رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ربما كان أول عربي يفوز بنوبل».. ماذا لو أُتيحت فرصة توفيق الحكيم لـ يوسف إدريس؟

إدريس وصلاح طاهر
إدريس وصلاح طاهر بمكتب توفيق الحكيم

كان الرئيس جمال عبد الناصر يحلم بأن تتجاوز جائزة نوبل الحدود المتعارف عليها لتصل إلى العرب، ففكر ودبّر من أجل الوصول إلى ذلك الهدف، فلم يجد عبد الناصر أنسب من توفيق الحكيم الذي بإمكانه أن يكون أول عربي ينال الجائزة الأدبية، باعتبار الحكيم رائد المسرح الحديث، وقد سبق له أن عاش فترة في باريس وعلى علاقة جيدة بالأوساط الأدبية والثقافية في عاصمة النور. 

وضع عبد الناصر مبلغًا كبيرًا من المال في يد الحكيم، هذا إلى جانب دعم السفارة المصرية في باريس، وأرسل الحكيم مندوبًا لمصر في اليونيسكو عام 1959، لكن الحكيم قضى عامًا كاملًا في القراءة والكتابة فقط، وعاد إلى مصر دون أن يحصل على الجائزة.

وسبق أن حاول الرئيس السادات ترشيح توفيق الحكيم في سبعينيات القرن الماضي، وذلك بعدما تلقى الدكتور عطية عامر، الأستاذ بجامعة استوكهولم، خطابًا من الأكاديمية السويدية عام 1978 بترشيح أديب عربي للجائزة، حيث جاء عامر إلى كلية الآداب في جامعة القاهرة والتقى الدكتور عبد العزيز الأهواني والدكتور حسين نصار في محاضرة كانت تحضرها السيدة الأولى لمصر في السبعينيات، جيهان السادات، وذكر له حكاية الأكاديمية السويدية، فكان رأي نصار أن يرشح توفيق الحكيم. 

يقول عامر: «إن الرئيس الراحل أنور السادات تحدث إلى السفارة في السويد، طالبًا من السفير أن يتحدث إلى عامر وأن يخبره بأنه يريده أن يرشح الحكيم لأنه صديقه ومع النظام، وأن الرئيس جمال عبد الناصر كان يحبه».

لكن يظل السؤال يراودني: ماذا لو أُتيحت فرصة مثل فرصة توفيق الحكيم ليوسف إدريس؟! لربما كان إدريس أول عربي يفوز بجائزة نوبل للآداب!

في حوارها بمجلة «الهلال» في سبتمبر 1986، سألت الكاتبة الصحفية هبة عادل عيد، يوسف إدريس: إذا عُرضت عليك جائزة نوبل، هل ستقبلها؟ فأجاب: «نعم سأقبلها وإن كنت أرى أن توفيق الحكيم ونجيب محفوظ أحق منّي بالجائزة».

وفي حوار آخر أجراه الكاتب الصحفي عادل عبد الصمد لمجلة «الهلال» أيضًا قبلها بخمس سنوات وتحديدا في فبراير 1981، سُئل يوسف إدريس عن كُتّاب عصره ومن لهم تأثير عليه خلال تلك الفترة من حياته، فأشعل يوسف إدريس سيجارته وأخذ نفسًا عميقًا وقال: «ما كانت الكتابة لديَّ ولا تزال إلا وسيلة للتعبير عن إحساسي العارم بشعبنا وقضاياه ومشكلاته وأحلامه وحتى خرافاته، فأنا أكتب من فرط عشقي لهذا الشعب كأنه ليلاي وأنا قيسه مجنون به، فلم يكن هناك من الكتاب المعاصرين لي مَن يهتم بمثل هذه القضايا باستثناء (المعذبون في الأرض) لطه حسين أو (عودة الروح) لتوفيق الحكيم».

هكذا ظل يوسف إدريس كلما تحدث عن كتّاب عصره ذكر توفيق الحكيم على الرغم من أنه رأى أن الأخير تأثر مباشرةً بالأدب الغربي وحاول أن ينقله إلينا في صيغته الغربية.