رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ناشيونال جيوجرافيك»: حجر رشيد مفتاح فك لغز الحضارات

الحضارة
الحضارة

كشفت “ناشيونال جيوجرافيك” في نسختها الانجليزية عبر تقرير نشرته على موقعها الالكتروني، كيف ساهم حجر رشيد  في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة معتبرة أن هذا الحجر الذي اكتشفه  نابليون في مصر ، كان المفتاح لفك شفرة الكتابة الهيروغليفية المصرية والتي بدورها كشفت للعالم عن أسرار هذه الحضارة العريقة.

وتابعت أنه على الرغم من أن حجر رشيد عبارة عن  لوح صخري أكبر، إلا أن الحروف والرموز المنقوشة على الحجرساعدت العلماء في فك شفرة نظام الكتابة المصري القديم.

وأضافت: عندما تم اكتشاف اللوح الحجري القديم" حجر رشيد"  الذي غير العالم في 19 يوليو 1799، لم تكن بداية القصة في الأصل عملية تنقيب عن الآثار؛ بل كانت أعمال بناء  حيث  احتل الجنود الفرنسيون حصنًا متهدمًا في رشيد بمصر، وكان لديهم أيام فقط لتعزيز دفاعاتهم من أجل معركة مع قوات الإمبراطورية العثمانية.

وعندما هدم الرجال الفرنسيين الجدارً اكتشفوا جزءًا كبيرًا من الحجر مغطى بثلاثة أنواع من الكتابة، بما في ذلك اليونانية القديمة، و تساءل بيير فرانسوا بوشار الضابط المهندس الفرنسي المسئول عن مجموعة البناء التي وجدت الحجر عما إذا كان الحجر قد يقول الشيء نفسه بثلاث لغات مختلفة بينما شارك اكتشافه مع العلماء الفرنسيين الذين أتوا إلى مصر بحثًا عن الكنوز الأثرية.

وكانت اللوحة عبارة عن حجر رشيد ، وكانت الحروف والرموز المنحوتة بعناية على وجهها المظلم ستلقي الضوء على مجد الحضارة المصرية القديمة، لكن أولًا، سيتعين على العلماء فك شفرتها.


وفي عام 1798، عندما قاد نابليون القوات الفرنسية للسيطرة على مصر، التي كانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، كان العلماء والمؤرخون جزءًا من الحملة الفرنسية، وتدفقوا إلى البلاد لتوثيق ما وجدوه هناكو جمع علماء المصريات عددًا كبيرًا من القطع الأثرية القديمة التي أرادوا استعادتها إلى فرنسا، بما في ذلك حجر رشيد.

لكن البريطانيين أرادوا مصر أيضًا، وفي عام 1801 انتصروا على القوات الفرنسية،  سُمح للفرنسيين بالإخلاء، لكن البريطانيين طلبوا منهم تسليم مجموعة الآثار قبل المغادرة لذلك في عام 1802، شق حجر رشيد طريقه إلى لندن ، حيث تم عرضه في المتحف البريطاني فور وصوله تقريبًا. 


كان الحجر كان له أكثر من قيمة جمالية كما حير العلماء معنى العلامات الشبيهة بالصور، والمعروفة باسم الهيروغليفية، المصنوعة على الألواح المصرية القديمة و نظرًا لأنه يحتوي على محتوى متطابق بثلاث لغات، اعتقد العلماء أن حجر رشيد قد يكون قادرًا على المساعدة في حل اللغز التاريخي.

وتسابق العلماء لترجمة حجر رشيد، على الرغم من أن مجموعة متنوعة من العلماء في جميع أنحاء أوروبا سيساهمون في العمل، إلا أن أهم مساهمتين جاءتا من إنجلترا وفرنسا.

وتعامل توماس يونج، وهو عالم بريطاني متعدد الثقافات اشتهر بإسهاماته العلمية، مع اللغز على أنه مشكلة رياضية وبعد ترجمة اليونانية القديمة ، قام بتدوين ملاحظات مستفيضة عن الهيروغليفية وحاول بشكل منهجي مطابقة كل واحدة بترجمتها. 

كما قارن الصور الرمزية بتلك الموجودة على التماثيل الأخرى كان يونج قادرًا على تحديد الأصوات الصوتية التي تمثلها بعض الحروف الرسومية، ومعرفة بعض الأحرف ، وتجميع كيفية جمع الكلمات معًا.

فرانسوا شامبليون

كان جان فرانسوا شامبليون، الفرنسي المعروف بمؤسس علم المصريات، هو من قام في النهاية بكسر الشفرة في عام 1822،  حيث لم يكن لدى يونج خبرة في اللغة المصرية، كان شامبليون يجيد اللغة القبطية ولديه معرفة واسعة بمصر واكتشف أن الخط الديموطيقي ينقل المقاطع وأن الحروف الهيروغليفية تمثل الأصوات القبطية.

لقد كان اكتشاف مذهل،حيث اندفع شامبليون منتشيًا إلى مكتب شقيقه وهو يصرخ  بأنه حل لغز حجر رشيد، ثم أغمي عليه ولم يشف لمدة خمسة أيام.

إرث حجر رشيد


استخدم شامبليون،  الحجر لإنشاء أبجدية من الأحرف الهيروغليفية الصوتية ، ثم قام علماء آخرون بالتمويل على بحثه لترجمة الحجر بالكامل.

 تم التحقق من صحة عمل عالم المصريات الفرنسي في النهاية من خلال اكتشاف وترجمة مرسوم كانوب، وهو شاهدة أخرى مكتوبة بالهيروغليفية والخط الديموطيقي واليوناني القديم.

وتسائلت ناشيونال جيوغراقيك، لماذا يحتفظ حجر رشيد ذو المظهر البسيط بهذا البريق اليوم، بعد قرنين من كسر شفرته، بينما  قال عالم المصريات جون راي لمجلة سميثسونيان بيث بي ليبرمان في عام 2007 : أن الحجر "هو حقًا المفتاح، وليس فقط لمصر القديمة؛ إنه مفتاح فك التشفير نفسه، وكنا نعلم أن هناك حضارات كبيرة ، مثل مصر ولكننها لم نعلم عنها شيئا، ولكن مع  حجر رشيد، تتحدثت الحضارة المصرية عن نفسها.