رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاديمي أمريكي يحذر من كارثة في تيجراي: آبي أحمد يرتكب جرائم حرب

أبي أحمد
أبي أحمد

حذر توم دانينباوم، أستاذ القانون الدولي في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بالولايات المتحدة الأمريكية، من خطورة الوضع في تيجراي بشمال أثيوبيا، مؤكدا أن رئيس الوزراء آبي أحمد يرتكب أفظع جرائم الحرب ضد المدنيين في الإقليم مستخدما الجوع كوسيلة من وسائل الحرب.

وقال دانينباوم، في مقال على موقع "Just Security"، التابع لمركز "Reiss" للقانون والأمن في كلية الحقوق بجامعة نيويورك، إن القوات الفيدرالية تستغل سلطتها للسيطرة على ما يتم إدخاله لإقليم تيجراي من أجل وضع المنطقة تحت الحصار، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة المجاعة بشكل كارثي بين السكان والمدنيين، داعيا إلى فتح الإقليم لقوقل الإغاثة الإنسانية لإنقاذهم من هذا الخطر، وإلا ستشهد المنطقة كارثة محتملة خلال الأيام القادمة. 

وأوضح الأكاديمي الأمريكي، أنه طوال فترة النزاع في تيجراي، تعرض الإقليم للدمار على يد قوات مسلحة من ولاية أمهرة المجاورة وقوات الدفاع الإريترية بمباركة أبي أحمد، مشيرا إلى أنه على مدار تلك الفترة ارتكب رئيس الوزراء الإثيوبي أفظع الانتهاكات الحقوقية ضد المدنيين. 

وأشار إلى أنه بعد ثمانية أشهر من العنف الشديد، اتخذ الصراع منعطفاً غير متوقع، في منتصف يونيو الماضي حيث شنت قوات تحرير تيجراي هجومًا مضادًا قويًا، أدى إلى القضاء على القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة معها وطردها من المنطقة، واستعادت بعدها العاصمة الإقليمية ميكيلي، ما دفع آبي أحمد للانسحاب والإعلان عن وقف إطلاق النار أحادي الجانب. 

مجاعة ونقص في الأدوية وقطع الكهرباء والاتصالات 

وأضاف أنه يوجد حاليا 40 الف شخص يعانون بالفعل في مجاعة شديدة، مع 1.8 مليون آخرين على حافة الجوع والهاوية بسب نقص الطعام والأدوية، حيث وصف مسؤول محلي السكان هناك بأنهم "يسقطون مثل أوراق الشجر".

وتابع أنه في محادثة هاتفية مع زملائه في مؤسسة السلام العالمي في 9 يوليو الجاري وصف طبيب من "ميكيلي" عاصمة تيجراي، الوضع هناك قائلا: "رغم أنه لا يوجد قتل بالرصاص في الشارع ، إلا أن الناس يموتون بطرق أخرى. إنهم يموتون من نقص الأدوية والطعام". 

واستطرد الطبيب "الناس في تيجراي الآن في ظلام دامس؛ بلا كهرباء ولا اتصالات ولا وصول طبي ولا إمدادات غذائية، كل شيء مستنفد، وإذا استمر هذا الحصار لمدة أسبوع أو أسبوعين ، فستلاحظ أن الناس سيموتون في المكان بأكمله، لاسيما أولئك الذين يعيشون في مخيمات النازحين داخليًا" 

تحذيرات من كارثة محتملة في تيجراي خلال الشهر القادم 

واستكمل" أعتقد أنه حان الوقت للمجتمع الدولي للتدخل في الوقت الحالي. وإلا فإننا سنشهد الكارثة القادمة في الشهر القادم على الأرجح."

ونوه دانينباوم إلى أنه بالإضافة إلى ما سبق، أغلقت الجيش الأثيوبى أيضا المجال الجوي في حدود تيجراي، حيث أعلنت الحكومة في وقت لاحق أنها ستسمح للرحلات الجوية التي تخضع لعمليات التفتيش ، ومنذ ذلك الحين أبلغ برنامج الغذاء العالمي عن أول رحلة ركاب إنسانية إلى الإقليم المحاصر، ومع ذلك، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان أبي أحمد سيسمح في الوقت القريب بزيادة من سرعة و نطاق تلك الرحلات في ظل خطورة الوضع. 

أبي أحمد مجرم حرب 

وبرر الأكاديمي الأمريكي، قوله بأن أبي أحمد مجرم وارتكب جرائم حرب عدة في تيجراي، بالاشارة إلى ان عنصر الهدف الرئيسي للجريمة متوفر لديه، حيث أن مرتكب الجريمة  يحرم المدنيين من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة، ومن الواضح أن مثل هذه الأشياء تشمل "المواد الغذائية والمحاصيل والماشية ومنشآت مياه الشرب والإمدادات " ، كما هو محدد في القاعدة الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وهو ما يحدث في تيجراي. 

هذا فضلا عن نيته الاجرامية في تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، وهو ما يؤكد توافر أركان الجريمة لدى رئيس الوزراء الإثيوبي، مستنكرا تبرير الحكومة منع دخول المساعدات الضرورية إلى تيجراي على أنه يهدف إلى إعاقة الأسلحة وغيرها من المواد المهربة، مشيرا إلى أن جميع شحنات المساعدات يتم حظرها من دون أي جهد هادف للتمييز.