رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد 100 يوم «إيفر جيفين» تغادر قناة السويس.. هل كانت محنة أم منحة؟

إيفر جيفين
إيفر جيفين

من المنتظر خلال ساعات أن يتم الإفراج عن سفينة الحاويات البنمية إيفر جيفين من قناة السويس بعد ١٠٠ يوم تقريبًا وذلك بحسب تصريح لكبير المرشدين بالقناة أمس، والتي يمكن القول إنها أرقت حركة التجارة في العالم أجمع لسبع أيام في مارس الماضي.

 

وسفينة الحاويات البنمية "EVER GIVEN" تتبع الخط الملاحى "EVER GREEN"، يبلغ طول السفينة 400 متر وعرضها 59 مترًا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن، والتي ترفع علم بنما كانت في رحلة من الصين إلى ميناء روتردام في هولندا، وكانت تمر باتجاه الشمال عبر القناة في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط، جنحت خلال عبورها قناة السويس الأمر الذي تسبب في وقف حركة السفن بالمجرى الملاحي وتشكل طابور طويل من السفن التي تعبر القناة بشكل يومي.

 

العاملون بهيئة قناة السويس ينجحون في إعادة تعويم السفينة
 

6 أيام استغرقها كافة العاملين بهيئة قناة السويس في إعادة تعويم السفينة مرة أخرى دون تكبيد القناة أي خسائر مادية أو السفينة كذلك وهو ما حدث بالفعل، وعلى لسان الشاب علي العوامي، صاحب أشهر صورة لتعويم السفينة حيث قال: "كلنا على قلب رجل واحد، كنا مجموعة تروس بتكمل بعضها"، لافتًا إلى أنه "منذ سماع خبر جنوح السفينة العمالقة، تم تكليفنا أن نعمل أسفل المركب الجانحة".

 

وأوضح عوامي، في تصريح سابق لـ"الدستور"، أنه بعد مرور أسبوع كامل نجحت هيئة قناة السويس في إعادة تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة بقناة السويس سالمة؛ في خطوة هامة نحو عودة الحركة لأحد أكثر ممرات التجارة أهمية في العالم، بجهود مصرية كان هدفها توسيع نطاق التكريك التجريف والحفر، بمنطقة مقدمة السفينة الجانحة؛ عبر إزالة جوانب القناة، للوصول بها إلى عمق 18 مترًا، لتسهيل عملية تعويمها".

 

التفتيش والمراجعة لمعرفة سبب جنوح السفينة

 

ومنذ يوم ٢٩ مارس وهو تاريخ إعادة تعويم السفينة البنمية ظلت في البحيرات المرة لإجراء الكشف عليها ومعرفة السبب خلف هذا الجنوح الذي تسبب في أزمة للتجارة العالمية بتوقف حركة السفن العابرة لقناة السويس.

 

وهو ما ذكره لواء بحري عصام الدين بدوي، أمين عام اتحاد الموانئ البحرية العربية، أن السفينة عقب إعادة تعويمها تتجه إلى البحيرات المرة ولا يمكنها أن تبحر إلا بعد قدوم هيئة الإشراف التابعة لها السفينة، لإجراء التفتيش عليها وتجديد شهادات الصلاحية للمكينات وبدن السفينة حتى يمكنها أن تبحر من جديد.

 

وأكد أن هذه الأزمة التي تعرضت لها قناة السويس لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على حركة الملاحة في قناة السويس وذلك يرجع إلى امتلاكها من الخبرات ما يمكنها من التعامل  مع مثل هذه الأزمات بشكل جيد ومنظم، وتفضيل سفن الحاويات لها  لأنها تمثل أقصر وأسرع وأكثر الطرق أمنا للنقل والعبور وبالتالي يحقق أصحاب هذه السفن الربح والتكلفة المنخفضة ما يحقق له المكسب.

 

تحقيق أعلى إيراد في تاريخ قناة السويس بعد انتهاء أزمة إيفر جيفين

 

وبالفعل رغم هذه الأزمة إلا أن القناة استطاعت تحقيق أعلى إيراد شهري على الإطلاق في تاريخها خلال شهر أبريل الماضي، حيث سجل إيراد الهيئة نحو 553.6 مليون دولار، وهو ما صرحت به  الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية.

 

وهو ما أوضحه الدكتور خالد الشافعي، في تصريح لـ"الدستور"، أن قدرة القناة على تحقيق هذا الإيراد الهائل لأول مرة بعد أزمة سفينة ايفرجيفين يرجع إلى اتجاه أنظار العالم أجمع إلى القناة وقدرة العاملين بها على حل مثل هذه الأزمة في وقت قياسي ودون مساعدات خارجية ما أعطى انطباع أن مصر لديها رؤية كاملة لحلول أي مشكلة متعلقة بحركة النقل البحري.

 

  وأشار إلى أن مؤهلات وقدرات قناة السويس جعل السفن تفضل العبور من خلالها دون اختيار طريق آخر خاصة وأن المسافة قصيرة وآمنة وبتكلفة أقل كذلك لذلك تمثل الاختيار الأمثل للوكلاء التجاريين، بدلًا من الممر الملاحي رأس الرجاء الصالح أو المحيط الهندي ثم المحيط الأطلنطي.