رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليس لنفرتيتي.. علماء الآثار المصريون يدحضون مزاعم التشكيك البريطانية في قناع توت عنخ أمون

قناع توت عنخ أمون
قناع توت عنخ أمون

 نشرت صحيفة “إكسبرس” البريطانية في 16 يوليو الجاري، مقالاً يقتبس فقرة من كتاب “وادي الملوك: العصر الذهبي المصري” لعالمة المصريات الإنجليزية جوان فليتشر.

في تقرير مفصل، تجادل فليتشر بأن القناع الشهير لتوت عنخ آمون صُنع في الأصل لحاكم مشهور آخر، وربما كان يخص امرأة، وهي الملكة نفرتيتي، بعد محاولة تركيب معالم وجه توت عنخ آمون الذي جاءت وفاته مفاجئة وهو لم يكمل العشرين من عمره.

واعتمدت فليتشر نظريتها على فحص صور وسجلات أعمال التنقيب واكتشاف مقبرة الملك توت السليمة بواسطة هوارد كارتر في عام 1922.

 ووفقًا لها، يظهر القناع فرعونًا مثقوب الأذنين، وقالت فليتشر إنه “من غير المنطقي أن القناع يخص توت  لاسيما وأن توت لم يرتدِ الأقراط بعد الطفولة”.

وقالت: “لم يُصنع هذا القناع لفرعون ذكر بالغ  لاسيما و أنه عند مقارنة الذهب ، [وجدوا] الوجه مصنوعًا من ذهب مختلف تمامًا عن البقية، ووفقا لها فان قناع توت عنخ آمون تم تعديله بشكل فعال للغاية”.

ويعتبر توت عنخ آمون أشهر ملوك مصر القديمة، وخاصة في الأسرة الثامنة عشر (1336-1327 قبل الميلاد). على الرغم من فترة حكمه القصيرة، التي استمرت تسع سنوات فقط، إلا أن شهرته العالمية ترجع إلى الاكتشاف المثير لمقبرته السليمة بوادي الملوك بمحافظة الأقصر، جنوب مصر، في عام 1922 حيث  تضمنت المقبرة حوالي 5000 قطعة أثرية ، كلها جيدة شرط.

وحتى يومنا هذا، يُنظر إلى اكتشاف القبر على أنه أحد أهم الاكتشافات الأثرية.

تم تصميم القناع الشهير لحماية وجه المومياء، وفقًا لموقع وزارة الآثار المصرية.

وقال وزير الآثار السابق وعالم المصريات زاهي حواس لموقع المونيتور الأمريكي: “نظرية فليتشر حول ثقب الأذن لا أساس لها من الصحة لأن جميع حكام الأسرة الثامنة عشر كانوا يرتدون الأقراط خلال فترة حكمهم”.

وأشار إلى أن “القناع لا يحمل اسم الملكة نفرتيتي ، وهو ما أكده عالم آثار ألماني عندما فحصه عندما تم استعادة منطقة ذقن القناع بعد أن تضررت مرة أخرى في أكتوبر 2015”.

والقناع الذهبي موجود حاليًا في المتحف المصري بوسط القاهرة ويزن أكثر من 10 كيلوغرامات (22 رطلاً) ويبلغ ارتفاعه 54 سم (1.8 قدم). يحتوي على خليطين من الذهب: 18.4 قيراط للوجه والرقبة و 23.4 قيراطًا لباقي القناع.

القناع عبارة عن غطاء وجه لحاكم ذو لحية مستعارة، ويحمل عقدًا من ثلاثة فروع ويعلوه شارة ملكية لأفعى ونسر للحماية، كما أن لديها ثقوب في الأذنين للأقراط.

وقال حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، لـ«المونيتور»: “لطالما كان هناك جدل حول قناع الملك توت، الذي قيل سابقًا أنه يخص الملكة مريتاتن  في الأسرة الثامنة عشرة وابنة الفرعون إخناتون، وهذا غير صحيح”.

وتابع: “صحيح أن بعض الكنوز التي عثر عليها في قبر الملك توت لم تكن تخصه، بل لحكام آخرين خلال فترة العمارنة. لكن القناع كان يخصه بالفعل”.

وأضاف: “عندما يتعلق الأمر بثقب الأذن، فهو أمر طبيعي وشائع بين الملوك ولم تقتصر الأقراط على النساء- أو الأطفال، ومن الجدير بالذكر أن بعض حكام مصر القديمة استولوا على كنوز الملوك الذين سبقوهم ونسبوها لأنفسهم. لكن هذا شيء يمكن التحقق منه من خلال الفحص”.

وأضاف: “الأمر مختلف في حالة القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون لأنه لا يحمل سوى القليل من الدلائل على أنه ربما كان ملكًا لشخص آخر”.

وأوضح الاختلاف في لون الذهب على الجزء العلوي من القناع مقارنة بالباقي، بحجة أن اللون الأصفر الذهبي ارتبط بعبادة الله آتون، في فترة العمارنة، والذي كان يرمز إليه الشمس.

قال بسام  الشماع، مرشد سياحي وكاتب في علم المصريات، لـ«المونيتور»: إن "القناع الجنائزي للملوك لا يحمل بالضرورة الملامح الحقيقية للملوك المتوفيين، بل يتخذ عادة شكل أوزوريس، إله الموت والقيامة.

واتفق الشماع مع الآراء المتعلقة بثقب الأذن، موضحًا: “تضمنت الآثار الموجودة في مقبرة الملك توت مجموعة من الأقراط، وبالتالي لا يمكننا افتراض أن القناع يخص امرأة أو لنفرتيتي على وجه الخصوص”.

واختتم الشماع  قائلًا: “القناع الذهبي يحمل نصًا هيروغليفيًا محفورًا على ظهره، وهو عبارة عن كتابة سحرية مثل التعويذة، والغرض منها مساعدة المتوفى في العبور إلى العالم الآخر، وذكرت الكتابات عدة أسماء تستخدم عادة للإشارة إلى الملك توت مثل، (رع ونبرا) من بين أسماء أخرى، مما يدحض نظرية فليتشر تمامًا”.