رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سفارة الصين بالقاهرة: بكين تدعم مصر بقوة فى مواصلة استكشاف مسار التنمية المناسب لظروفها

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي وشي جين بينج

أصدرت السفارة الصينية بالقاهرة، بيانًا صحفيًا اليوم الأربعاء، حول تفاصيل زيارة وزير خارجية الصين إلى القاهرة والملفات التي بحثها خلالها.

ووفقًا لبيان السفارة الصينية بالقاهرة ، فقد قام عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانج يي بدعوة من وزير الخارجية سامح شكري، بزيارة رسمية لمصر في الفترة من 17 إلى 19 يوليو 2021 ، وهي أول زيارة له لمصر بعد انتشار الوباء في جميع أنحاء العالم. 

وأظهرت الزيارة والتي جاءت خلال الوباء الأهمية الكبيرة التي تحتلها مصر لدى الصين، وتؤكد حرص بكيت على تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والأخوة بين الجانبين ضد الوباء.

وخلال الزيارة إلى مصر، أجرت الصين ومصر مباحثات معمقة حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية وعززتا التنمية الجديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، أبرزها:

 

القيادة المصرية تقدم إرشادات للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه مع مستشار الدولة ووزير الخارجية وانج يي، إن مصر تعتبر الصين صديقًا حقيقيًا و شريكًا موثوقًا به، وستعمل بثبات ودون عائق على تطوير التعاون الثنائي مع الصين في مختلف المجالات، وتتخذ فرصة الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين. 

وتدعم مصر بقوة جهود الصين لحماية السيادة الوطنية والأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف الديني، ومصر على استعداد للتنسيق الوثيق مع الصين من أجل تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين بشكل مشترك.

وقال وانج يي إن الصين ومصر صديقان حميمان يعتمدان على بعضهما البعض، وأن الصداقة بين البلدين، التي صمدت أمام اختبار الظروف الدولية، لا تنفصم وهي صلبة كالصخرة. 

وتقدر الصين تقديرًا عاليًا لمصر لوقوفها الدائم مع الصين في القضايا التي تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين والاهتمامات الرئيسية. 

كما تدعم الصين بقوة مصر في مواصلة استكشاف مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية، واتباع سياسة مستقلة، وبذل الجهود لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار والقضاء على التطرف. 

الصين على استعداد لتعزيز التنسيق والتعاون مع مصر في الشئون الدولية، ودعم التعددية وممارستها بشكل مشترك، ومعارضة الممارسات الأحادية، ودفع إصلاح الحوكمة العالمية في الاتجاه الصحيح. 

وأكد وانج يي أن الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وافقت بالإجماع على قبول مصر كشريك في الحوار، مما سيفتح أبوابًا جديدة لمصر للمشاركة بشكل أكبر في الشؤون الإقليمية والدولية ولعب دور بناء. 

وتتطلع الصين إلى العمل مع مصر لبناء مجتمع الصين- مصر في مستقبل مشترك، وتحويل العلاقات الثنائية إلى نموذج رائد للدول الصينية العربية والمجتمعات الصينية الإفريقية ذات المستقبل المشترك.

وتأمل الصين أن تستمر مصر في لعب دور إيجابي في بناء منتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي.

 

التعاون العملي في مختلف المجالات هو حجر الزاوية المتين للصداقة المصرية الصينية 

وقال وانج يي، إن مصر شريك مهم في بناء مبادرة الحزام والطريق، والصين على استعداد لتعزيز التآزر بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، ومساعدة مصر على تسريع وتيرة التصنيع، وتعزيز قدراتها العلمية والتكنولوجية، ورفع مستوى تنميتها وتعميق إنفاذ القانون والتعاون الأمني ​​لحماية الأمن المشترك للبلدين. 

إن الصين على استعداد لزيادة مواءمة استراتيجيات التنمية مع مصر، وتوسيع التعاون في مجالات مثل الطاقة الإنتاجية ، والبنية التحتية، والطاقة الجديدة، والفضاء، والتكنولوجيا المتقدمة، وفتح آفاق جديدة للتعاون متبادل المنفعة بين البلدين. 

يتعين على الجانبين تعزيز التبادلات الشعبية، وتعميق التعاون في التعليم المهني، وتعليم اللغة الصينية، والتدريب المهني، وتوطيد أسس الرأي العام من أجل المنفعة المتبادلة والصداقة.

وقال الرئيس السيسي إن مصر تدعم مبادرة الحزام والطريق، بينما يأمل في تعزيز التعاون مع الصين في البنية التحتية والمجمعات الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها من المجالات، وأن تصبح بوابة مهمة للشركات الصينية لدخول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

 

 التعاون في مجال اللقاحات هو دليل حي للأخوة بين الصين ومصر خلال الوباء

بعد تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19"، اتحد البلدان لمكافحة الوباء، الذي أصبح نقطة بارزة جديدة في العلاقات الثنائية، في 18 يوليو، حضر وانج يي وشكري الحفل الافتراضي بمناسبة الإنتاج المشترك لمليون جرعة من لقاح كورونا في مصر.

وقال الرئيس السيسي إن مصر تشكر الصين على توفير لقاحات كورونا ومساعدة البلاد على إنتاج اللقاحات محليًا، وتأمل مصر في زيادة التعاون في مكافحة الوباء مع الصين. 

وقال وانج يي إن الصين ستواصل دعم الإنتاج المحلي للقاح في مصر لمساعدة البلاد في التغلب على الوباء.

وقال «شكري» إن الصين وضعت نموذجًا للعالم في مكافحة الوباء، وتأمل مصر في مواصلة تعزيز التعاون في مجال اللقاحات بين الجانبين. وتؤيد مصر موقف الصين من قضية تعقب المنشأ.

 

توقيع اتفاقية إنشاء لجنة تعاون حكومية دولية بين البلدين هو أحدث إنجازات الصداقة المصرية الصينية

وقال وانج يي إن مصر من أهم شركاء الصين الاستراتيجيين في الدول العربية والعالم الإسلامي وأفريقيا والدول النامية. 

وتحت رعاية وتوجيه الرئيس شي جين بينج والرئيس عبدالفتاح السيسي، تم تحسين الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر بشكل مستمر وحققت نتائج مثمرة.

وقال" شكري" إن مصر هي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة، وتعتز مصر بصداقتها التاريخية مع الصين، وهي على استعداد لمواصلة التنسيق والتعاون مع الصين لحماية المصالح المشتركة للبلدين وتعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي.

بعد المحادثات، وقع وانج يي وشكري اتفاقية لإنشاء لجنة تعاون حكومية دولية بين الصين ومصر من شأنها المساعدة في تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، ودفع البلدين إلى اغتنام فرصة الذكرى الخامسة والستين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين ومصر للارتقاء بالعلاقات الصينية المصرية إلى مستوى جديد، والإسراع في بناء مجتمع صيني مصري ذي مستقبل مشترك، وذلك للعب دور رائد في بناء مجتمع ذي مجتمع ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول العربية والإفريقية.

 

الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هي قضية مهمة تهتم بها مصر والصين دائمًا

وقال وانج يي، إن الصين، بصفتها الرئيس المتناوب لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، سهلت خمسة اجتماعات لمجلس الأمن لمراجعة القضية الفلسطينية وسط الصراع بين فلسطين وإسرائيل، وساعدت في إصدار بيان صحفي للرئيس، قبل أيام فقط، عقدت الصين ندوة سلام فلسطينية إسرائيلية أخرى في إطار جهود دؤوبة لتعزيز وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل.

لا يمكن تحقيق السلام الدائم دون أن تكون العدالة أساسه، حيث لا ينبغي تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى أجل غير مسمى، ولا ينبغي إهمال الحقوق المشروعة والقانونية للشعب العربي لفترة طويلة، "حل الدولتين" هو الطريق الواقعي الوحيد لحل القضية الفلسطينية، ويجب على جميع الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية والمجتمع الدولي بذل جهود عملية لتعزيز "حل الدولتين" على أساس قرارات الأمم المتحدة. تطرح الصين الأفكار الثلاث التالية: 

أولاً، يجب تعزيز سلطة السلطة الوطنية الفلسطينية، وينبغي أن يُسمح لها بممارسة وظائف سيادية في مجالات الأمن والتمويل وغيرها من المجالات، من أجل السيطرة الفعلية على مناطق الحكم الذاتي والأراضي المحتلة؛ ثانيًا، دعم الفصائل الفلسطينية من أجل وحدة أكبر، بحيث تتمكن من تحقيق المصالحة الداخلية من خلال التشاور والحوار، والتوصل إلى موقف موحد من محادثات تسوية القضية الفلسطينية، ثالثًا، يجب تشجيع فلسطين وإسرائيل على استئناف محادثات السلام على أساس "حل الدولتين". 

الصين ترحب بالمفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين لإجراء محادثات مباشرة في البلاد، وتدعو الصين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بقيادة الأمم المتحدة بمشاركة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجميع أصحاب المصلحة في عملية السلام في الشرق الأوسط للسعي إلى تسوية شاملة ودائمة وعادلة للشرق الأوسط. القضية الفلسطينية وتمكين فلسطين وإسرائيل من التعايش بسلام، وقد لقيت هذه الأفكار الثلاث ترحيبًا حارًا من الجانب الفلسطيني.

اتفق شكري والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط مع الأفكار التي طرحتها الصين ومستعدان للتواصل والتنسيق عن كثب مع الصين بشأن القضية الفلسطينية، مع أملهما في أن يحث المجتمع الدولي إسرائيل على وقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة ورفع الحصار عن فلسطين وقطاع غزة. 

لم تقم الصين أبدًا باستعمار أو غزو أي دولة، لكنها تقف دائمًا إلى جانب العدالة والمبادئ التي تحكم العلاقات الدولية، ولها تأثير إيجابي في تعزيز تسوية القضية الفلسطينية، ومن المتوقع أن تلعب الصين دورًا أكبر في الشئون الإقليمية.

تولي مصر والصين اهتمامًا وثيقًا بالوضع بعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الأخير وتعتقدان أنه مع استمرار تعزيز تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، يجب على الجانبين القلق بشأن الوضع الإنساني للشعب الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص، يجب اتخاذ إجراءات محددة لمساعدة الشعب الفلسطيني على محاربة جائحة كوفيد -19. 

وفي هذا الصدد، قررت الصين ومصر تقديم 500000 جرعة من اللقاحات بشكل مشترك للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على أساس مصنع تعبئة لقاح كورونا الذي تم إنشاؤه بالاشتراك بين البلدين في مصر لتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المحليين، وسيتم تنفيذ هذه الدفعة من المساعدات في أسرع وقت ممكن من خلال التنسيق مع فلسطين.

 

تعزيز التعاون الصيني العربي طويل الأمد ضمانة قوية للاستقرار الإقليمي

كما التقى عضو مجلس الدولة وانج يي خلال زيارته لمصر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط وتبادل وجهات النظر بشكل معمق حول العلاقات الصينية العربية والقضايا الإقليمية والدولية. 

وقال وانج يي إن الدول العربية أوجدت حضارات رائعة في التاريخ، وتأمل الصين بصدق أن تستمر الدول العربية في خلق أمجاد جديدة في المستقبل، وتدعم الصين الدول العربية في اتباع طريق الوحدة وتحسين الذات واتخاذ مصيرها بأيديها، وتدعم جامعة الدول العربية في لعب دور أكبر في تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين وكذلك التسوية السياسية للقضايا الساخنة.

وقال وانج يي، في السنوات الأخيرة، اتخذت الصين والدول العربية منتدى التعاون الصيني العربي كمنصة لدفع العلاقات الصينية العربية إلى الأمام، وتوصل الجانبان إلى توافق على "البناء المشترك لمجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد" واتفقا على عقد أول قمة صينية عربية لضخ دفعة قوية في تنمية الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية. والصين مستعدة للعمل مع الدول العربية من أجل التنفيذ الفعال لنتائج الاجتماع الوزاري التاسع لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية وبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك.

وهنأ أبوالغيط بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني وأشاد بالإنجازات التاريخية التي حققها الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. 

وقال الغيط إن العلاقات العربية الصينية قوية للغاية، وإن جامعة الدول العربية تأمل في زيادة تعزيز العلاقات الثنائية مع الصين، وشكر الصين على توفير مواد لمكافحة الوباء لجامعة الدول العربية، إذ تقدر جامعة الدول العربية موقف الصين العادل بشأن القضايا الإقليمية، وتدعم مبادرات الصين بشأن الوضع الإقليمي وقضايا النقاط الساخنة، وتقف على أهبة الاستعداد لمواصلة التواصل الوثيق مع الصين لضمان نجاح القمة العربية الصينية الأولى.

وأصدر الجانبان بيانًا مشتركًا أكدوا أنهما سيعززان التعاون طويل الأمد بين الصين والدول العربية، والاستعداد للقمة الصينية العربية الأولى، والسعي لبناء مجتمع صيني عربي مصير مشترك.

وأكد الجانبان في البيان المشترك أنه يتعين عليهما مواصلة تعزيز التعاون الوثيق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وأكدا أهمية مبادرة التعاون في أمن البيانات الصينية العربية التي وقعتها وزارة خارجية جمهورية الصين الشعبية. الصين والأمانة العامة لجامعة الدول العربية على تسريع التعاون الاقتصادي الرقمي بشكل مشترك.

وأكد الجانبان ضرورة تعزيز التعاون الدولي في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه ومعارضة تسييس الوباء، ودعوا إلى تنظيم عمل تعقب المنشأ بروح العلم، كما أكد الجانبان ضرورة الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى ، ودعم التعددية ، ومعارضة تسييس قضايا حقوق الإنسان، ومعارضة الأحادية، وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية.

وشددوا على أهمية إيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وأيدوا جميع الجهود الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ودعوا إلى مكافحة الإرهاب بمزيد من القوة والجهود واستئصال الأسباب الجذرية للإرهاب.