رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شهادتى 23 يوليو وعبدالناصر».. كتاب يرد على المتباكين على النظام الملكى

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يعد كتاب عصام حسونة "شهادتي.. 23 يوليو وعبدالناصر" والذي صدر عن مركز الأهرام للترجمة والنشر عام 1990 تأريخًا لهذه المرحلة، ويوضح الكثير عن ثورة يوليو، ويكشف الكثير أيضًا عن مولد تنظيم الإخوان وغيره عن هذه الفترة.

في مقدمة الكتاب يقول عصام حسونة:" هذه شهادتي ليست تأريخًا ولا قراءة في التاريخ، وعلى المؤرخ وأعني به المؤرخ المتجرد عن الهوى، الأمين على فنه، الحريص على سمعته أن ينظر فيها وفي غيرها من شهادات تتناول نفس الزمان والمكان والرجال، وأن يقابل بينها وأن يعمل في سندها ومتنها نفس المعايير التي استخدمها علماء الحديث في فحص الأحاديث وتوثيقها، فلا بد في سند الرواية من راوٍ واعٍ ذي خلق متين وضمير يتقي الله".

وقد تناول الكاتب في شهادته فترة مهمة في تاريخ مصر، منذ الحرب العالمية الثانية وسنوات ما قبل ثورة 23 يوليو المجيدة، واشتراكه في فترة الزعيم جمال عبدالناصر في مواقع مختلفة، حيث عمل محافظًا ثم وزيرًا للعدل، تحدث عما شاهده أو سمعه أو شارك فيه، ونقل صورة موثقة عن بعض اجتماعات مجلس الوزراء، كما عرض لموقف الوزراء من القضايا التي كانت تناقش ومواقف الرجال وصمتهم وتناقض آرائهم.

واتسمت شهادة حسونة بالموضوعية سواء في الفترة التي سبقت قيام الثورة أو بعدها، ومن منطلق وطني والحرص على خدمة هذا الوطن، كان تقييمه للفترة السابقة على الثورة وما بعدها ومن هنا جاءت شهادته ردًا بليغًا على الذين يتباكون على أوضاع ما قبل الثورة وعلى الذين يترحمون على العصر الذهبي للديمقراطية، وعلى الذين لم يروا التاريخ وحركته إلا من خلال مصالحهم الضيقة.

يقول حسونة عن هذه الفترة: "إن سنوات الحرب قد كشفت أمام جيلنا عجز الأحزاب التقليدية عن تحقيق الآمال للجماهير في الاستقلال والحرية والعدل الاجتماعي، فقد سقط حزب الوفد الذي كان يعبر عن تلك الجماهير في نضالها الوطني لتحقيق تلك الآمال، سقط في فخ التسابق نحو السلطة، كما فضحت تلك السنوات ضعف الملك أمام المندوب السامي البريطاني، ملك مصر الحقيقي الذي كان يقبع في قصر الدوبارة يحرك قادة مصر وملكها بإشارة من طرف إصبعه، بدأت رياح الثورة تهب في كل مكان، وجاءت الثورة فاستقبلها المصريون جميعًا بغير استثناء بالحماس واحتضنوها بالحب والأمل، كان جيلنا يحلم بطرد الإنجليز من مصر، فحقق البطل الحلم، وكان جيلنا يحلم بمصر مطهرة من دنس الاحتكارات الأجنبية، فأمم البطل قناة السويس، ومصَّر اقتصادنا القومي، ورد الأموال والحقوق لأصحابها، وبنى السد العالي يحمي الوادي من الفيضان والجفاف، وكان جيلنا يحلم بأن يتوحد تيار النضال المصري مع تيار النضال العربي وحقق البطل هذا الحلم، وكان جيلنا يحلم بأن تقف مصر مع فلسطين في حربها ضد العنصرية الصهيونية، وفعل البطل ما في وسعه لتحقيق الحلم ولم يوفق، كانت المؤامرة أقوى من الواقع والحلم، فتغلبت المؤامرة على المناورة".

وفي شهادة حسونة إضافات جديدة حول التنظيم السري للإخوان المسلمين وأن مولد التطرف الديني نشأ في مصر في منتصف الأربعينيات ولم يولد في أحضان السجون، سجون السعديين وسجون عبدالناصر.

هذا إلى جانب موقف لم يعرف من قبل، أنه كان هناك من عارض قرار مجلس الأمن في مجلس الوزراء، سوى صاحب هذه الشهادة وكمال رفعت وزير العدل.

أهمية شهادة عصام حسونة أنها تلقي الضوء على بعض الوقائع التاريخية خاصة فيما يدور في مجلس الوزراء الذي شارك فيه، كما أنها تضع بعض أصحاب الشهادات أمام مسئوليتهم تجاه وطنهم بالتزامهم بالحقيقة الموضوعية، وفي نفس الوقت ترد على البعض الذين ساهموا في تشويه التاريخ، وفسروا بعض الأحداث التاريخية بمنظار حزبي ضيق أو من خلال مصالحهم الشخصية، ونسي هؤلاء أن لمصر في جميع العصور أبناء ضحوا وما زالوا يضحون من أجل مصر وتاريخها العظيم، ويدركون كما قال عصام حسونة:" إن درب الحق محفوف بالمكاره، وعلى من يتصدى لإحقاق الحق وإزهاق الباطل أن يتوقع الشر، وأن يوطن نفسه على احتماله" حسبما ذكرت جريدة الجمهورية عام 1990.

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب