رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الادب العالمى

القُبلة.. قصة للأديب العالمى تشيخوف عن فاقد الشىء يشتهيه

تشيخوف
تشيخوف

القُبلة. هي إحدى قصص الأديب العالمي أنطوان تشيخوف. والتي يظن البعض أنها قصة فارغة المضمون. حيث أنها تدور حول قبلة بالخطأ من إمرأة مجهولة في غرفة مظلمة لرجل لا تعرفه.

 

قد يتساءل البعض ما الفائدة التي تعود على القارئ أو على المجتمع من وراء قصة القبلة لتشيخوف لكن إذا أمعنت النظر في قصة القبلة سنجد فيها أمورًا تتعلق بنوازع النفس البشرية وسيكولوجية الإنسان. ربما أراد تشيخوف أن يقول إن فاقد الشئ يبحث عنه لأنه يشتهيه.

 

تبدأ قصة القبلة من حيث معسكر روسي في إحدى المناطق الزراعية وبينما الضباط يجلسون بعد التدريبات فإذا بشخص يمتطي جواد يخبرهم أن الجنرال فون يطلبهم لتناول الشاي في قصره، توجه الضباط إلى بيت الجنرال المتقاعد الذي كان يستضيف شقيقتيه وعائلتيهما، وبدأ احتساء الشاي ثم شرب البيرة ثم الرقص بين الضيوف وحسناوات العائلة المضيفة. كل ذلك كان عادي جدًا في قصة القبلة لتشيخوف. ولأن تشيخوف ليس كاتبًا عاديًا كي يمر بأحداثه بهذه الطريقة التقليدية. لفت أنظارنا إلى الضابط ريابوفتش. الذى كان بلا قدرات تقريبا سواء فى هيئته الخارجية من حيث جسده النحيل ووجهه المطبق وسوالفه الكبيرة أو من الداخل، ذلك لأن ريابوفتش كان خجولا أكثر من اللازم، ليس لديه مهارات في الكلام ولا في الألعاب ولا فى أي شئ، فكان غريبا وسط الحفل، لايقوى حتى على النظر إلى الأشياء. لذا وصفه تشيخوف بالشخص المصاب بالعمى السيكولوجي،  ولما لم يجد ريابوفتش لنفسه مكانًا في صالة الرقص، انصرف إلى غرفة البلياردو مع صديقه وابن الجنرال ولأنه لا يفقه شيئا فى البلياردو، خرج حزينا يتخبط بين ردهات القصر، فدخل غرفة مظلمة بالخطأ فإذا بفتاة تدخل عليه لم يتبين ملامحها  تقبله وتحتضنه ثم تدفعه وتركض، ذلك بعلمها بأنه ليس الشخص المقصود.

 

ثم تدور أحداث القصة حول ريابو فيتش، وبحثه عن صاحبة القبلة. لكنه لم يهتدي إليها فى نهاية المطاف، كما يظن القارئ، حيث أغلق تشيخوف قصته على زيارة كل الضباط إلى بيت الجنرال للمرة الثانية في الوقت الذي كان فيه ريابوفتش في الخارج يفكر فى حيلة يدخل بها القصر.