رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر إعجاب حليم بتوفيق الحكيم وصلاح عبد الصبور

عبد الحليم حافظ وصلاح
عبد الحليم حافظ وصلاح عبدالصبور

كانت ثقافة عبد الحليم حافظ سببًا فى دقة اختياره كلمات الأغنيات، والألحان العظيمة التى قدمها ملحنون كبار، فأول قصيدة مغنّاة للشاعر صلاح عبدالصبور كانت بصوت العندليب وألحان كمال الطويل، وكانت بعنوان «لقاء»، وقُدمت للمرة الأولى في 15 يوليو ١٩٥١ بالإذاعة المصرية.

وعن لقاء «حليم» مع «عبدالصبور»، ذكر عمرو فتحى فى موسوعة أغانى عبدالحليم حافظ: «تعرف عبدالحليم على الشاعر صلاح عبدالصبور فى جلسة أصدقاء على مقهى فى مدينة الزقازيق، حضرها الشاعر مرسى جميل عزيز. كان صلاح عبدالصبور شاعرًا، غير معروف يقرأ شعره لأصدقائه، وأعجب عبدالحليم بقصيدته (لقاء)، فطلب منه السماح بتحويلها لأغنية، ولحن كمال الطويل ثمانية أبيات من القصيدة المكونة من أربعة عشر بيتًا». ثم أصبحت صداقة استمرت بعد ذلك بالشاعر الكبير صلاح عبدالصبور. 

أدرك «حليم» منذ اللحظة الأولى أنه أمام شاعر حقيقى، سوف يصبح أحد أهم رواد حركة الشعر العربى الحر والمسرح الشعرى، علمًا بأن أول ديوان أصدره عبدالصبور كان بعد أغنية «لقاء» بست سنوات. 

امتلأت مكتبة «حليم» بالدواوين الشعرية للكبار، ليست الرواية والقصة والكتب الفكرية فقط، ومنها: أعمال صلاح جاهين وعبدالرحمن الأبنودى وكامل الشناوى ونزار قبانى.

اهتم حليم بالقراءات العلمية، خصوصًا المتعلقة بمرضه الذى تسببت فيه البلهارسيا، لدرجة أنه قرأ فى إحدى المرات جميع محاضر الجلسات المقدمة فى واحد من المؤتمرات العلمية المقامة فى مصر عن البلهارسيا.

كانت مكتبة «حليم» تضم الأعمال الكاملة للكاتب الكبير توفيق الحكيم، وقرأها المطرب الجميل أكثر من مرة، لأنه اعتبر «الحكيم» فيلسوفًا وليس مجرد كاتب، يقول عنه العندليب: «توفيق الحكيم من أروع مَن كتب الحوار فى تاريخ أدبنا المعاصر».

وضمت المكتبة كذلك الأعمال الكاملة للكبار: نجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس، والأعمال الشعرية الكاملة لنزار قبانى.

لم يكتفِ «حليم» بقراءة كتب هؤلاء الكتاب فقط، بل حرص على أن يكون صديقًا لهم، فكان من أصدقاء إحسان عبدالقدوس ومحمد حسنين هيكل ويوسف إدريس، وسمحت له هذه العلاقات بدخول أغلب التجمعات والصالونات الثقافية، وهذا الأمر سيتيح له تعلم المزيد، ووضع أمام عينيه نصيحة الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب: «إحنا لما بنقعد فى مكان ما بنتكلمش.. بنسمع»، وكان يحرص على الاستماع فقط فى هذه الصالونات الثقافية.