رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعوام النور.. كيف تخلصت مصر من أزمة الكهرباء في 7 سنين

«هنا يكمن السر».. مصر تعبر بالقطاع الكهربائي لنجاح مثالي

إنتاج الكهرباء
إنتاج الكهرباء

أولت مصر اهتمامًا كبيرًا لملف الكهرباء في السنوات الأخيرة، ونجحت في عقد شراكات مع شركات أجنبية تولت إنشاء محطات توليد كهرباء كبرى في نفس الوقت، وموزعين على محافظات الجمهورية لتغطية مواقع العجز التي عانت من انقطاع الكهرباء المتكرر.

تتناول «الدستور» بعض الإنجازات التي حققها قطاع الكهرباء مع التعرف على الخطوات التي اتخذتها الوزارة للتحول من دولة تعاني من عجز في الإنتاج عام 2014 إلى محطات قوية تغطي جميع المحافظات ولديها فائض بنسبة 25%.

أعمال التطوير قائمة 

وزير الكهرباء المهندس محمد شاكر

أكد وزير الكهرباء المهندس محمد شاكر، أنه على الرغم من النجاح في تحقيق عدة إنجازات في قطاع الكهرباء من خلال جهود ضخمة لتطويره منها إنشاء خطوط وشبكات إضافية، إلا أنه ما زال هناك العديد من خطوط الكهرباء في أنحاء الجمهورية القائمة من قبل بالفعل، ولكنها تحتاج إلى مزيد من التطوير، وذلك نتيجة الأحمال الإضافية عليها مع مرور السنوات وتهالك بعضها، وهو الأمر الذي يتم حالياًما بالفعل من خلال العمل عليه.

وأوضح شاكر، في تصريحاته الخاصة لـ"الدستور"، أن الإنجاز في قطاع الكهرباء تم من خلال رفع كفاءة جميع الشبكات سواء كانت ذات الجهد الفائق أو الجهد المتوسط، بالإضافة إلى توصيلها بطريقة آمنة لجميع أنحاء الجمهورية وكذلك تحسين جودة التيار الكهربائي الموصل داخلها، وذلك لكي يصل بقوة ثابتة دون تذبذب حتى لا يؤثر على العمليات الإنتاجية للعديد من المصانع والمؤسسات الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء وثبات قوة تيارها.

وأضاف وزير الكهرباء أن كل هذا التطوير في قطاع الكهرباء واستقراره أثبت للمستثمر  الأجنبي أن مصر جديرة بإقامة العديد من المشروعات الإنتاجية الصناعية داخلها، وذلك من خلال توافر العناصر اللازمة لصناعته حيث أن واحداً من المكونات الرئيسية التي يحتاجها أي مستثمر هو مصدر الطاقة، وعلى رأسها الكهرباء.

تمتلك مصر الآن أكبر ثلاث محطات كهرباء في إفريقيا والشرق الأوسط، وتنتج كل واحدة منهم 4800 ميجا وات، بطاقة إجمالية 9600 ميجا وات موزعين على محطات البرلس والعاصمة الإدارية وبني سويف، وجميعهم تتوجه طاقتهم نحو الشبكة القومية للكهرباء بعد ربط المحطات الثلاث بالشبكة الأم.

وتعاونت وزارة الكهرباء مع شركة سيمنز الألمانية المتخصصة في هذا النوع من تشغيل المحطات ولها سمعة عالمية في هذا المجال، وخصصت مصر لهذا المشروع العملاق 6 مليار يورو لانتاج 14 ألف ميجا وات.

 

 إشراف السيسي السبب في النجاح 

وقال الدكتور أيمن حمزة المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، إن الفضل الأول وراء استطاعة مصر تحقيق انجازاً على مستوى تقديم خدمة الكهرباء وعدم انقطاع التيار الكهربائي بشكل ملحوظ مثلما كان يحدث في الأعوام السابقة يرجع  إلى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير منظومة الكهرباء وإشرافه المباشر على أعمال التنمية فيها بشكل كامل.

 وأوضح  حمزة، في تصريح لـ"الدستور"، أن من أبسط شواهد الإنجاز و التطوير بالقطاع الكهربائي، ما استطاعت مصر تحقيقه في السنوات القليلة الماضية لتتحول من دولة كانت تعاني عجز بإنتاج الكهرباء وصل في عام ٢٠١٤ ما يعادل ٦٠٥٠ ميجا وات إلى دولة لديها فائضاً كبيراً في إنتاج الكهرباء وصل إلى ما يتعدى ٢٥٪ من إجمالي الإنتاج.

وأضاف حمزة أنه قد تم إدخال ما يعادل 28 ألفًا و500 ميجاوات، وذلك من خلال إنشاء ثلاث محطات عملاقة بالتعاون مع شركة سيمنز العالمية، يبلغ إجمالي إنتاجها ما يعادل حوالي  14000ميجا وات، موضحاً أنه ما يعد انجازاً حقيقاً هو إنشاء تلك المحطات جميعها معاً وفي وقت واحد في فترة زمنية أقل من ثلاث سنوات في حين أن الوضع الطبيعي أن يستغرق إنشاء المحطة الواحدة منهم من خمس إلى ست سنوات، وهو ما يعكس الجهود المبذولة وراء هذا العمل.

وذكر متحدث وزارة الكهرباء  أن من نتائج التنمية في مجال الكهرباء بمصر ما تم في الفترة الأخيرة من تطوير شبكات نقل وتوزيع الكهرباء في مختلف أنحاء الجمهورية، مشيداً في ذلك بدور بجهود حملة حياة كريمة التي ساهمت في نقل كميات كبيرة من الكهرباء،وتوزيعها في مدن وقرى الريف.

وتابع أن كل هذه الجهود في السنوات القليلة الماضية التي أثمرت على إنجازات ما يعادل أربع أضعاف السنوات السابقة تكلفت العديد من المليارات وصلت إلى ما يقارب ٣٦ مليار جنيهاً، مشيراً إلى أن هذه الأموال لم تذهب هباءً ولكن وضح تأثير استثمارها في مجال تنمية القطاع داخلياً وخارجياً بصورة ملحوظة.

وأكمل “حمزة”، أن تنمية قطاع الكهرباء بمصر ظهرت نتائجه على المستوى الدولي أيضاً، وذلك تحديداً بعد الاهتمام بتقوية شبكات الربط الدولية بين مصر وعدة دول، وكذا إنشاء شبكات وخطوط ربط أخرى جديدة، وذلك مثلما حدث بيننا وبين وقبرص والأردن وليبيا والعديد من الدول العربية والأفريقية الأخرى الأمر الذي ساهم في تحسين العلاقات بين مصر وهذه الدول جميعها.

 

وتنوعت مصادر إنتاج الكهرباء فهناك محطة جبل الزيت التي تعتمد عل طاقة الرياح النظيفة بالكامل في توليد الكهرباء وتنتج 200 ميجا وات من 390 توربين رياح لتصبح أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الرياح في العالم، وبلغت تكلفة إنشائها 218 مليون يورو وتستعد الآن لربطها بالشبكة القومية للكهرباء لتغذي المناطق المحيطة بها.

ويأتي مشروع محطات الزعفرانة لطاقة الرياح، ضمن الإنتاج النظيف للكهرباء ويقع على بعد 120 كيلو مترا جنوب السويس، وهو مشروع عملاق يضم 700 محطة لتوليد الطاقة من الرياح، و بقدرة إنتاج تصل إلى 550 ميجاوات من المشروع.

وليست الرياح وحدها ما أجادت وزارة الكهرباء استخدامه فحرصت على استغلال الطاقة الشمسية المهولة التي تتوزع على جميع المحافظات مع شمس ساطعة طوال العام يمكن الاستفادة من طاقتها في إنارة جميع المدن والقرى.

 إنجازات مصر في الكهرباء تخطت 50%

قال المهندس فاروق الحكيم، رئيس شعبة الكهرباء بنقابة المهندسين، إن قدرة مصر على تحمل هذه الأحمال يرجع إلى المشاريع الضخمة التي  نفذتها في مجال الكهرباء، ما مكنها من اجتياز هذه الأحمال الهائلة.

وأوضح الحكيم، في تصريح لـ"الدستور"، أن مصر عبرت من عصر الظلام الكامل الذي كان يستمر لساعات طوال إلى عصر النور، وتمثل رحلة نجاح وانجاز لقطاع الكهرباء والتي ترجع إلى التوجيه المستمر والمحفز للرئيس عبد الفتاح السيسي للخروج من هذه الأزمة وذلك في وقت قياسي.

وأضاف أن ذلك تم من خلال الخطة الإسعافية التي نفذتها بالمحطات الجديدة كي تحفز من وتيرة الإصلاح الكهربائي ما يجعل مصر مهيئة كي تصبح مركز إقليمي للطاقة وكذلك تصبح مهيئة لاستقبال الاستثمارات العربية والأجنبية.

وتابع أن المحطات الكهربائية الجديدة التي تم تشييدها  في العاصمة الإدارية والبرلس وبني سويف  وغيرهم تمثل طفرة كبيرة كانت من اهتمامات وأولويات الرئيس السيسي وكان لها دور كبير في القضاء على مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.

وزاد أن إجمالي الطاقة الدولة أو المنتجة حوالي ٢٥ ألف ميجا في حين تم إضافة ٣ محطات ب ١٤ الف و٤٠٠ ميجا وات أي أكثر من ٥٠% من الطاقة الكلية هو إنجاز هائل، ولم يحدث في أي دولة في العالم والتي تتبنى خطة التنمية ب ٦% إلى ٨% وإنما مصر استطاعت أن تنفذ أكثر من ٥٠% من الطاقة إلى جانب محطات أخرى هائلة وأصبح لدينا فائض.

وأكد أن كل هذه الكمية المنتجة من الطاقة نتج عنه فائض ومن خلاله أصبح لدينا رب كهربائي مع الدول الأخرى من خلال شبكات نقل الكهرباء ويتم تصديرها وبالفعل يوجد هذا الربط بين الأردن وليبيا وهناك دراسة لزيادة قدرات الربط الكهربائي كي يصبح مع سوريا والعراق ولبنان ثم تركيا، والربط مع قبرص واليونان يمثل بوابة للربط مع أوروبا.

خطة التشييد وبرامج الصيانة ومحطات توليد الكهرباء "السر" 

وقال الدكتور ماهر عزيز، عضو مجلس الطاقة العالمي، إن قدرة مصر على  التغلب على أحمال الاستهلاك المرتفعة في أوقات الانقطاع الكهربية الكبرى تم من خلال عدة إجراءات عاجلة منها توفير كميات الوقود اللازمة لتشغيل وحدات التوليد المتوقفة والتعجيل بتنفيذ برامج الصيانة المتأخرة لوحدات التوليد.

وتابع كذلك تنفيذ خطة عاجلة لتشييد وحدات توليد بقدرات تبلغ 3650 ميجاوات، الانتهاء من بناء المحطات تحت التشييد بقدرات مركبة تصل الي 4500 ميجاوات، وبناء ثلاث محطات جديدة عملاقة بنظام الدورة المركبة بقدرات إجمالية 14400 ميجاوات، وتشييد أكبر حقل للطاقة الشمسية الفوتوفلطية في بقعة واحدة في العالم في منطقة بنبان بأسوان.

تعتبر محطة بنبان لتوليد الكهرباء فهي من بين الأكبر والأضخم في العالم، ومن المتوقع أن يخرج من هذه المحطة ما يقرب من 2000 ميجا وات والتي تساوي 93 % من الطاقة التي ينتجها السد العالي.

وما زالت هناك 32 محطة طاقة شمسية تحت الإنشاء ضمن مشروع محطة بنبان، لتصبح ضمن أكبر محطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث ستنتج كل محطة منهم 50 ميجا وات، وستعمل بطريقة العزل الكامل بالغاز وهي التقنية التي تستخدم لأول مرة في مصر.

وأوضح عزيز، في تصريح لـ"الدستور"، أنه كان نتيجة ذلك أن ارتفعت القدرات المركبة الكلية إلى  حوالي 56000 ميجاوات  وتحقق  للشبكة الكهربية الموحدة احتياطيًا دائرًا حوالي 20%، وفقا لمعايير التشغيل العالمية لنظم التوليد الكهربي في الشبكات الكهربية الكبري فانعدمت الانقطاعات في الإمداد بالكهرباء نهائيًا منذ ذلك الوقت.