رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حصار المايوهات».. قصة المعركة السرية لـ محمود الجوهري في كأس العالم 1990

محمود الجوهري
محمود الجوهري

فى إيطاليا، وبعد الصعود للبطولة الأهم فى عالم الساحرة المستديرة، كأس العالم، وجد «الجنرال» محمود الجوهري، أن اللجنة المنظمة للبطولة وضعت منتخب مصر فى الفندق ذاته الذى يقيم به منتخب إنجلترا، ورأى ترف الفندق وحضور النساء بالمايوهات على حمام السباحة، ومثل أى جنرال يتعامل مع جنوده على أرض المعركة قرر تغيير فندق الإقامة فورًا لضمان تركيز اللاعبين.

 

يتذكر حسام حسن، نجم المنتخب المصرى، هذه الأيام بقوله: «محل الإقامة الجديد كان عبارة عن فندق متواضع يشبه الشاليهات، فلا عمال نظافة ولا خدمات، بل نحن من نخدم أنفسنا، ونكوى ونطبخ كل شىء».

 

ويستكمل حسام حسن: «كان واضحًا جدًا أن الجوهرى يرغب فى أن يضعنا تحت الحصار استعدادًا للمونديال، لقد اختار سمير عدلى أسوأ فندق ممكن، فندق منعزل، وتقريبًا نحن لم نشاهد إيطاليا خلال كأس العالم ١٩٩٠».

 

ولأنه قائد عسكرى، يدرك جيدًا مواطن القوة لدى جنوده، قرر «الجنرال» أن يصطحب حسام حسن معه إلى بطولة الأمم الإفريقية فى بوركينا فاسو فى عام ١٩٩٨، معتبرًا أنه اللاعب الوحيد فى مركز المهاجم الصريح فى قائمته، متجاوزًا كل انتقادات الصحف حول سن اللاعب التى تجاوزت ٣٢ عامًا.

 

عن الاستعدادات للمشاركة فى بطولة كأس العالم ١٩٩٠، يحكى نجم الكرة المصرية أحمد شوبير، حارس مرمى المنتخب المصرى فى البطولة، عن مفاجآت التدريب مع محمود الجوهرى، مدرب المنتخب وقتها، قائلًا: «اصطحبنا الجوهرى لطريق أحمد عرابى بين القاهرة والإسماعيلية، لنبدأ تدريبات بدنية بالجرى لمسافة تقترب من ١٠ كيلومترات، والختام بصعود جبل من الرمال».

ويضيف: «المفاجأة الكبرى كانت بعدما اصطحبنا لفرقة صاعقة، وتدربنا كما الجنود على مرور الحواجز والصعود على السلالم المصنوعة من الحبال».

منهج تدريبات التحمل، الذى أسس له «الجوهرى» أصبح منهجًا لمدربين عديدين على مستوى العالم بعد ذلك، بل أصبح بعض الأندية الإنجليزية يأتى إلى صحراء الشرق لإقامة معسكرات بدنية فقط، تتضمن تدريبات مشابهة على الرمال.

ومنذ اللحظة الأولى، تعامَل «الجنرال» مع مسألة كرة القدم تعامُل الجندى فى المعركة، واعتبر المسألة ليست مجرد مكسب أو خسارة، بل حياة أو موت، لذا آمن جمهور الكرة المصرية بمدربهم، ولم يهتفوا وقت المونديال للاعب من الأهلى أو الزمالك، بل تعالت الهتافات فى شوارع القاهرة باسم شخص واحد «جوهرى.. جوهرى».

وكانت مباراة الحسم فى القاهرة فى عام ١٩٨٩ أمام الجزائر، وكان الفوز معناه قنص بطاقة الصعود للمونديال، ومع بداية اللقاء وفى الدقيقة الرابعة نجح السيناريو الذى رسمه الجوهرى، وسجل لاعب المنتخب حسام حسن هدف الصعود لكأس العالم ١٩٩٠، وهتف جمهور مصر فى شوارع المحروسة «جوهرى.. جوهرى».