رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سلخانة برقاش».. «الدستور» تكشف حقيقة تعذيب الجمال بأكبر أسواق مصر

جمال برقاش
جمال برقاش

في الأيام القليلة الماضية، انتشرت صور قاسية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لجمال سوق برقاش، وهي تنزف دمًا إثر تعرضها للتعذيب الواضح من قبل أصحابها، ولم تكن تلك الواقعة هي الأولى من نوعها بل تكرر الأمر كثيرًا على مدار السنوات السابقة.

استخدم أصحاب الجمال الكرابيج الجلد لتسديد الضربات الطاعنة، بهدف إجبار الجمال على الطاعة، دون أي رحمة لأرواحهم التي تتألم في صمت تام، داخل أحد أكبر أسواق الجمال في محافظة الجيزة، والذي أطلق عليه مؤخرا "سلخانة برقاش".

تعذيب الجمال

تواصلنا في السطور التالية مع بعض تجار الجمال في سوق برقاش، منهم من امتنع عن الحديث تمامًا، أو الإدلاء بأي تفاصيل حول عمليات التعذيب الممنهجة التي تمارس على الجمال داخل السوق.

ورغم ذلك تحدث أحدهم معنا، والذي لم ينكر وجود عمليات تعذيب للجمال داخل السوق، فقد أوضح تامر الناجي، أن الصور المتداولة عن تعذيب بعض الجمال من قبل رواد التواصل الاجتماعي لم يتم التقاطها في يوم واحد فقط، لكنها تعبر عن حالات فردية تحدث بنسبة 1%، وتم ضرب الجمال بسبب حالة الهياج التي تحدث للجمال الجديدة التي تتوافد على السوق لأول مرة.

وأضاف: "حينها تشعر الجمال بالغربة والخوف من الأشخاص الذين حولهم، فتحدث حالة الهياج الناتج عنها قرص وعض الراعي المسؤول عنهم، وإذا كان سن الجمل كبير فقد تؤدي عضته إلى الموت على الفور".

تعذيب الجمال

"الجمال لما بيحصلها الحالة دي بتأذي اللي حواليها بأنها تعضه من الناب الكبير بتاعها"، أشار "الناجي" إلى هذه الحالة التي يجب التعامل السريع فيها بالسيطرة على أكثر الجمال إيذائًا حتى يهدأ ويعود إلى حالته الطبيعية.

واستكمل حديثه قائلًا: "بالإضافة إلى تهدئة باقي الجمال قبل حدوث مشكلة داخل السوق يصعب السيطرة عليها، وأحيانًا ما تحدث حالات من العراك بين الجمال قد يؤذوا بعضهم البعض حينها فيقرر الراعي التدخل سريعًا بالعصا الخشبية لتهدئة الموقف".

استطعنا التواصل أيضًا مع "عنتر"، تاجر آخر في السوق والذي قال "إحنا بنعامل الجمل بحنية لأن ده مصدر رزقنا، مع العلم أن فيه بعض التجار مشغلين عيال متوحشة بتضرب الجمال بعنف لما يبقى عندهم حالة هياج".

تعذيب الجمال

وأوضح أنه يعمل داخل السوق منذ أكثر من عشر سنوات، وقليلًا ما تحدث تلك الطرق العنيفة في ترويض الجمال، وتحدث أيضًا في حالات فردية تكون بسبب مشكلة معينة سواء سوء معاملة من قبل العمال أو حالة الهياج التي تحدث موسميًا للجمال.

وأكد "عنتر" أن الأشخاص الذين عذبوا الجمال كانوا في حالة استياء بسبب انقضاض إحدى الجمال عليهم أثناء حالة الهياج؛ مما جعل شاب منهم يحمل العصا، ويتعدى عليه بالضرب المبرح حتى يهدأ تمامًا.

ويعبر "عنتر" عن رفضه تلك الطريقة قائلًا: "كل ما ذُكر على المواقع الإخبارية والتليفزيون من أخبار تصف سوق برقاش بأنه سوق للتعذيب ما هو إلا خطأ، لأن هذا السوق يُعرف عنه أنه من أكبر أسواق الجمال في مصر، ونادرًا ما تحدث مشاكل داخله".

وحدد قانون العقوبات في المادة رقم 355، عقوبة هذا النوع من الجرائم لتكون بالحبس مدة لا تزيد على سنة مع الشغل، وغرامة مالية لا تزيد عن 200 جنيه، على كل من قتل عمدًا حيوانًا من دواب الجر أو الحمل أو الركوب أو أى نوع من أنواع المواشى، كما نصت المادة 357 من القانون ذاته، على عقوبة لا تزيد على الحبس 6 أشهر مع الشغل وغرامة لا تزيد عليه على 200 جنيه لكل من قتل عمدًا أو سم الحيوانات المستأنسة.