رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مفرط الغلاء».. قصة لـ تولستوى عن موناكو وصالات القمار وغياب العدل

تولستوى.
تولستوى.

“مفرط الغلاء”.. هى واحدة من قصص تولستوى البسيطة العميقة التى استخدم فيها أسلوب السهل الممتنع، من حيث المتن والأسلوب.  


كما أن قصة مفرط الغلاء لتولستوى قصة سلسة ومشوقة تدفع القارئ دفعا كى يعرف نهايتها. وإلى أين ستصل مآلات الأمور . 


وتحكى قصة مفرط الغلاء لتولستوى عن مدينة موناكو الواقعة بين فرنسا وإيطاليا ويصفها تولستوى بأنها مدينة صغيرة الا ان لها ملكا وحاشية وحكومة ووزراء وجيش لا يتخطى الستون فردا . يعتمد ملك موناكو على جمع الضرائب وفتح صالات القمار . التى أظهر تولستوى اعتراضه عليها وعلى جمع الضرائب ولكن بطريقة غير مباشرة . 

وبينما تعيش موناكو فى هدوء حيث أن أهلها مسالمين لا يثيرون المشكلات فكل يعرف حقوقه وواجباته ،وإذا ما شذ أحد عن القاعدة يكون القضاء هو الحكم . وكل الامور التى يرجع فيها سكان موناكو إلى القضاء كانت بسيطة، إلا أن مصيبة حدثت فى موناكو لم تحدث من قبل ، حيث قام رجل بقتل رجل آخر . فأحيل الأمر إلى القضاء الذى حكم على القاتل بالإعدام.  وهنا برزت مشكلة كبرى مملكة موناكو ليس فيها مقصلة ولا جلاد . فأرسل الملك إلى حاكم فرنسا يطلب منه مقصلة وجلاد. فجاء الرد بعد اسبوع أن ثمن أجر المقصلة والجلاد خمسة عشر ألف فرنك . 

فاجتمع ملك موناكو وحاشيته وأقروا أن القاتل التافه لا يستحق هذا المبلغ . فأرسل ملك موناكو رسالة إلى ملك ايطاليا فأرسل إليه أن أجرة المقصلة والجلاد اثنى عشر ألف فرنك وهو أيضا مبلغ كبير يفوق قدرات موناكو . فطلب الملك من وزير دفاعه أن يقوم أحد جنوده بأداء المهمة دون مقصلة فأبى الجنود ورأوا أن هذا لا يتناسب ومهامهم العسكرية . فاجتمع الملك مع وزير عدله وطلب تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد . فنفذ قرار الملك وهنا برزت مشكلة أخرى .مملكة موناكو ليس فيها سجنا فهل يبنون له سجنا يكلف المملكة فوق طاقتها ؟ فأودعوه قسم الشرطة. وهنا برزت مشكلة أخرى وهى أن يوقفوا له حارسا . وطعاما من القصر . وبعد شهرين وجدوا أن هذا مكلفا . فامروا بتسريح الحارس حتى يهرب السجين، الا انه لم يهرب كان يذهب لياتى بطعامه من القصر ثم يرجع إلى محبسه ويحكم الغلق على نفسه . فأرسل إليه وزير العدل يطلب منه أن يهرب لكن السجين اشترط أن يجعلوا له راتبا فكان للسجين ما أراد . 
ربما أراد تولستوى من قصته أن يقول إن الدولة التى تعتمد على القمار والضرائب دون البحث عن موارد شريفه لن تستطيع أن تقيم العدل .