رفقاً بطلبة الثانوية العامة

إمتى ييجي الوقت إللي ينتهي فيه مسمي كليات القمة؟

الضغط النفسي إللي بيحصل من الأهالي على أولادهم من أول ما بيخلصوا سنة أولى أو تانية ثانوي، وتبتدي مأساة الدروس الخصوصية، مفيش خروج مفيش فسح مفيش زيارات مفيش لعب مفيش راحة
إحنا عندنا معسكر ثانوية عامة في البيت!

سنة كاملة مُحاطة بالقلق والخوف والتوتر وأحيانا بتنتهي بإحباط وسواد وكأنها نهاية العالم لو مجبش على الاقل ٩٦٪ أو لو مدخلش طب أو هندسة، وبيتوصم بلقب فاشل.

وكأن إللي مش دكتور أو مهندس ده مالوش شغل ولا مستقبل.

أنا عمري ماهنسى يوم نتيجة الثانوية العامة لما جبت 84٪ وقعدت أعيط  وبعدها جاتلي كلية تجارة إتقالي يا فاشلة!

ساعتها قررت إني أثبت إني مش فاشلة واشتغلت من سنة أولى جامعة في شركة مالتي ناشونال وركزت اوي إني أنجح في شغلي وأطور نفسي مع مذاكرتي في الكلية، ومع أول سنة فعلاً حققت نفسي في المكان اللي اشتغلت فيه، وأصبح ليا وظيفة وراتب وأنا لسة في سنة أولى جامعة.

ومن ساعتها عرفت إن طول الوقت لازم تسعى للنجاح وتجتهد في المذاكرة مع تطوير نفسك، وإن الموضوع مش مقتصر علي ٤ سنين جامعة بس، الموضوع محتاج مجهود كبير طول ما انت عايش وتتعلم مهارات كتير وماتبطلش تتعلم، حتى بعد الجامعة.

وكمان الفرصة ممكن تتواجد في حاجة بعيدة عن كل التخطيط اللي انت خططته في حياتك.

فمهم اوي تعرف وتقرأ عن كل الكليات وعن المجالات المتاحة او المطلوبة دلوقتي قبل ما تسجن نفسك في وهم كلية القمة.

لو دورت على الانترنت عن أهم المجالات المطلوبة في الكام سنة الأخيرة هتلاقي مجالات كتير تقدر تلاقي نفسك فيها غير الأسامي الكبيرة والتقليدية، ولو عملت مجهود في المذاكرة والتدريب  وتطوير نفسك هيكون ليك مستقبل كبير.

ومؤخرا بقينا نشوف ناس بتدرس أونلاين أو بتطور نفسها بكورسات كتير حتى ولو من البيت، وتخصصوا بعدها في مجالات ونجحوا فيها واشتغلوا في أكبر الشركات وحققوا عائد مادي مناسب.

مجالات جديدة زي البرمجة والتسويق الإلكتروني وال supply chain و تطوير الشبكات والتصميم والديكور وال data analysis والأعمال الإبداعية و مجال الأمن السيبراني ،والمحاسبة والاستشارات المالية والاستشارات القانونية، وغيرها كتير.

الجميل كمان إن وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقت بتقدم منح مجانية في مجالات كتيرة من دي، بس اللي يدور.

غير برامج كتير فيها كورسات سواء مجانية أو مدفوعة.

وكمان فيه معارض توظيف بيتم إقامتها، مش بيكون دورها بس إنها  تعرض الوظائف المتاحة، لكن بتوجه الخريجين والطلبة لسوق العمل والمجالات اللي بتحتاجها شركات المالتي ناشونال والأماكن اللي ممكن ياخدوا فيها تدريب أو منح.

الفكرة إن النجاح مبقاش مقيد في مجالين تلاتة زي زمان،  السوق بقي مفتوح ومليان.

المهم تعرف توصل لمهارتك وتطورها عشان تقدر تبدع وتنجح فيها.

فياريت نخفف الضغط النفسي على الشباب، وياريت نبطل نجبرهم علي دخول كليات متكونش في رغبتهم ويفشلوا فيها، بدل ما نساعدهم يلاقوا نفسهم في مجالهم اللي بيحبوه ويقدروا ينجحوا فيه.

احتفلوا معاهم وفرحوهم بالنتيجة مهما كانت واحتضننوهم وهنوهم بتعبهم 
أي مجال هيحبوه وينجحوا فيه هيبقي قمة.

لما  في مجال بيحبه هايقدر يتعلمه بسرعة بدون صعوبات وكمان يشتغل فيه بإتقان ويكون منتج، لكن اللي بيتم إجباره على دخول كلية قمة وهو مش بيحبها هايفشل في الدراسة والشغل.