رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاغتصاب الزوجى!

ليس الموضوع، موضوع الاغتصاب الزوجي، بالجديد على الإطلاق، لكنه يتجدد مع كل واقعة تحدث وتنتشر كما حدث في الآونة الأخيرة مع الواقعة المؤسفة التي صارت شهيرة فيما بين الممثلة ندى عادل وزوجها المطرب تميم يونس.. حيث اتهمته باغتصابها، في أثناء زواجهما، ومن جهته نفى هو التهمة تمامًا، وقال إنه لن يتحدث إلا لو وصل الأمر للقضاء!
يعني الاغتصاب الزوجي أن يقوم أحد الزوجين بإجبار الآخر على الممارسة الجنسية المشروعة بينهما أصلًا في وقت لا يملك فيه هذا الآخر استعدادًا لها، أو يعني الأمر ممارسة ذلك بأوضاع ليست سليمة ولا مرغوبة (كالجماع الخلفي مثلًا لو كانت الزوجة تأباه وتنفر منه وتستحرمه بينما يريده الزوج منها ويلح عليه).. المعتاد أن يكون مثل هذا الاغتصاب واقعًا من الزوج على الزوجة؛ فبدنيًا هو الأقوى غالبًا، ومعروف أن الزوجات قلما يبادرن بطلب الجنس، لأسباب تتعلق بطبيعتهن الخجول وبأرواحهن الزكية التي تعي أن التدلل على الأزواج مما يعزز رغائبهم في الزوجات، وعلى هذا يؤثرن أن يكنّ رد الفعل لا الفعل نفسه..
يحفظ الرجال حديثا للنبي (ص) بهذا الشأن أكثر مما يحفظون غيره "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".. يحفظونه بلا فهم للأمانة، بل يستخدمه بعضهم في تهديد الزوجات من جهة الدين؛ أقصد يستغلون خوف الزوجات من العقاب الإلهي فيذكرونه مع رفضهن لتلبية رغباتهم الجسدية، مع أن في الحديث ما يحدد قصده بعيدًا عن المبالغة؛ فالدعوة للجماع بالأساس لا تكون لامرأة مريضة (جسديًا ولا نفسيًا) ولا تكون لامرأة مشغولة اليد أو مشوشة الذهن، ولا تكون لامرأة مهمومة ولا تكون لامرأة غاضبة أو عاتبة، ومن لم يفهم ذلك من الرجال ففي صحة تفكيره شك وفي نقاء نفسه شك.. يعزز ما أقول قول النبي (ص): خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، وقوله (ص): بمَ يضرب أحدكم امرأته ضرب الفحل، ثم لعله يعانقها، والمعنى واضح من لفظ الحديث، ألا وهو استنكار إيذاء الزوجة التي هي موضع الوفاق، في آخر الأمر، لا موضع الفراق!
والقصد من الحديث الأول أن الامتناع، في حالة السلامة التامة وحدها، وعدم وجود مشكلات من أي نوع، يكون أمرًا بغيضًا، من عواقبه حدوث الأزمات وربما خراب البيوت لا قدر الله (ينطبق الأمر على امتناع الرجل حال دعوة المرأة له أيضًا بالبداهة، مع قلة مثلها كما كنت بينت سابقًا).
تناسب هذه الأقوال الطيبة، بشرحها القويم، أهل كل دين وتناسب الإنسانية كلها لو قبلتها.. وما يجب قوله، بهذا الصدد، إن العلاقة بين الرجل والمرأة، لا يصح أن تقوم إلا على قاعدة الحب بمعناه الشامل، وأن القانون بوسعه تنظيمها لو جمح أحد طرفيها.