رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث: زيارة الحريرى إلى القاهرة جاءت فى توقيت مهم لدعم لبنان

الباحث محمد عبد الرازق
الباحث محمد عبد الرازق

قال محمد عبد الرازق، باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري إلى القاهرة، الأربعاء، تأتى فى توقيت شديد التعقيد والحساسية للبنان الذي يعيش واقعا صعبا على كافة المستويات، إثر أزمة سياسية حادة ممتدة منذ أكثر من عشرة أشهر مرت على تكليفه بتشكيل الحكومة، ووضع اقتصادي منهار إثر الانخفاض الحاد في سعر الليرة اللبنانية مقابل الدولار، والعجز شبه التام عن تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين، وخاصة الكهرباء بسبب العجز الكبير في إمدادات الوقود اللازم لتوليد الكهرباء، وواقع اجتماعي وأمني شديد الخطورة يضع الدولة اللبنانية على حافة الانهيار.

وأوضح عبدالرازق، فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في خضم هذه الحالة، قد تمثل زيارة سعد الحريري إلى القاهرة ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور كل من وزير الخارجية سامح شكري ومدير المخابرات العامة الوزير عباس كامل، نقطة تحول في مسار الأزمة اللبنانية في ضوء الدعم الكامل الذي أبدته القيادة المصرية لمسار تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري وفق محددات المبادرة الفرنسية لاستعادة الاستقرار في لبنان والتعامل مع التحديات الراهنة، وهو ما أكدته مصر للحريري خلال زيارته السابقة في فبراير الماضي، وخلال زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى بيروت في أبريل الماضي.

وأضاف عبدالرازق أن دعم مصر للحريري ينطلق من دعمها الكامل للبنان خلال أزمته على المستويات السياسية والإغاثية والصحية بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، إذ ترتبط القاهرة بعلاقات وطيدة مع مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان، وتعد طرفًا فاعلًا في المشهد السياسي اللبناني، وعملت وتعمل على الوساطة بينهم للتوصل إلى تشكيل حكومة تستطيع إقالة لبنان من عثرته. 

وتابع عبدالرازق: "انعكس هذا الدعم في تقديم الحريري فور وصوله إلى بيروت عقب الزيارة تشكيلة حكومية للرئيس اللبناني ميشال عون مكونة من 24 وزيرًا وفقًا للمبادرة الفرنسية والمبادرة التي توسط من خلالها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بين الحريري وعون".

وأكد عبدالرازق أن زيارة الحريري إلى القاهرة والدعم الذي تلقاه قد أجل إعلانه اعتذاره عن تشكيل الحكومة، بعدما كان هذا الاعتذار قريبًا للغاية.

وتابع عبدالرازق: "لكن في نفس الوقت لا يمكن الجزم بالعدول التام عن قرار الاعتذار، في ظل الخلاف الكبير بينه وبين الرئيس اللبناني على اختيار بعض الوزراء وتوزيع الوزارات على الطوائف، ومن ثم فإن عدم تعاطي الرئيس ميشال عون بإيجابية مع هذه التشكيلة التي قدمها الحريري بدوافع داخلية أو خارجية سيطيل أمد الأزمة، وسيبقيها رهنًا للتفاعلات الإقليمية والدولية، في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية للدفع بتشكيل حكومة مستقلين، وفي الوقت ذاته تنتظر بعد الأطراف نتيجة المباحثات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني".

واختتم عبدالرازق تصريحاته قائلا: "في المجمل، تبقى احتمالات اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة واردة، ولكن الدعم الذي تلقاه من القاهرة، والذي يعبر عن دعم عربي ودولي قد يؤجل هذه الخطوة، لا سيّما مع ما يجري من جهود عربية ودولية تنخرط فيها مصر بقوة لتأمين دعم للدولة اللبنانية".