رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بتدوينة على إيصال كهرباء».. غرائب تأسيس اتحاد الكتاب المصريين

اتحاد الكتاب المصريين
اتحاد الكتاب المصريين

كان محمد سلماوي يظن أن يوسف السباعى هو من فكر فى نقابة تحمى الكتّاب ومصالحهم عام ١٩٧٥، ولكن فى جلسة مع ألفريد فرج أكد له أن عبدالرحمن الشرقاوى هو أول من فكر فى ذلك عام ١٩٥٥، حين أنشأ جمعية الأدباء التى هى الأب الشرعى للاتحاد، وذكر «فرج» أن «الشرقاوى» فاتحه فى الأمر، فتحمس ألفريد فرج فأخرج الشرقاوى من جيبه ورقة اتضح أنها إيصال كهرباء وكتب على ظهرها: «نحن الكتاب المصريين اجتمع رأينا على تكوين اتحاد للأدباء والكتاب يدافع عن المهنة، ويدعم الأدب والفكر وحرية النشر، وحقوق المؤلف الأدبية والمادية، ويمثل أدباء مصر فى الداخل والخارج».

وقال «الشرقاوي» وهو يمسك بالورقة: «لو جمعنا مائة توقيع نستطيع أن نبدأ فى إشهار الاتحاد»، وأكمل أنه يستطيع الحصول على توقيع يوسف السباعى، فأخبره ألفريد بأنه سيحصل على توقيع طه حسين، وكذلك توفيق الحكيم.

ويكمل ألفريد فرج حكايته لسلماوى: «ذهبت لطه حسين وبدأت أقرأ من الورقة، فقلت: «نحن الكتاب المصريين»، فقاطعه حسين قائلًا: «نحن الكتاب المصريون»، وأعاد ألفريد النظر للورقة فوجدها «نحن الكتاب المصريين»، وخشى فرج أن يرفض طه حسين التوقيع بسبب الخطأ اللغوى، لكن الأخير سأله: «من الذى كتب البيان؟»، فرد فرج: «عبدالرحمن الشرقاوى»، فأكمل «حسين»: «لا عجب فى ذلك، لقد جدد عبدالرحمن الشرقاوى فى الشعر ويريد أن يجدد فى النحو أيضًا»، ثم سأله عن بقية المؤسسين، وحين أخبره فرج بأسمائهم وعلم أنهم ليسوا من اليسارييين، قبل الانضمام إليهم.

وهذه القصة واحدة من القصص التي جمعت ألفريد فرج ومحمد سلماوي، ولم يعرفها أحد سوى من مذكرات سلماوي التي حملت عنوان «العصف والريحان» التي صدرت مؤخرًا، في معرض القاهرة للكتاب 2021، الذي أقيم بالقاهرة في شهر يوليو الجاري ليخلّد عشرات الحكايات الإنسانية المؤثرة والكوميدية والغريبة في حياة سلماوي التي يحيطها كثيرٌ من الغموض؛ إذ أنه من الكتاب الذين لا يتحدثون كثيرًا بينما يملك وثائق مهمة تحمل توقيع نجيب محفوظ، الذي تسلم جائزة نوبل نيابة عنه، وتوفيق الحكيم، وغيره من الأدباء الكبار، وقضى وقتًا كبيرًا، عدة سنوات، رئيسًا لاتحاد الكتاب المصريين.