رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خصومات وهمية».. لماذا انخفض الإقبال على محال الملابس في موسم العيد؟

ملابس
ملابس

لافتات معروضة على أبواب محال الملابس، تعلن عن تخفيضات مختلفة على المنتجات لجذب الزبائن إلى الداخل، لكن هذه المرة كانت بلا جدوى، على الرغم من اقتراب موسم عيد الأضحى، فإن أصحاب المحال اشتكوا من الإقبال الضعيف رغم العروض الضخمة التي أعلنوا عنها مؤخرًا.
 

أجرت "الدستور" جولة داخل بعض المحال التي عانت من خسائر كبيرة خلال موسم الصيف، لكشف السبب الحقيقي وراء عدم الإقبال عليهم، بالإضافة إلى المحال التي تتعمد تقديم عروض تخفيضات وهمية لجذب المواطنين.
 

البداية كانت داخل أحد محال الملابس بمنطقة فيصل، وقال علي السيد، 33 عامًا، صاحب المحل، إنه لم يبيع سوى 10 منتجات منذ أسبوع كامل بالمقارنة مع مبيعات العام الماضي حين كان يبيع الـ 10 منتجات في يوم واحد، موضحًا أن الملابس أصبح سعرها مرتفعًا للغاية، والزبائن لا تشتري على الرغم من إعجابها بالمعروض.
 

وعن أوكازيون العيد، "عملت تخفيض 30% على اللبس بس مفيش فايدة، وكده المحل بيخسر"، يوضح السيد، أن العروض التي يقدمها أصبحت أيضًا بلا جدوى، فالزبائن لم تعد تنجذب من اللافتات المعروضة كما في السابق، بجانب الخسائر التي تنهال عليه من إيجار المحل وفواتير الكهرباء التي لا يستطيع تجميع حقها من البضاعة المباعة.
 

وقال أحمد راغب، أحد المشترين، إن هناك أوكازيونات غير حقيقية، وأنها مجرد لافتات لجذب الزبائن إلى داخل المحل، وأن أسعار الملابس أصبحت مرتفعة ليست كما كانت من قبل، مشيرًا في حديثه لـ"الدستور" إلى ملاحظاته الدائمة عن أسعار الأوكازيون التي تتكرر في كل محل تتجه إليه. 

 

"قليل لما بلاقي تخفيضات حقيقية في المحلات"، يستكمل الشاب موضحًا أن الأسعار زادت نسبة لارتفاع أسعار القطن، ونظرًا للأزمة الاقتصادية التي يمر بها التجار في هذه الفترة، وأضاف أن نسبة الشراء قليلة سببها خداع أصحاب المحلات للزبائن من خلال العروض الوهمية.
 

انتقلنا بعد ذلك إلى إحدى المحال التجارية المعروفة في منطقة 6 أكتوبر، التي تعرض أوكازيونات وهمية لغش الزبائن بقصد كسب المال، وقام "محرر الدستور" بتجربة شراء بعض الملابس الصيفية المعروض عليها أوكازيون من المحل المستخدم لافتات معاقة على الباب بنسبة خصم تصل إلى 50%.


 بعد شراء "قميص وتيشيرت"، اكتشفنا أن الخصم الحقيقي عليه هو 10% فقط، وبسؤال موظف الحسابات عن الأوكازيون المعروض قال: "ده لزوم الدعايا مش أكتر، أكبر خصم بنعمله بيكون 25% ومش في كل الأوقات بننفذه"، موضحًا أن اللافتات تظل موجودة على أبواب المحال التجارية حتى إن لم يكن هناك خصم على شىء ليس إلا لمجرد جذب الإنتباه.

من ناحيتها، أكدت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعيات حماية المستهلك، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الأوكازيونات الرسمية يتم تشكيلها مرتين فقط في السنة خلال شهر فبراير الخاص بالملابس الشتوية، وفي شهر أغسطس تخفيضات للملابس الصيفية، بناءً على موافقة من وزارة التموين، مشيرة إلى أن هناك حملات تُشن بالتنسيق مع مباحث التموين، للتأكد من ترخيص المحال التجارية وحصولهم على موافقة الأوكازيون.

وقالت الديب، إن مباحث التموين تحرر محاضر وتحويلها للنيابة العامة في حالة ضبط محال تجارية غير مرخصة، وكذلك الحال في محلات الملابس التي تتعمد عرض عروض وهمية وغش الزبائن، وتكون عقوبتها غرامة مالية قدرها 500 جنيه أو الحبس لمدة 3 شهور، ومن الممكن أن تكون العقوبتان معًا نظرًا لما تقوم به محلات الأوكازيون الوهمية من جرائم الغش التجاري.