رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الخارجية الجزائرى: أولويات دبلوماسيتنا فى الفترة المقبلة لم الشمل

رمطان لعمامرة
رمطان لعمامرة

أكد رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري الجديد، أن أولويات الدبلوماسية الجزائرية في الفترة المقبلة ستكون العمل على لم الشمل في المنطقة والمحافظة على دور الجزائر القيادي في القارة الإفريقية وتعزيزه.


وقال لعمامرة، في تصريحات له اليوم عقب تسلمه مهام منصبه من سلفه صبري بوقدوم: "نحن نشهد أوضاعًا إقليمية ودولية تتسم بالتقلبات والتغيرات غير المتوقعة، وبذلك علينا دائمًا وأبدًا أن نقوم بالعمل الاستشرافي الضروري لنكون فعلاً من المؤثرين على الأحوال الدولية، وأن نكون مثلما كان الشأن في الماضي، من الدول التي قد تكون مساهمتها في صنع الأحداث المؤثرة على تاريخ المجموعة الدولية، أكبر بكثير من الوزن الاقتصادي ومن الحجم الديمغرافي".


وأضاف: "الجزائر دائمًا بفضل تاريخها المجيد، وبفضل التزامات قادتها وبفضل بقرية شعبها، خلقت أحداثا مؤثرة وكتبت أوراقا مشرقة في تاريخ هذه الأمة وفي تاريخ المجتمع الدولي وتاريخ البشرية ككل".


وتابع قائلاً: "التزامات الجزائر معروفة، نحن سنواصل العمل في المنطقة التي ننتمي إليها، والتي لا تظهر بالمظهر الذي نتمناه، وهي منطقة تسير بخطى ثابتة نحو الوحدة والاندماج، إلا أن النزاعات الموجودة، وتؤثر على العمل من أجل جمع الشمل والانطلاقة من أجل الاندماج والوحدة المنشودة".


وأعرب لعمامرة عن استعداد الجزائر لتكون القاطرة التي تجعل هذه المنطقة تنطلق من جديد وبقوة كبيرة نحو تحقيق هذا الهدف المنشود، وقال إن "التأثير على التاريخ لا يمكن أن يكون بافتعال الأزمات أو تعقيدها، وبالسعي نحو خلق أمر واقع، وإنما بالذكاء وروح المسؤولية والتبصر، وهي العوامل التي يجب أن تدفع عمل كل الأطراف في منطقتنا من أجل خلق المحيط والمناخ اللذين من شأنهما أن يؤديا بالمنطقة نحو مستقبل أفضل لجميع الشعوب وبدون استثناء".


وتطرق وزير الخارجية الجزائري الجديد إلى الأزمة الليبية قائلا إن "عمل الجزائر لنصرة وتعزيز توجه الأشقاء الليبيين نحو الخروج من الأزمة بشكل يضمن السلام والتآخي ولم الشمل والنظام الديمقراطي الذي لطالما كان الشعب الليبي الشقيق يصبو إليها، يتطلب أيضًا المزيد من الالتزام والاستعداد للاستجابة لرغبات الاطراف الليبية والدولة الليبية، التي نؤمن بها ولن ندخر جهدا في الإسهام في تعزيز توجهاتها وقراراتها السيادية".


وقال لعمامرة: "نحن على أتم الاستعداد لتجسيد أواصر الأخوة مع كل الدول العربية الشقيقة، ونتطلع إلى قمة عربية ناجحة في المستقبل القريب".


وأضاف: "القضية الفلسطينية المقدسة هي أساس تضامن الشعوب والدول العربية، والجزائر تتشبث كل التشبث بروح مبادرة السلام العربية، وتعتقد أنه على اختلاف موقف بعض الدول مما يجب العمل به لنصرة القضية الفلسطينية، هناك مجال أرحب لجمع الشمل بالتشبث بروح هذه المبادرة التي كانت فعلا إنجازا رائعا للتضامن العربي ولروح المسؤولية تجاه السلام". 


وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني هو صاحب المبادرة في السلام وصاحب الاهتمام بالسلام، مضيفا أن السلام أصبح مسؤولية المجتمع الدولي، ولابد من أن يتشبث الجميع بالمبادئ المشكلة لأرضية السلام العادل والشامل في المنطقة، وهو ما يتطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتحرير كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان".


ولفت إلى أن الجزائر تلعب دورا قياديا على الصعيد الإفريقي، معتبرا أن الكثير من الشعوب الإفريقية تتطلع للمزيد من الجزائر، وقال إن "الرئيس عبد المجيد تبون ملتزم بذلك، وستكون الجزائر الدولة المحورية التي ستتحرك كما فعلت في السابق، فيما يتعلق بتصدير السلام والاستقرار والأمن في ربوع القارة الإفريقية".


واختتم تصريحه قائلا: "الامتداد الإفريقي جزء من الهوية وجزء من المصير وجزء من مستقبل الجزائر، خاصة في ضوء الاندماج الاقتصادي الإفريقي، في ضوء الدبلوماسية الاقتصادية التي تجعل رجال الأعمال الجزائريين والقطاع العام والخاص أمام تحدي الانتشار في القارة الإفريقية، وبناء علاقات قوية تجمع بين التضامن والأخوة، والحرص على أمن الجزائر القريب والبعيد، وعلى المناطق التي توجد فيها المصالح الجزائرية".