رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كشري».. حكايات تضم قصتين لمنصورة عز الدين وحسن كمال بالإيطالية

 مجموعة قصصية بعنوان
مجموعة قصصية بعنوان «كشري»،

تصدر قريبا باللغة الإيطالية مجموعة قصصية بعنوان «كشري»، هي أنطولوجيا فريدة تحتوي على قصص تحكي عن العلاقات بين الوالدين والأبناء أو بين الأجداد والأحفاد.

ويضم الكتاب سبع عشرة قصة عربية (مترجمة للمرة الأولى إلى لغة أجنبية، باستثناء واحدة) وأربع مالطية. ثلاث منها سبق لها أن صدرت بعدة لغات أوروبية.

قام بالترجمة مجموعة من الطلاب الطليان تحت إشراف المستعرب ألدو نيقوسيا في قسم دراسات اللغة العربية وآدابها بجامعتي باري وكاتانيا في إيطاليا. ضمن رسائل أعدها الطلاب لنيل الدرجة الأولى في شهادة اللغة العربية وآدابها.

وحول المجموعة قال ألدو نيقوسيا، هناك عنصر مشترك وهو أن معظم القصص العربية نشرت في العقد الثاني من هذا القرن (وأحيانًا الأول) وهذا سمح لنا بإجراء مقارنات متطابقة، ولكنها عامة. يمكن أن تكون للقصص أيضًا قيمة وثائقية اجتماعية، فضلاً عن كونها أعمالا فنية في حد ذاتها: في «كشري» هذا ينطبق بشكل خاص على تونس في ثورة 2011 والتوجهات الأصولية بعدها، السودان وعراق صدام حسين. وقد تأثرت معالجة الخلفية الاجتماعية والسياسية لبعض القصص القصيرة بالمواقف الشخصية وآراء المؤلفين أنفسهم.

وتابع: الاستثناء الوحيد يتمثل في قصتين لمحمد عبد الرحمن المر، المذكور فهما تعودان إلى القرن الماضي، ويجب اعتبارهما تكريمًا خاصًا لهذا المثقف المصري الشجاع الذي تعرض للاضطهاد السياسي في عصر أنور السادات.

وحول السبب في إطلاق عنوان «كشري»، أوضح نيقوسيا، أن كلمة كشري تدل على عنوان لإحدى قصصها «كشري مصر» لحسن كمال، وهو بدوره عنوان لمجموعة قصصية لنفس الكاتب المصري.

وأضاف: لا ننفي مجازية العنوان، حيث إن هذه المجموعة تضم 15 كاتبًا وكاتبة من مختلف البلدان العربية ومن مالطا، ونطمح إلى خلق سمفونية الأذواق والروائح القادمة من الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط وأيضًا محاولة لتعريف العالم العربي والأرخبيل المالطي للقارئ الايطالي من خلال فن الحكي.

وتضم المجموعة قصص لعدد من الأدباء العرب أبرزهم شكري المبخوت، حسن كمال، منصورة عز الدين، محمد عبد الرحمن المر، ريما راعي، مريم الساعدي، ريمة إبراهيم حمود، لطيفة لبصير، وغيرهم.

من بين عدد كبير من الأسماء المختارة في كتاب “كشري” اخترنا رؤية مختصرة من قصتي “ضفدعة الحمام” و”برج الحمام” كما كتبه المستعرب في ملخص حول المشروع

في وسط ” ضفدعة الحمام”، لحسن كمال ينبثق عالم أبراج حمام القاهرة، والتفاعل بين الناس والطيور يتخذ دلالات عميقة. هنا يعد حضور الأجداد أمرًا مهمًا للغاية: بطل الرواية هو طفل فقد والده الذي ضحى بنفسه دفاعًا عن جاره، خلال محاولة سرقة لصيدلية. عندما يكتشف أن جده هو الذي يقطع ريش أجنحة الطيور يصاب الحفيد بخيبة أمل، ولكن على الرغم من فورة الغضب العفوية والمشروعة، يؤكد “لم أكره جدي أبدًا… لقد أحببته لأنه هو جد وأب في نفس الوقت”.

وفي “برج الحمام “، لمنصورة عزالدين نفسها، نحن بإزاء جدة تروي للأطفال قصصا عن أساطير معروفة تريد أن تأخذ صولجان شهرزاد في يديها، ولكن لاختراع قصص عن نفسها. هنا، بملامح تشبه الحلم وأحيانًا السريالية، تظهر استحالة أن يكون في وسع الأجداد ملء الفراغ العاطفي لأحفاد يتامى.