رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضمير ومكوناته

.....بقلم : . 
ني
نستمع ونردد أحيانا تعبير ( أن فلان لايوجد لديه ضمير) وبالطبع فى المقابل هناك من يكون لديه هذا الضمير.
فهل الضمير يولد مع الإنسان عند ولادته كأحد المكونات الجسدية؟ بالطبع فالضمير ليس شيئا ماديا ملموسا يولد مع الإنسان عند ولادته . ولكن الضمير هو قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل   خطأ ام صوابا .أو التمييز بين ماهو حق وماهو باطل وهو الذى يؤدى إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التى فعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية ٠ والى الشعور بالاستقامة  أو النزاهة عندما تتصف الأفعال مع القيم الأخلاقية . هنا قد يختلف الأمر نتيجة لاختلاف
البيئة أو النشأة أو مفهوم الاخلاق لدى الإنسان. وهذا يعنى فى المقام الأول أن الضمير لايوجد مع الإنسان منذ ولادته ولكن الضمير تتكون صفاته وتتراكم قيمه وتتأصل مبادؤه وتتجذر اخلاقياته من خلال التراكم على طول مسار الحياة . هنا يصبح الضمير نتاج لعوامل متعددة على رأسها المنزل والأسرة تلك البداية التى تؤسس قيم الشخص وتحدد أخلاقياته سلبا أو إيجابا . ثم الحى الذى يعيش فيه الطفل والشاب حيث يكتسب صفات وقيم وأخلاقيات منها السلبى ومنها الايجابى أعمالا بمقولة ( المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق الجيدة) . هنا وفى هذه السن الهامة ياتى الدين والفكر والممارسات الدينية على رأس المكونات الأساسية للضمير حيث أن المجتمعات المتدينة خاصة عندما يكون ( التدين شكلى)  يكون الفكر الدينى فى المؤسسات الدينية وتربية الأسرة الدينية هما المؤثر الاقوى لتربية الضمير فيما يسمى بالضمير الدينى اى التى تسير وتصبغ عموم الضمير ومكوناته بالسمة الدينية حتى يتم خلط الضمير وجودا وعندما بوجود الدين لدى الفرد  إحساسا واعتقاد أن مصدر الضمير هو الدين فقط. وهذه فى العموم هى مصادر ومكونات الضمير الفردى على المستوى الذاتى . ثم تاتى المدرسة وهى من المكونات الهامة والمهمة التى يساهم فى تشكيل وتكوين الضمير الجمعى ليس بكم المعلومات الدراسية ولكن من خلال المعايشة الحقيقية مع الزملاء ومع المعلمين ناهيك عن القيم والانتماء للوطن. هنا ياتى الفن بكل وسائله مع الإعلام وهما يشكلان أحد ام مكونات الضمير نتيجة لتأثير الفرد تأثيرا مباشرا بالعمل الفنى ومايحتويه من قيم أو من إسفاف . كما أن الإعلام بدوره يساهم فى تشكيل هذا الضمير الجمعى . كل هذا يعنى أنه على مستوى الضمير الفردى أو الجماعى هناك مقومات وتربية وثقافة وسلوكيات وقيم تتراكم داخل الذات لتشكل الضمير.  اى أن مايرفضه ضمير شخص يقبله ضمير شخصا آخر . وما يكون مرفوضا اجتماعيا فى مجتمع ما يكون مقبولا فى مجتمع آخر . نخلص من هذا أن الضمير شعور ووجدان يتكون ويتشكل ويتراكم حسب نوعية النشأة والتربية والعلاقات والخطابات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية ...الخ. فهل نحن نعيش الآن فى ظروف تشكل ضميرا حقيقيا يتمسك بالقيم ويتصف بالاخلاق ويحافظ على المبادئ ؟ لاشك فإن النظرة المادية والذاتية والشخصية التى تعمل لمصلحتها الذاتية متناسية ومسقطة المصلحة العامة والمصلحة الوطنية هى المسيطرة الان هى زمن سيطرة راس المال على كل المقدرات . فلن تصحو الضمائر بغير تصحيح الفكر الدينى . وبغير عودة التعليم إلى تلك الرواية التى تشكل وتكون الضمير الجمعى الذى يتصف بالصفات المصرية التاريخية التى حافظ على الوطن وسلامته . فالضمير ليس كلمة تقال أو تعبير يتم الافتخار به دون تفعيل حقيقى يلتزم بالقيم المجتمعية والأخلاقية والدينية . ضمير يتوائم ويتوافق مع الجانب الذاتى وفى نفس الوقت لايسقط الضمير الجمعى الذى هو العادى والمكون للجماعة الوطنية المصرية . حفظ الله مصر وشعبها العظيم.