رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المبدع الصغير».. كيف اهتمت الدولة بمواهب الأطفال في دور الرعاية؟

دور الرعاية
دور الرعاية

لم توفر الدولة مجرد دور يعيش بها الأطفال ليسكنوا ويتعايشوا، بل سعت لتدبير كافة احتياجاتهم من تربية نفسية واجتماعية وتعليم وأيضًا تنمية مهاراتهم ومواهبهم التي حباهم الله إياها، وكرمت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم أحد أطفال دورالرعاية بعد فوزه بجائزة المبدع الصغير، وهى جائزة مهمة ورائدة وتعبر عن اهتمام الدولة بالثقافة.

واهتمت وزارة التضامن بتنمية مهارات الأطفال في دور الرعاية، فوفرت لهم كل احتياجاتهم، وأبرمت اتفاقيات مع وزارات أخرى ومنظمات خاصة لعرض منتجات الاطفال في مجال الفنون المختلفة، الدستور عرضت القصة الكاملة لاهتمام وزارة التضامن بتنمية مهارات ومواهب الأطفال في دور الرعاية.

تغريد، 27 عامًا، نشأت، في إحدى دور الرعاية بمدينة الإسماعيلية، تفوقت في فن الرسم، ولاقت اهتمام كبير من الدار ومن وزيرة التضامن السابقة غادة والتي اشترت إحدى لوحتها في زيارة لها للدار، وقالت « تلقيت تعليمي فى المدارس الحكومية، وكانت موهبتي فى الرسم وكتابة القصص القصيرة واضحة منذ الطفولة، والتحقت  بمعهد المنشآت البحرية، ولكن لم أهمل موهبتي فى الرسم، فكنت أرسم اللوحات المختلفة بدعم كبير من الدار والمسئولين عنها، موضحة «كانت زيارة الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى للدار عام 2017 بمثابة نقطة تحول فى حياتي، فقد أبدت اعجابها ببعض لوحاتي، وطلبت منها تسهيلات لألتحق  بالدراسات الحرة فى كلية الفنون الجميلة، ووافقت الوزيرة، وأنهيت المنحة بتفوق.

وتابعت أقم معرضًا للوحاتي وحضرته وزيرة التضامن، وأعجبت باللوحات واشترت منها ثلاث لوحات، مشيرة «أدعم جميع أخوتي فى الدار وأعلمهن الرسم والعديد من الانشطة الفنية».

لا يوجد إحصاء رسمي دقيق فى مصر عن الأيتام وتحديدًا الفتيات، إلا أن التقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح ما بين 3٪ : 5٪ من عدد السكان، أي نحو 4 ملايين يتيم، يعيش عدد منهم فى دور الرعاية التي تصل إلى 30 ألف دار، وسنويًا تلتقط دور الأيتام 43 ألف يتيم من الشوارع وأشخاص مجهولين، تحكمهم لائحة وزارية وضعتها وزارة التضامن تضمن 41 بندًا، تنص إحداهم على ضرورة إدماجهم مرة أخرى في المجتمع من خلال العمل والزواج.

و يصل عدد الأطفال بها لنحو 428 ألف يتيم، إضافة إلى 520 مؤسسة رعاية أيتام وكريمى النسب بها 10 ملايين يتيم. ووضعت الدولة خطة تنمية للطفل بداية من التحاقه بالدار مروراً بتخرجه وما بعد تخرجه، كما تم العمل على إعداد نماذج ناجحة قادرة على التقدم والإصرار، ودعمهم لتحقيق أهدافهم، وتنفيذ العديد من المبادرات مثل «لعيبة بلدنا»، وكورال «أطفال مصر»، إلى جانب إدراج جميع الشباب خريجى دور الأيتام فى التأمين الصحى الشامل وبطاقة تأمين بعد تخرجهم وانفصالهم واستقلالهم عن الدور.

وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي، أنها تعمل على اكتشاف مواهب دور الرعاية واستخراج شخصيات فنية هامة منهم، وذلك من خلال كورال أطفال مصر، حيث يقوم المايسترو سليم سحاب باختيار هذه المواهب بصفته المسئول عن الفريق، وأضافت، أن فريق كورال أطفال مصر، تم إطلاقه ٢٠١٥ بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وأصبح يضم ٢٥٦ ابنا وابنة من أبناء ٣٦ دار رعاية اجتماعية.

وأوضحت الوزارة، أن الفريق تم إنشاؤه بهدف تبني الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية ولديهم مواهب فنية ورعايتهم رعاية اجتماعية وثقافية لتغيير النظرة النمطية من المجتمع تجاه هؤلاء الأبناء، مع المساهمة في تطوير مهارات التفكير الإيجابي والإبداع وخلق نماذج إيجابية من الأطفال، وأشارت إلى أن ذلك يأتي في إطار اهتمام وزارة التضامن بأبناء مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتنمية مواهبهم الفنية والغنائية، وتحقيق مبدأ الدمج المجتمعي للأبناء من خلال الأنشطة والمواهب المختلفة.