رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يستعرض التعريفات المختلفة للتراث

«المتاحف والتراث الثقافي» كتاب جديد لـ محمد جمال راشد

المتاحف والتراث الثقافي
المتاحف والتراث الثقافي

صدر حديثًا عن دار العربي للنشر والتوزيع كتاب "المتاحف التراث الثقافي"  للكاتب والأكاديمي دكتور محمد جمال راشد، ويأتي الكتاب في 304 صفحة من القطع الكبير.

 

 ويقول دكتور محمد جمال راشد عبر مقدمته  للكتاب: "يأتي هذا المؤلف ليُغطي ثغرًا من الثغرات التي لا تزال تعاني منها المكتبة العربية في علم المتاحف. وذلك بوضع لبنة جديدة في طريق الوصل بين المتحف والتراث الثقافي والتنمية المستدامة. وأهمية دور المتحف في تقديم التراث الثقافي اللامادي واستدامته. سواء أكان ذلك عبر تقديمها في سياق العروض المتحفية، والأنشطة التعليمية والثقافية الموازية؛ أو عبر مشاركة المجتمع المحلي والمجتمعات الأصلية في صون موروثاتها الثقافية واستدامتها عبر الترويج لأهميتها وقيمتها. وهو بذلك يسعي لبلورة أهمية الترابط بين المقتنيات المتحفية، والتي تدور حولها وظائف المتحف الرئيسية، ودوره تجاه المجتمع وتنميته، بالعمل علي استدامة التراث الثقافي المادي الممثل في المقتنيات المتحفية، وغير المادي المتمثل في عناصر ومظاهر التراث اللامادي المختلفة المتوارثة عبر الأجيال بمجالاته الخمس المختلفة.

 

ويشير محمد جمال راشد إلى أنه "في سياق إبرازه للعلاقة فيما بين المتحف والتراث الثقافي المادي واللامادي، يهدف هذا الكتاب لتقديم فهم مبسط للعلاقة فيما بين المتاحف والتراث الثقافي، ودوره التنمية المستدامة للتراث الثقافي والمجتمع. وقد حاول المؤلف تقديمه رؤية مبسطة للتراث، أنواعه، عناصره، ومظاهرة المختلفة، ثم الانتقال للحديث عن المجموعات المتحفية باعتبارها الممتلكات الثقافية المعول علي المتحف العناية بها وصونها بصفتها تراثًا مشتركًا للبشرية.

 

 وقد قسم العمل إلي تسع فصول متكاملة فيما بينها كالآتي: الفصل الأول، ويعنون بمفهوم التراث الثقافي وأنواعه:- وهو يستعرض التعريفات المختلفة للتراث، وأنواع التراث مع الاستشهاد بأمثلة إيضاحية مبسطة لأنواع التراث المختلفة. علي أن يأتي الاستشهاد بعناصر التراث ونماذجه المختلفة في سياق الفصول التالية. فيما يذهب الفصل الثاني، المجموعات المتحفية: التنوع والتصنيف:- لمحاولة رسم صورة لطبيعة المجموعات المتحفية باعتباره التمثيل الحي للتراث الثقافي والطبيعي من الممتلكات الثقافية داخل المتاحف. ويستعرض تصنيف المجموعات المتحفية لثلاث مجموعات رئيسية (طبيعية، ثقافية، أرشيفية)؛ مستشهدًا بأنواع المتاحف المعنية بكل نوعية من المجموعات المتحفية الثلاث. ويستكمل ذلك بالتطرق للمجموعات المتحفية المستهلكة أو غير الدائمة المتمثلة. 

 

وينتقل الفصل الثالث بالقاريء للتعرف علي المجالات المختلفة للتراث الثقافي اللامادي، وهي عناصر التراث التي تأتي مكملة للتراث الثقافي المادي المتمثل في المجموعات المتحفية، باعتبارها مقتنيات مادية. وعليه، فإن الفصل المُعنون بـ: مجالات التراث الثقافي اللامادي:- يقدم المجالات الخمس للتراث الثقافي اللامادي التي أقرتها منظمة اليونسكو، ملتزمًا بالتصنيف العام لليونسكو. وفي سياق الفصل، يقدم المؤلف لنص اتفاقية اليونسكو للتراث اللامادي لسنة (2003)، والتي نظمت التعامل مع التراث اللامادي، ومجالاته. كما يقدم للتشابك والتداخل والتكامل فيما بين هذه المجالات الخمس وبعضها البعض، فضلًا عن ارتباطها بالتراث المادي. وخلال الفصل، يقدم المؤلف أمثلة تطبيقية لبعض عناصر التراث اللامادي المُدرج تحت كل من المجالات الخمس.

 

ويأتي الفصل الرابع ليُمهد لإدارة التراث والتنمية المستدامة، وأهمية توافر إدارة وتنظيم لصون واستدامة التراث الثقافي بمشاركة المجتمع ولمصلحته تحقيقا للتنمية المستدامة. بينما يترك الباب مفتوحًا لدراسات ومؤلفات مستقبلية تغطي الحاجة الماسة للمكتبة العربية للمؤلفات المعنية بإدارة التراث الثقافي في المكتبة العربية. ويستكمل الفصل الخامس ذات الموضوع بالتقديم للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بصون وحماية التراث. وكذلك الاتفاقيات والمواثيق التي تنظم صون التراث الثقافي وإدراته دوليًا، إقليميًا، ومحليًا.

 

وبالحديث عن الاتفاقيات والقوانين المعنية بحماية وصون التراث الثقافي، فلا شك في أن المتاحف تعتبر شريك أساسي في هذا العمل باعتبارها مسئولة بشكل مباشر عن العناية وصون وتقديم الممتلكات الثقافية الممثلة في مجموعاتها المتحفية الثرية. ومن ثم فإن الفصل السادس يتطرق لأخلاقيات المهنية للمتاحف والعاملين بها في تداول المقتنيات المتحفية والتعامل معها. ليناقش بذلك ميثاق الأيكوم للآداب والأخلاقيات المهنية للمتاحف، والسياسات واللوائح المُكملة لهذا الميثاق.

 

بينما يكتمل العمل بالفصلين السابع والثامن، ويقدمان الصورة التي يقدم بها التراث الثقافي في المتاحف. فيتطرق الفصل السابع لأنماط عرض وتقديم التراث الثقافي المادي واللامادي في المتاحف؛ والتفاوت المتوقع في طرق تقديم التراث اللامادي فيما بين المتاحف المختلفة. بينما يستعرض الفصل الثامن أمثلة لبعض المتاحف المعنية بتقديم التراث الثقافي بنوعيه في الوطن العربي. وتختتم العمل بالفصل التاسع والذي يناقش الحرف التقليدية والمهارات المرتبطة بها، وأهمية مساهمة المتاحف في التنمية المستدامة لهذه الحرف والفنون منعًا لإندثارها.