رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كان يبحث عن وظيفة».. كيف أنقذت السينما الملك فاروق من الإفلاس؟

الملك فاروق
الملك فاروق

ظهر الملك فاروق قبل ثورة يوليو على شاشة السينما، بصفته ملك مصر، وكان يحاط بمظاهر حب شديدة من الفنانين وقتها، فقد أهدى بعضهم أفلامهم إليه، مثلما حدث في فيلم "ليلى بنت الفقراء"، ،"قلبي دليلي" وأيضًا في أغنيات بعض الأفلام، مثلما غنت ليلى مراد لراعي الفنون في فيلم "الماضي المجهول"، أغنية الفن، والمشهور أن محمد عبد الوهاب هو الذي غناها، حسبما جاء في كتاب "الفيلم السياسي في مصر" للكاتب محمود قاسم.

 

وفي أفلام عديدة تم إنتاجها وقتها، كانت صورة الملك فاروق تبدو واضحة في الأماكن العامة، وفي المحاكم، مثلما حدث في فيلم "غزل البنات".

 

لكن هذه المرة، يصل عرض للتمثيل للملك فاروق.

 

بعدما تنازل الملك فاروق عن حكم العرش عام 1952، نشرت الجريدة الأمريكية "بوست تريبون" أن الملك تلقى عرضًا سينمائيًا، أثناء وجوده في إيطاليا إثر تعرضه لضائقة مالية، وهو ما دفعه للتفكير في البحث عن وظيفة، وهو ما شجع إحدى شركات السينما في بريطانيا لعرض المشاركة في أحد أفلامها السينمائية.

 

وكان العرض السينمائي المقدم للملك فاروق وقتها من جانب الشركة مقابل ثمانية عشر ألف دولارًا أمريكيًا.

 

لكن الجريدة لم توضح عما إذا كان الملك فاروق قبل العرض للمشاركة في الفيلم السينمائي أم رفض العرض.

حلاق الملك فاروق 

بعد إزاحة الضباط الأحرار بالملك فاروق عن طريق ثورة 23 يوليو 1952، سافر برفقة أسرته وجميع أفراد حاشيته إلى إيطاليا، وأقاموا في فيلا "دسمت" بضاحية جراتا فيراتا بالعاصمة الإيطالية روما.

 

وكان من ضمن حاشية الملك الذين رافقوه إلى روما، الحلاق الخاص الذي يدعى بترو ديلافالي، وسبق له أن مُنح الجنسية المصرية من قبل الملك فاروق عام 1951، لكن بعد السفر عن البلاد إلى مسقط رأسه إيطاليا، طلب من الملك فاروق التنازل عن الجنسية ليعود إلى جنسيته الأصلية.

 

تقدم بترو ديلافالي بطلب إلى السكرتير الخاص بالملك فاروق، أمين فهيم، وتوجه إلى القنصلية المصرية للتنازل عن الجنسية المصرية.

 

وكتب "ديلافالي" في خطاب رسمي، يقول فيه: "السيد المحترم قنصل مصر بالنيابة في روما.. أتشرف بإحاطتكم علمًا بأنني كنت إيطالي الجنسية حتى صدر في 20 فبراير 1950 مرسوم ملكي بمنحي الجنسية المصرية، وكان ذلك بسبب ظروف إقامتي وعملي في مصر".

 

وقد نشر هذا المرسوم بالعدد رقم 23 في الجريدة الرسمية بتاريخ 23 فبراير سنة 1950، وصدرت بذلك شهادة من إدارة الجوازات والجنسية بتاريخ 4 ابريل 1950 ملف رقم 2391283 بمنحي الجنسية المصرية.

 

ولما كنت قد تركت مصر نهائيًا في يوليو سنة 1952، وأقيم في إيطاليا حيث رتبت معيشتي بصفة أبدية، لذلك رأيت من مصلحتي ومصلحة عائلتي أن أتقدم بطلب استعادة جنسيتي الإيطالية متنازلًا بذلك عن جنسيتي المصرية، وأنني على استعداد لدفع الرسوم التي يقتضيها ذلك التنازل، كما أرجو بعد تحقيق رغبتي أن تعمل السلطات المصرية المختصة على تسهيل سفر أسرتي ومغادرتها مصر لحق بي في إيطاليا حيث أن الجنسية المصرية تسقط عنهم أيضا بتنازلي عنها نهائيًا.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام".