رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة كريمة.. وضرورة تطوير أحوال المرأة أولا

لاشك أننا في أيام مباركة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بما يحمله من عِظات إنسانية، وبما يحمله من معاني التضحية والخير والتكافل الاجتماعي، فكل عام وأنتم بخير، وكل عام وبلدنا وأهالينا بخير، وها نحن نشهد أياما تبشر بالأمل والخير لأهالينا في الريف المصري بمشروع قومي سيغير من وجه وشكل الحياة في الريف المصر، وها هو الرئيس عبد الفتاح السيسي يطلق مشروعًا كبيرًا هو "حياة كريمة" وسط آلاف من المصريين من كل الاعمار والفئات، ليفتح به صفحة جديدة في تطور مصر وتقدمها إلي الأمام.
ولا شك أيضا أن هذا المشروع الضخم الذي من المقرر أن تصل تكلفته إلي٧٠٠ مليار جنيه، وسيفيد٦٠ مليون مواطن من أهل الريف، سيحتاج جهدًا وعملًا كبيرًا وتكاتف مخلص من جانب عدة جهات مع الدولة لتحقيق النجاح فيه، باعتباره أضخم مشروع تنموي في تاريخنا.
ولاشك أن تعاون رجال الأعمال مع الدولة، سيؤدي إلي قيامهم بدور وطني، مما سيغير من نظرة المجتمع إلي رجال الاعمال التي حاول البعض أن يشوهها، والتي نجد لها صورة سلبية في غالبية مسلسلاتنا، مما سيشجع هذه الفئة مستقبلًا علي التعاون مع الدولة، وهو منهج مطلوب نتمني أن يسفر عن منظومة تعاون تساهم في تطوير مواقع أخري في حاجة إلي تطوير في بلدنا .
ولاشك أن مساهمة الشباب بالعمل التطوعي في هذا المشروع الكبير، سيسفر عن نشر وترويج قيمة العمل التطوعي للشباب والشابات، مما سيسهم في إقبالهم علي المشاركة في المشروعات الوطنية وتدريبهم علي المسئولية المجتمعية التي من الضروري أن تكون سلوكًا راسخًا يعمق الروح الوطنية للشباب، ويؤهلهم لتولي المسئولية بشكل سليم في خدمة تقدم بلدنا في مرحلة العمل بعد ذلك.
ولا شك أن إشادة صندوق النقد الدولي باعتبار "حياة كريمة" مشروعًا يخدم الفئات الفقيرة في الريف، هو بمثابه شهادة دوليه تؤكد اتجاه مصر الصحيح في رعاية الأكثر احتياجا وجديتها في الاهتمام  بالقضاء علي  الفقر المدقع في بلدنا.
ومع كل ما سبق، إلا أننا أيضا، وفي اتجاهنا لإطلاق هذا المشروع القومي، في حاجة إلي وضع تصور لنقلة نوعية في مفاهيم وسلوكيات أهالينا في الريف، فمن الضروري وضع تصور لربط التطور في الانشاءات والمباني وصحة المواطنين بمفاهيم مهمة وأساسية، ومنها علي سبيل المثال لا الحصر، قيم التنوير والتقدم والمشاركة في تحديث مصر وغرس روح الانتماء والولاء للوطن لدي الصغار والكبار أيضا، فضلا عن التصدي لأفكار التطرف والتشدد والعنف التي تنتشر بشكل يشكل خطورة علي حركة التطور المأمولة.
إلا إنني وقبل أي شئ اري انه لكي ننهض بالريف بشكل سليم وبما يكفل تحقيق التنمية المستدامة  فإننا  لابد ان نبدأ بالاهتمام  بالمرأة ، فالمرأة هي مفتاح تقدم المجتمعات وهي المنوط بها غرس قيم الانتماء والولاء للوطن ونشر قيم التنوير والتقدم والتحضر في ابنائها ،،ومن الضروري النهوض بوعيها والارتقاء بفكرها  وتعليمها ومحو اميتها ،،فالمرأة الريفية هي اصل الخير والنماء وهي الحارسة للأسرة والقائمة علي خدمه الزوج  والابناء ..ولابد ايضا في إطار تطوير الحياه في الريف من الاهتمام بحقوق البنات وبتعليمهن حيث انه يتم التضحية بتعليم البنت في الريف في مقابل تعليم الولد وذلك لتقوم بالمساعدة في الخدمة في بيت أهلها.
ولدينا مشكله التسرب من التعليم في محافظات الصعيد خاصه  حيث ان نسبه التسرب من التعليم في الريف مرتفعة ففي الفئه العمرية من ٦الي ٢٠ سنه فإن  الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء في ٢٠١٧أكد إن اجمالي المتسربين من التعليم قد بلغ ١،١٢٢ مليون طالب من محافظات خارج محافظه القاهرة ومنها الجيزة وسوهاج واسوان مما يعد  من اخطر القضايا التي تؤثر بالسلب في البنيه الاقتصادية والانتاجية ويؤدي  الي انتشار الفساد والبطالة، ومن الضروري ايضا في اطار  الاهتمام بالمرأة الريفية ان تقام في الريف منظومه  مشروعات صغيرة ومتوسطة تكفل لها دخلا يسهم في زياده دخل اسرتها ،،والاهتمام بتنمية قدراتها الإنتاجية وعمل دورات لتدريبها واكتساب مهارات جديده من شأنها ان تفتح لها آفاق جديده لتحسين مستوي معيشتها.
وهناك جانب في غاية الأهمية في إطار تطوير نوعيه الحياه في الريف المصري وذلك بالتصدي لكافه الأفكار المتشددة والمتطرفة التي يروج لها الدعاة المتطرفين واتباع الظلاميين والتي تحقر من شأن المرأة وتقف ضد تطوير احوالها وتسعي الي عزلها عن حركه التطور الحالية ..اننا في حاجه الي توعيه المرأة الريفية بحقوقها التي كفلها لها الدستور كمواطنه مصريه لها حقوق وعليها واجبات وانتشالها  من الأميه والتصدي لأية معوقات تقف ضد حصولها علي كافه هذه الحقوق ،، وايضا الاهتمام للارتقاء بعقلية الرجل الريفي بغرس قيم المساواة  والعدالة التي كفلها الدستور للمرأة.
ولابد من أن تتنبه الدولة الي ممارسات ضاره وعادات لابد من استئصالها حتي نحمي البنات منها حيث  تنتشر آفة ختان الإناث التي ما تزال ممارسة أليمة وضارة تمارس في الخفاء علي إنها من الدين الاسلامي رغم أنها عادة إفريقية انتقلت لنا من إفريقيا.
ومن الضروري أيضا أن تتم توعية المرأة الريفية بأهمية الحفاظ علي الهوية المصرية بقيمها ومعالمها كأساس في بناء الانسان في الريف وخاصه في السن الصغيرة حتي تشب الاجيال القادمة  مزوده بهويتها ومؤسسه تأسيسا سليما بما لا يترك ثغرات لغسيل مخ قد تحاوله قوي الظلام والتطرف.
إننا نريد أن تنطلق مشروعات التنمية المتكاملة بما تحمله من آمال لأهالينا في الأرياف مسلحة بالوعي الوطني والوسطية، وبالتعليم وبالهوية المصرية التي نعتز ونفخر بأننا ننتمي إليها.