رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نزاع السلطة والبقاء.. قصة إقليم تجراي الذي فتح النيران على أبي أحمد

إقليم تجراي
إقليم تجراي

تحولت أثيوبيا لحديث العالم بسبب الصراع المتزايد فيها رغم التعتيم الإعلامي الكبير حوله من رئيس الوزراء أبي أحمد إلا أن الأمم المتحدة إن أكثر من خمسة ملايين شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات في المنطقة، بينما هناك نحو 350 ألف شخص على الأقل على حافة المجاعة وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية، واتهمتهم  بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وتنفيذ عمليات قتل جماعي.

«الدستور» عرضت القصة الكاملة لإقليم تيجراي الأثيوبي والصراعات المحتدمه بينه وبين قوات أبي أحمد.

أين يقع الإقليم

تيجراي هي موطن سبعة ملايين شخص من أصل 122 مليون نسمة عدد سكان إثيوبيا، وأبناء تيجراي هم ثالث أكبر مجموعة عرقية في البلاد بعد الأورومو والأمهرة، وأظهر آخر إحصاء أجرته السلطات الإثيوبية عام 2020، إن إقليم تيغراي يسكنه أكثر من 7 ملايين نسمة، من أصل 117 مليون نسمة في إثيوبيا كلها.

وأشار الإحصاء أن حوالي 80% من شكان إقليم تيجراي من المزارعين، الذين يساهمون بنحو 46% من الناتج المحلي الإقليمي للدولة الإثيوبية.

أغلب سكان تيجراي، حوالي 96% منهم من المسيحيين الأرثوذكس، ثم الإسلام بنسبة 4% والمسيحيين الكاثوليك بنسبة 0.4%، والمسيحيين البروتستانت بنسبة 0.1%.

مجاعات تيجراي

تيجراي كان بؤرة  المجاعات التي تعرضت لها أثيوبيا بين 1983 و 1985، وراح ضحيتها أكثر من مليون شخص وأكثر من مليوني نازح داخلياً، وبدأت المجاعة بسبب الحروب الأهلية التي أعقبت الانقلاب العسكري الأثيوبي والذي شارك فيه قادة الأقليم عام 1974.
 
وتنقسم أثيوبيا إلى 10 ولايات إقليمية على أسس عرقية تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير ولكن مع مؤسسات مركزية، ومنها تيجراي التي كانت لها قوة مؤثرة في السيلسة الأثيوبية من خلال جبهة تحرير شعب تيجراي والتي كانت جزءًا من التحالف الذي أطاح بالحجومة عام 1991، إلا أن الوضع انقلب رأسًا على عقب بعد تولي أبي أحمد رئاسة وزراء أثيوبيا، فتحول التحالف إلى  عداء بين إقليم تيجراي وحجومة أبي أحمد.

اندلاع القتال في الإقليم

عام 2019 كان بداية الخلاف بين أبي أحمد والسلطة في تجراي، عندما شكل رئيس الوزراءآبي أحمد، ائتلافاً جديداً رفضت جبهة تحرير شعب تيجراي أن تكون جزءا منه، وظلت  السلطة في تجراي حتى سبتمبر من العام الماضي وتحدت حكومة آبي أحمد بإجراء انتخابات على الرغم من تأجيل الانتخابات على الصعيد الوطني بسبب جائحة فيروس كورونا.
وفي نوفمبر 2020 اندلع أول قتال فشنت قوات الجبهة هجوماً على قاعدة محلية للجيش الإثيوبي وشنت حكومة أبي أحمد هجوماً عسكرياً كبيراً على الإقليم.

و جبهة تحرير تيجراي التي تم تأسيسها في فبراير 1975، وكانت حزبا سياسيا يتخذ ميكيلي عاصمة تيجراي مقرا لها، وكانت جبهة تحرير تيجراي الحزب الحاكم لإثيوبيا منذ عام 1989 حتى عام 2018، ولكن مع صعود أبي أحمد، بدأ الصراع علنيا بين جبهة تحرير تيجراي والحزب الحاكم الجديد، والتي اشتعلت بقوة في  يناير 2021، عندما أنهى المجلس الوطني للانتخابات تسجيل الحزب رسميا.

كيف يرى العالم الصراع الأثيوبي ؟

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية على ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف فوري وغير محدد لإطلاق النار في منطقة تيجراي الشمالية.

لا يدرك العالم حقيقة الأوضاع في إقليم تجراي بسبب التعتيم الإعلامي الذي فرضه أبي أحمد على الأحداث،  لكن يُقدر أن القتال تسبب في قتل الآلاف ونزوح أكثر من مليوني شخص، وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5 ملايين شخص في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدات في المنطقة، بينما هناك نحو 350 ألف شخص على الأقل على حافة المجاعة وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية، واتهمتهم  بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وتنفيذ عمليات قتل جماعي.