رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«النار في قلبي».. حكاية بهلوان في سيرك تقدم أنور وجدي لخطبته

أنور وجدي
أنور وجدي

تعرض الفنان المصري الراحل أنور وجدي في بداياته لموقف محرج جدا، ظل عالقاً في ذاكرته، حتى أنه كتب عنه مقالاً تحت عنوان " النار في قلبي".

قال "وجدي" إنه كان مع عدد من أصدقائه يسهر فى حفلة راقصة، ووقعت عيناه على فتاة جميلة وجدها تنظر إليه فأعجب بها، ونهض ليدعوها للرقص معه، فاستجابت الفتاة، ورقص معها وتعلق بها وازداد إعجابه بها، وبعد انتهاء الرقصة عاد إلى أصدقائه ليحكى لهم عن جمال الفتاة وورقتها فى الحديث معه، ثم طلبها لرقصة أخرى فاستجابت، وتواعدا أن يلتقيا فى هذا المكان باليوم التالى.

وتكرر ما حدث من رقص وإعجاب فى الليلة الثانية حتى نصحه أصدقائه أن يتقدم للفتاة ويعرض عليها الزواج، وبالفعل اثناء الرقص تحدث أنور وجدى مع الفتاة فى موضوع الزوج، ولكن وجهه تغير وعاد حزيناً مصدوماً إلى مائدة اصدقائه، فظلوا يسألونه عما حدث.

أصدقاء أنور وجدي سألوه إن كانت الفتاة رفضت عرضه بالزواج ، فأجاب بالنفى، فسألوه هل اكتشفت أنها متزوجة، فأجاب بالنفي أيضا، فقال له ثالث :"متتكسفش هى رفضت علشان حالتك المادية مش ولا بد"، فأجاب بالنفى أيضا، وطلب منهم مغادرة المكان.

وبمجرد أن خرجوا قال لهم :"انتوا عارفين سيرك عمار؟ "، فأجابوا: "أيوة اتفرجنا عليه أكتر من مرة "، فقال لهم انور وجدى :" فى هناك بنات حلوين خالص، مظبوط"، فأجاب أصدقائه:"مظبوط جداً"، وأضاف: "وكمان فى شباب فى منتهى الرشاقة والجمال؟"، فأجاب اصدقائه: "ده صحيح".

وكانت الصدمة حين أخبرهم أنور بأن حبيبته التى رقص معها وعرض عليها الزواج كانت أحد هؤلاء الشباب الذين يعملون بهلوانات فى سيرك عمار.

 

يذكر أن أنور وجدي أصيب بمرض وراثي في الكلى مات بسببه والده وشقيقاته الثلاث، وهو مرض الكلية متعددة الكيسات. كان في بداية الخمسينيات من عمره عندما بدأ يشعر بأعراض المرض لكنه كان يتناساها لكن مع تعرضه لأزمة صحية نصحه الأطباء بضرورة السفر إلى فرنسا وعرض نفسه على الأطباء ولكن المرض لم يكن له علاج في ذلك الوقت.

كان أنور قد حقق في مسيرته السينمائية ثروة ضخمة لكن من سخرية القدر أنه كان ممنوعاً بأوامر الأطباء عن تناول العديد من الأطعمة وكان يصاب بالحزن بسبب هذا المنع فعندما كان فقيراً لا يجد ما يأكله كان يمكنه أن يأكل أي شيء وعندما أصبح يملك المال لم يعد في إمكانه أن يأكل ما يشتهيه، لم تمض فترة طويلة على عودته للقاهرة فسرعان بعد أشهر قليلة أن عاودته آلام المرض وأصيب بأزمة صحية شديدة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وساءت صحته للغاية فنصحه الأطباء بالسفر إلى السويد حيث هناك طبيب اخترع جهازاً جديداً لغسيل الكلى وكان الأول من نوعه وبالفعل سافر أنور إلى هناك، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي لم تفلح في إنقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء أن لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، وفقد بصره في أواخر أيامه وكذلك عانى من فقدان الذاكرة المؤقت.