رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مَن أحياها.. أسرة طفلة غزة التى استجاب الرئيس لعلاجها بمصر:«السيسى منحها الأمل فى الحياة»

الطفلة  بيان
الطفلة بيان

 

فرحة كبيرة تعيشها أسرة الطفلة «بيان»، ابنة قطاع غزة المصابة بمرض نادر، بعد أن استجاب الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستغاثتها بعلاج نجلتها فى مصر، مقدمة شكرها للقيادة المصرية على رعايتها ابنتها وأبناء القطاع على كل المستويات.

وكان لقرار الرئيس صدى واسع فى قلوب أسرة الطفلة «بيان»، التى كانت قد فقدت الأمل فى علاجها، نظرًا لفشل الأطباء فى القطاع فى التشخيص الصحيح لحالتها، وصعوبة وضعهم المادى الذى لا يسمح لهم بالسفر إلى الخارج، ما اضطرهم إلى إرسال مناشدة للرئاسة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعى، لاقت استجابة سريعة من الرئيس.

وتكفلت القيادة المصرية بكامل نفقات سفر الطفلة، حيث من المقرر أن يتم نقلها إلى الأراضى المصرية، اليوم، ليتم علاجها ورعايتها طبيًا على أعلى المستويات، فى ظل إصابتها بمرض جلدى يحتاج إلى متابعة صحية خاصة ودقيقة.

وفى السطور التالية، تتحدث أسرة «بيان»، لـ«الدستور»، عن تفاصيل مرض ابنتها، وكواليس إرسال مناشدة للقيادة المصرية علاجها، وكيف استجابت الرئاسة للطلب، كاشفة عن التسهيلات التى قدمتها القاهرة للأسرة، وغيرها من التفاصيل. 

الأب: ذهبنا لجميع أطباء القطاع ولم نحصل على علاج مناسب

عبّر محمود الدبس، والد الطفلة، عامل حر، عن سعادته بقرار الرئيس علاج ابنته، مشيرًا إلى أن الأسرة استقبلت استجابة الرئيس السيسى بفرحة عارمة، حيث بكت زوجته من شدة الفرح.

وقال إن ابنته تعانى منذ نحو ٧ سنوات ولا أحد يستجيب لهم، مضيفًا: «للأمانة كانت فرحتنا كبيرة لتواصل الإخوة المصريين معنا، ونشكر الرئيس السيسى على تلبيته نداءنا ونداء طفلتنا التى تتألم منذ جاءت للدنيا، ونسأل الله أن يجزيه عنّا خير الجزاء».

وتحدث عن مرض طفلته الصغيرة، قائلًا: «نتعامل مع مرض ابنتنا فقط بمراهم ومرطبات، لعلها تسكنها قليلًا، ماخليتش دكتور فى غزة إلا وذهبنا إليه، وكل واحد يكتب لنا علاجًا مختلفًا».

وأكمل: «حتى الآن لا نعلم ما هو تشخيص المرض المصابة به بيان، فبعض الأطباء هنا قال (إكزيما)، وبعضهم يقول (صدفية)، وآخرون ليس لديهم تشخيص واضح للحالة»، مشيرًا إلى أن المرض الذى يصيب نجلته تنتج عنه قشور تغطى جسمها بالكامل، ومن ثم تحتاج إلى ترطيب حتى لا تشعر بالحكة الشديدة. وتابع: «ابنتى لا يمكنها الذهاب إلى المدرسة، خاصةً عندما يشتد المرض، وكذلك فإذا توجهت لهناك تتعرض لمضايقات من قبل بقية التلاميذ الموجودين معها، وطالبتنا إدارة المدرسة بعدم إرسالها مرة أخرى حتى يتم شفاؤها، لأن أصدقاءها يشمئزون منها، ويشعرون بضيق شديد وتأزم من شكلها».

واختتم: «نحاول احتواءها دائمًا، خاصةً أنها أصيبت بهذا المرض منذ صغرها، وهناك مواقف كثيرة تؤثر على نفسيتها، فهى مثلًا ممنوعة من أن تسبح فى البحر، إذ تشعر بضيق شديد ونفسيتها تصبح سيئة جدًا، خاصة عندما ترى أشقاءها وأقاربها يعيشون حياتهم بشكل طبيعى، ولم يقتصر ذلك على الأنشطة الترفيهية فقط، بل حتى فى تناول نوعيات معينة من الطعام، فهناك بعض الأكلات التى لا يسمح لها بأكلها، مثل التى تحتوى على الطماطم وكذلك الطبيخ والأطعمة الدسمة».

الأم: «أم الدنيا» تكفلت بنفقات السفر والعلاج

شكرت «وردة»، والدة الطفلة، الدولة المصرية على استجابتها طلب الأسرة علاج ابنتها، كاشفة عن أن نجلتها تعيش مأساة حقيقية. 

وقالت «وردة»: «اللى عنده عيان هو اللى عيان، وابنتى تعانى كثيرًا، وأنا أيضًا أتألم لها، ربنا يمنحنا الشفاء على أيدى الأطباء المصريين، ويمنحهم البركة لما يفعلونه»، مضيفة: «يارب آخر سنة إلنا بها المرض».

وشرحت طبيعة المعاناة قائلة: «ابنتى لا تتمكن من النوم بشكل طبيعى، سواء ليلًا أو نهارًا، خاصةً أننا فى الصيف، ونعانى من قلة فترات وجود الكهرباء، فهى تتوافر لنا ٨ ساعات يوميًا مقابل فصلها فترة مماثلة، وأحيانًا تكون أقل من ذلك، نظرًا لظروف غزة، وأزمة الكهرباء فيها».

وذكرت أنها تحزن عندما تشعر ابنتها بالضيق، وتزداد آلام جسدها، مضيفة: «أحاول دائمًا أن تبقى بيان هادئة، وألا تبكى على الأقل، وأحاول بشتى الطرق تلبية مطالبها حتى إذا كان خارج إمكاناتى، لأبعدها عن العصبية، فذلك يجعلها تتألم أكثر».

وتابعت: «لفيت على كل أطباء غزة، والفترة الأخيرة كنت أتابع الحالة مع مستشفى (الشفاء)، واختلف التشخيص فى كل مرة، ما بين صدفية وإكزيما وغيرهما، وهو ما لم أستوعبه».

وأكملت: «ذات مرة قلت للطبيب إننى لا أصدقه بأنها صدفية، فهى تصيب مناطق متفرقة، بينما تعانى ابنتى من البقع والحبوب بداية من رأسها حتى قدميها، فأجابنى بـ(والله ما انا عارف إيش اللى فى بنتك)، وطلبت كثيرًا أن يمنحنى الأطباء تحويلًا طبيًا لمصر، على أن تتحمل رام الله تكلفته، فلا يمكننا تحمل تكاليف مثل ذلك، وكانوا يرفضون دائمًا».

وشرحت تفاصيل رفض الإدارة فى رام الله تحويل الطفلة، قائلة: «شعرت بالضيق للغاية منهم، فهم يبررون بأنها ربما تكون صدفية، وربما ليس لها علاج فى مصر أيضًا، وكنت أقول لهم (سيبونا نجرب يمكن يكون هناك علاج، انتوا مش هتخسروا شى)، لكنهم استمروا فى الرفض طيلة ٦ سنوات، وكنت أحاول كل عام معهم».

وتابعت: «كررت طلبى خلال العام الحالى، فعندما ذهبت إلى المستشفى الأحد الماضى، وهو الموعد المحدد للمتابعة الطبية لحالتنا، طالبتهم بمنحى تحويلًا لمصر، فرفضوا كالعادة، وقال الطبيب (ما قدرش، الجلدية صعب إنه يتحول ومش هتلاقى ليها علاج)»، مكملة: «ترجيتهم يعطونى إياها لكن مش راضيين، فطفح الكيل لدى، كما يقولون، ولجأت لموقع فيسبوك، ونشرت مشكلتنا، والحمد لله وجدنا استجابة من مصر، ويا رب يكون لنا نصيب فى الحصول على علاجها هناك».

وكشفت عن أن استجابة الرئاسة المصرية لطلبهم منحتهم فرحة لا توصف، كاشفة عن كواليس ذلك قائلة: «وجدت زوجى يخبرنى بأن المسئول المصرى الموجود فى قطاع غزة يريد أن يزورنا فى منزلنا، وتفاجأت بذلك بقدر ما فرحت أيضًا، لأن هناك من يريد مساعدتنا»، متابعة: «بدنا نطلع فيها، يمكن نلاقى علاج فى مصر.. وأنا كنت أسعى لأذهب هناك، لكن ظروفى المادية صعبة جدًا، وحالت دون ذلك».

وأكملت: «عندما جاء الرجل ما كنتش مصدقة نفسى إنه هنا ويتحدث معنا، وفرحنا للغاية، حتى أبنائى الصغار فرحوا بشدة، وقالوا له: (يا الله، إنت بتحكى مصرى، وهتسفرها لمصر، بجد؟).. بناتى يتكيفوا كتير باللهجة المصرية».

وذكرت أنها حاولت الاستفسار عمّا إذا كان يجب عليها تجهيز أوراقها، وجوازات السفر، خاصةً أنها من سترافق الطفلة إلى رحلة العلاج بالقاهرة، لكن المسئول المصرى أجابها بأن كل شىء على ما يرام، وقال لها: «لا، يوم الأحد ستسافرون إلى مصر ونحن تكفلنا بالترتيبات وكل شىء ولن تحتاجى لشىء».

وكشفت عن أنها من الفرحة بكت وشكرت الرئيس، وقالت: «نعانى منذ أكثر من ٦ سنوات، وشرف كبير لنا أننا سنسافر إلى مصر».

«بيان»: فرحانة إنى جاية مصر والسيسى مثل أبى

أعربت الطفلة «بيان» عن سعادتها بأنها ستسافر إلى مصر للعلاج، خاصة أنها تحبها جدًا وكانت تتمنى زيارتها.

وقالت الطفلة: «فرحانة أكيد إنى هاجى لمصر، وبدى علاج، وعندما أخف من المرض هتفسح فى كل مصر»، مشيرة إلى أنها أخيرًا وجدت أملًا يمكنها من مواصلة الحياة بشكل طبيعى. 

وأضافت: «فرحت كتير عندما قال لنا المسئول المصرى إننا سنأتى إلى مصر، وأتلقى العلاج، وأقول للسيسى (شكرًا يا أبى)، لأنه بالفعل مثل والدى».