رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالرحمن الخميسي ومقابر المنصورة.. مشقة تطارده في مثواه الأخيرة

إعلان المحافظة
إعلان المحافظة

بصوت يقطر مرارة٬ ولهجة عتاب وشكوي مريرة٬ قال الكاتب القاص الدكتور أحمد الخميسي: "رفدوه مرة من الجمهورية٬ ومرة من كذا ومرة من الحتة الفلانية٬ حتي بعد ما مات عاوزين يرفدوه من الآخرة!".

وأوضح "الخميسي" لـ"الدستور"، أن محافظة الدقهلية وضعت لافتة عند مدخل المدافن تطلب فيها من الجميع تقديم ما يثبت ملكية المكان. وضرورة تسليم الأوراق الثبوتية الخاصة بملكية مدفن الكاتب عبد الرحمن الخميسي٬ والمفترض أن هذه الأوراق الثبوتية الخاصة بمقابر الأسرة بحوزة الأجهزة المعنية في مدينة سندوب٬ حيث تقع مدافن العائلة.

وتابع "الخميسي": عندما توفي والدي عبد الرحمن الخميسي كنا خارج مصر٬ وبالتالي لا نعلم شيئا عن هذه الأوراق التي تطالبنا بها المحافظة٬ أذكر أن من تولي أمر دفن والدي عبد الرحمن الخميسي٬ "فايز عقل" وكان أمين عام فرع حزب التجمع في المنصورة٬ ولأن خالد محيي الدين هو الذي تدخل وطلب المكان فقام فايز عقل بمتابعة الموضوع مع المحافظة وتسلم الأوراق الرسمية نيابة عن الأسرة ثم توفي. ولم نسأل نحن عن الورق على أساس أنه مدفن ومكتوب عليه اسم الوالد ولافتة من المرمر على المكان عليها العبارة الشهيرة لوالدي: "عشت أدافع عن قيثارتي فلم أعزف ألحاني"، ومازالت اللافتة بالعبارة معلقة هناك
بحزب التجمع٬ وعندما عدنا من الخارج لم نسأل عن هذه الأوراق٬ واكتفينا بأن الوالد قد دفن وانتهى الأمر.

وأكد "الخميسي": كان الشاعر الكاتب عبد الرحمن الخميسي توفي في أبريل ١٩٨٧ خارج مصر٬ وطلب قبل وفاته أن يدفن في المنصورة التي نشأ وترعرع فيها وبفضل تدخل٬ خالد محيي الدين خصص محافظ الدقهلية حينذاك اللواء سعد الشربيني مدفنا له في المنصورة. الآن تعلق المحافظة إعلانا بنيتها إعادة تسكين الموتى وضرورة تقديم ما يثبت تبعية المكان لعائلة المتوفي. هذه الأوراق كانت بحوزة صديق هو فايز عقل وتوفاه الله لكن المؤكد أن لدي المحافظة أصل هذه الأوراق. لقد عاش الخميسي مكتشف سعاد حسني ويوسف إدريس حياة شاقة ويبدو أن تلك المشقة مازالت تطارده حتى في مثواه الأخير. هل يتدخل محافظ المنصورة لوقف هذه المهزلة؟.

يشار إلي أن "عبد الرحمن الخميسي" مثقف موسوعي٬ فقد كتب في الشعر والمسرح٬ والقصة٬ قال عنه يوسف إدريس إنه "أول من حطم طبقية القصة. عاش قويا عملاقا مقاتلا إلى ألف عام".

عبد الرحمن الخميسي صانع النجوم ومكتشفها٬ حيث قدم سعاد حسني وغيرها من قامات الفن والثقافة المصرية٬ اعتبره الناقد الكبير دكتور لويس عوض: "آخر الرومانسيين الكبار".

أصدر الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي عام 1953 مجموعته القصصية "قمصان الدم"، والتي جاءت بعد عدد من الإصدارات أبرزها: ألف ليلة وليلة بجزئيه، والأعماق، ويوميات مجنون، والمكافحون، وصيحات الشعب.

وفي الشعر أصدر عبد الرحمن الخميسي دواوين: أشواق إنسان٬ دموع ونيران٬ إني أرفض٬ مصر الحب والثورة٬ وغيرها. وفي الأوبريتات قدم عبد الرححمن الخميسي أول ترجمة عربية لأوبريت "الأرملة الطروب" عام ١٩٦١ كما ألف أوبريت آخر بعنوان "عيد الحبايب". وفي المسرح قدم عبد الرحمن الخميسي العديد من المسرحيات المؤلفة بجانب المسرحيات التي ترجمها٬ ومن أبرز مسرحياته: الحبة قبة٬ القسط الأخير وحياة حياة. 

عبدالرحمن الخميسي ومقابر المنصورة
عبدالرحمن الخميسي ومقابر المنصورة
عبدالرحمن الخميسي ومقابر المنصورة
عبدالرحمن الخميسي ومقابر المنصورة