رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«انتهاء الكابوس».. كيف نجحت «حياة كريمة» في التخلص من أزمة القمامة بالصعيد؟

حياة كريمة
حياة كريمة

اهتم المشروع القومي لتنمية الريف المصري، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، بملف جمع وإعادة تدوير القمامة، نظرًا لشكاوي العديد من المواطنين على مستوى الجمهورية من هذه الأزمة التي تهدد صحتهم طوال الوقت، وتشوه منظر المناطق القاطنين بها.

كيف نجحت «حياة كريمة» في التخلص من هذه الأزمة؟.. هذا ما نجيب عليه في السطور التالية، من خلال الحديث مع العناصر الرئيسية التي شهدت هذا الإنجاز منذ أول أيام انطلاقه.

تواصلنا  مع أحد المستفيدين من مبادرة «حياة كريمة»، التي نجحت في مشكلات عدة كانت تواجه الأهالي خلال السنوات الماضية، ومن أبرزها تراكم المخلفات أمام المنازل وفى الشوارع والأماكن العامة، ما كان يتسبب في أضرار كبيرة لهم، خاصة الأطفال والمصابين بأمراض مزمنة.

محمد صلاح، من قاطني قرية «سمطا بحرى» التابعة لمركز «دشنا» بمحافظة قنا، التي تشهد تطورًا ملحوظًا في جميع الخدمات العامة بداخلها، منذ بدء تنفيذ «حياة كريمة»، خاصة القمامة، التي تراكمت أمام منازلهم لسنوات طوال، وكانوا يتخلصون منها بمساعدة شباب القرية الذين يتطوعون لحملها بعيدًا عن المنازل. 

وأوضح «صلاح» أن القمامة كانت تصيب الأهالي بالكثير من الأمراض، خاصة الأطفال، بسبب تراكمها بشكل ملحوظ أمام المنازل وفي الشوارع الرئيسية، وعدم الاهتمام بإزالتها من قِبل العاملين فى منظومة المخلفات، لكن مع قدوم مبادرة «حياة كريمة»، اختلف الوضع بشكل جذري.

واختتم بتوجيه الشكر لكل من أسهم في توفير هذه الخدمة، وحل أزمة كانوا يعانون منها لسنوات طويلة، قائلًا: «شكرًا لكل القائمين على مبادرة حياة كريمة.. أخيرًا أصبحنا قادرين على استنشاق هواء نظيف».

تعتبر محافظات الصعيد من أكثر المحافظات التي اشتكى قاطنيها من تراكم القمامة أمام منازلهم، وسوء استخدامها، لذا احتل هذا الملف مقدمة الملفات التي يتم تنفيذها في إطار المبادرة الرئاسية لتنمية الريف المصري «حياة كريمة».

ففي محافظة قنا، يعد مصنع تدوير القمامة إحدى أهم آليات مبادرة «حياة كريمة» للتخلص من هذه الأزمة بشكل نهائي. فهو يعمل بطاقة١٠٠ طن لكل ١٠ ساعات من العمل، وفق ما قاله وائل حمدي، أحد العاملين في المصنع.

وقال العامل، البالغ من العمر ٣٧ عامًا، إن عملية تدوير المخلفات تبدأ بتوجه سيارات القمامة إلى المراكز والقرى في الصباح الباكر لتعمل على تجميع المخلفات، ثم تفريغها داخل مكبات معدة لذلك، بالقرب من المصنع وبعيدًا عن المناطق السكنية.

واستكمل:«تستغرق هذه العملية ما يقرب من  ٥ ساعات، ثم يتم البدء في تفريغها داخل مصنع تدوير القمامة، حيث يصطف العمال في أماكنهم، ويبدأون في عزل المخلفات الصلبة عن غيرها بطريقة يدوية».

وأضاف:«تُنقل المخلفات التي تم فرزها وعزلها إلى معدات الكبس، التي تعمل على كبسها وجمعها فى كتل، ثم تغليفها جيدًا بعد إزالة الشوائب منها، لنصل إلى المرحلة الأخيرة المتمثلة في النقل إلى مصانع الإنتاج، التي تتخصص في تصنيع أشياء مختلفة من هذه المخلفات، مثل الأخشاب والبلاستيك».

وأشار إلى توفير الدولة معدات جديدة لمصانع تدوير القمامة، ما ساعدهم على النهوض بهذا القطاع الحيوي والمهم، والتعامل مع أكبر كم من المخلفات وإنتاج منتجات منها في وقت قصير للغاية، ما أسهم بشكل كبير في توفير رغبة العمل لدى الكثير من العمال، والشعور بأمل من وراء جهدهم بعد معاناة ويأس لسنوات.

وأوضح: «كنا نعاني من قلة اهتمام بشكل واضح، لكن الدولة تبذل جهودًا كبيرة في هذا القطاع حاليًا، والهيئة المسئولة عن أحوال العاملين تتابعنا بشكل مستمر، وفي حالة تعرض أي شخص منا للإصابة أثناء تأدية عمله يحول تلقائيًا إلى مستشفيات التأمين الصحي».