رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ تاريخ: ثورة يوليو ماتت بوفاة «ناصر».. والسيسي استوعب غضب الشعب في 30 يونيو

الرئيس الراحل جمال
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

قال الدكتور عاصم الدسوقي ، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن ثورة 23 يوليو جاءت نتيجة لعدم مشاكل واجهتها مصر سياسيًا واجتماعيًا في فترة ما قبل الثورة بداية من البرلمان الذي كان حكرًا على الطبقة الفاحش الثراء، فوفقًا لدستور 1923 كان لا يسمح إلا لكبار الملاك وأصحاب رأس المال من الترشح لمجلس الشيوخ، وكان قانون الانتخابات يشترط على المرشح أن يكون ممن يدفع ضريبة أطيان زراعية تقدر بـ150 جنيهًا أي أنه يمتلك 300 فدان، واستثني القانون الحاصلين على مؤهلات عليا من هذا الشرط على أن يدفع مبلع 150 جنيهًا كتأمين تسترد بعد الفوز في الانتخابات، ولم يكن هناك حاصلين على مؤهلات عليا سوى أبناء الأغنياء، والتالي كانت الديمقراطية محددة لفئات دون غيرها، وما نتج عن ذلك من أن كل القوانين الصادرة في هذه الأثناء كانت داعمة لطبقة الأثرياء،  لذلك حدد عبد الناصر ضمن أهداف الثورة إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

وأضاف الدسوقي، في تصريحات لـ"الدستور"، أنه بعد نجاح الثورة تمكن “عبد الناصر” من تحقيق هذا الهدف حيث منح دستور 1956 الجميع حق الترشح والانتخاب وحدد فئات العمال والفلاحين، الرأسمالية الوطنية وغيرها ونجحت سيدة في  برلمان 1957 وهي “راوية عطية ”، كما تحولت مصر لقوة كبرى في المنطقة وأطلقت سياسات دعم حركات التحرر الوطني وهو ما أزعج الغرب الاستعماري الأوروبي الأمريكي لهذا عندما توفي “عبد الناصر” أعلنت الإدارة الأمريكية “لا ناصر مرة أخرى ليس في مصر  فقط”، ولكن في كل الدول الأخرى، وهو ما يؤكد أن ثورة 23 يوليو ماتت بموت “عبدالناصر”، ونتيجة لهذه السياسات أعلن الرئيس الراحل أنور السادات الحرية الاقتصادية والانفتاح.

واستطرد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر: “بقيت فلسفة الحكم كما وضعها السادات من الانفتاح والمواءمة مع السياسة الأمريكية حتى جاء الإخوان تبنوا نفس النهج باعتبار أن أغلب قيادات الإخوان من كبار رجال الأعمال، فكانت سياستهم منفتحه اقتصاديًا على الخارج، و أضروا بالمجتمع المصري نتيجة إثارة الفتنة الطائفية وعندما حدثت ثورة 30 يونيو المطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، واستوعب الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء كونه وزيرًا للدفاع الغضب الشعبي وطلب من مرسي مغادرة قصر الاتحادية في 3 يوليو لكنه لم يمتثل فتمت محاكمته، كما استقطب السيسي قلوب المصريين عندما سدد ديون الغارمات من ميزانية الجيش فلمس فيه المصريون صورة أخرى للرئيس الراحل جمال عبد الناصر فرفعوا أثناء المظاهرات الرافضة لبقاء الإخوان في الحكم صورة السيسي بجوار صورة جمال عبد الناصر”، مشيرًا إلى أن هناك استقرارًا سياسيًا تحقق وعدة مشاريع جيدة مثل حياة كريمة، والمشروع القومي للطرق.