات الإلهية أو تتعرض بالتهوين من شأن الدين».

وأضاف «محفوظ»: «حتى على فرض أنني في رواية أولاد حارتنا تعرضت للذات الإلهية أو كفرت كما يقولون، فما الذي أدراهم قد أكون عدت لصوابي، وأني في هذا العمر الطويل منذ كتابتي لهذه الرواية لم أغير موقفي، هذا على فرض صحة ما يدعون وهو فرض جدلي، ولماذا لو أن عندهم  القدرة على الحوار والفهم والوصول إلى المعاني والمضامين لم يأتوا ليناقشوني فيما كتبت حتى يكون حكمهم على  بالقتل بعد سماع أقوالي على الأقل بدلًا من أنهم يأخذوني غدرًا وغيلة، وفي النهاية أحمد الله وحسبي الله ونعم الوكيل». 

 وفي 10 يناير أصدرت المحكمة العسكرية العليا حكمها في قضية محاولة اغتيال نجيب محفوظ بمعاقبة كل  من المتهم لأول محمد ناجي مصطفي، والمتهم الثالث محمد خضير أبو الفرج المحلاوي، بالإعدام شنقًا.