رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عبدالناصر وهيكل وشوقى».. كواليس لقاءات أم كلثوم بالكبار

السادات وأم كلثوم
السادات وأم كلثوم وعبد الناصر وعامر

قبلت الفنانة أم كلثوم دعوة تلقتها من أمير الشعراء أحمد شوقي لحضور حفل سهر أقامه في منزله عام 1930، حسبما نشرت جريدة "أخبار اليوم" آنذاك.

 

وفي أثناء الحفل تحرك أمير الشعراء أحمد شوقي من مقعده ناحية كوكب الشرق أم كلثوم، ليعطيها كأسًا من الخمر، لكنها اعتذرت عن قبوله منه، لأنها اعتادت على عدم شرب الخمور طوال حياتها.

 

تعجب "شوقي" وقتها، من تصرف كوكب الشرق أم كلثوم، ليقرر كتابة قصيدة بخصوص هذا الموقف وسماها: "كؤوس الطلا"، ووضع القصيدة في ظرف مغلق، وتوجه إلى منزلها بنفسه ليسلمها لأم كلثوم التي اعتقدت بأن الظرف به مكافأة خاصة بسبب غنائها في الحفل لترفض استلامه.

 

ألح عليها أمير الشعراء كي تفتح الظرف، ففتحته أم كلثوم ووجدت فيه القصيدة التي كتبها بعد أن رفضت شرب كأس الخمر الذي قدمه لها في الحفل.

 

وبقيت هذه القصيدة مكانها داخل الظرف منذ عام 1930 حتى 1950 بعد رحيل أمير الشعراء، وقام رياض السنباطي بتلحين هذه القصيدة التي قامت كوكب الشرق بغنائها في يونيو من العام نفسه.

 

مع هيكل 

نشرت كوكب الشرق أم كلثوم حوارا في مجلة آخر ساعة بتاريخ 6 ديسمبر 1967 مع الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل تحدثت في بدايته عن القمة العربية في المغرب ودور الأمم المتحدة في أزمات الشرق الأوسط وأسئلة أخرى عن الفن.

 

وقالت أم كلثوم في بداية الحوار السياسي مع هيكل أمام الميكروفون بالبرنامج العام: "قبل أن أبدأ حديثي أحب أقول إن الصحافة اعتادت دائمًا أن تضعني في موقع الجواب وتوجه الأسئلة، لكنني هذه المرة أغير موقعي وأوجه الأسئلة إلى الصحافة".

 

وتساءلت أم كلثوم: "عام 1948 الأمم المتحدة معملتش حاجه في مشكلة اللاجئين عشرين سنة مضف ومازال الناس كلها تتكلم في القضية ومجلس الأمن رفض إحالتها للأمم المتحدة ثم كمان أن تكون هناك دولة أو دولتان يتحكموا في مصير الشعوب.

 

أجاب "هيكل": "لقد أثرت بهذا السؤال قضايا الدنيا كلها لكنني أعتقد أن هناك فارقا بين العالم العربي 1948 والعالم العربي الآن، ورغم النكسة فإن هناك فرقا جوهريا وأساسيا في الصورتين وخصوصا مصر بالذات، إحنا كنا في 1967 من خمسة شهور، لكن الواقع لازم نضعه في صورته الحقيقية ونستفيد من كل ما جري وما حدث".

 

وسأل هيكل أم كلثوم قائلًا: "كيف استطعتِ إلغاء الفارق بين السياسة والفن، اعتقد أنك قمت بهذا الدور والواحد يحتار في أعمالك... إيه فيها سياسة، وإيه فيها فن؟ إزاي تقدرى تعملى كده؟، فأجابت: "في رأيي السياسة والفن توأمان يعني مثلا مصر لما أرسلت آثار توت عنخ أمون باريس كان عمل سياسي وعمل فني، بمعنى أن الفرنسيين رأوا حضارتنا وتبادلنا معهم الثقافة في نفس الوقت".

 

مع عبد الناصر 

كانت علاقة كوكب الشرق أم كلثوم وثيقة بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحكت في إحدى مقالاتها عن بدايات هذه العلاقة وتطورها.

 

كتبت أم كلثوم مقالًا صحفيًا في مجلة "الهلال" 1971، بعنوان "كيف عرفت عبدالناصر؟"، وكشفت فيه عن كواليس اللقاء الأول بمناسبة مرور الذكرى الأولى لوفاته.

 

وقالت أم كلثوم إن أول لقاء كان عام 1948، وتحديدًا وقت "مأساة فلسطين"، كتبت: "كنت أتتبع أنباء إخوتي وأبنائي أبطال الفالوجا يومًا بيوم، وبعد عودتهم استقبلتهم بدموع المصرية الفخورة بأبناء مصر، وجلست بينهم وأنا أشعر أنهم أسرتي، صميم أسرتي، إخوتي وأبنائي، وهناك قدم لي المرحوم القائد السيد طه ضباطه وجنوده، وحدثني عن أصحاب البطولات الكبيرة منهم، وكان في مقدمة أصحاب هذه البطولات الضابط الشاب جمال عبدالناصر".

 

وأضافت كوكب الشرق أنها صافحت الضابط الشاب "عبدالناصر" وأحست في عينيه إخلاصًا وطنيًا لا حدود له، ولم تكن تعلم وقتها أنه سيلعب دورًا هائلًا في تاريخ مصر بعد أربع سنوات.

 

وكشفت عن اللقاء الثاني الذي جمعها بالرئيس "عبدالناصر"، ووصفته قائلة:" كان يومًا أجمل من الأحلام"، حيث أعلن وقتها أنور السادات بيان ثورة 23 يوليو 1952.

 

وتطرقت أم كلثوم في مقالها إلى أغانيها للزعيم الراحل وللثور، حيث قالت:"هناك أنشودتان من بين كل الأناشيد التي غنيتها للثورة أحسست بانفعال أعمق كلما ذكرتهما، إحداهما "يا جمال يا مثال الوطنية" التي غنيتها له بعد حادث المنشية بالإسكندرية، والثانية أغنية "قم" التي قدمتها عقب النكسة.