رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شقيق أمل دنقل يروي ذكريات خاصة

الشاعر أمل دنقل
الشاعر أمل دنقل

في كتابه الصادر حديثًا مع دار روافد تحت عنوان "ضل الحيطان المايلة" كتب أنس دنقل فصلًا عن أخيه الشاعر الكبير أمل دنقل تحت عنوان “ذكريات مع أمل”. 

يقول أنس دنقل: "ذكريات: فبراير 1972.. في ذلك الوقت صدرت كل الصحف المصرية، أبرزها الأهرام والأخبار والجمهورية، مانشيت بالخط الأحمر العريض على صدرها، يخبرنا: لجنة النظام بالاتحاد الاشتراكي تصدر قرارا بمنع 64 كاتبا وأديبا من النشر والعمل بالصحافة والإعلام، وإحالة من يعملون منهم بالصحافة إلى أعمال غير صحفية، لأنهم عملاء ممولين من الخارج، أصحاب أفكار هدامة، إلى آخر تلك التهم المعلبة الجاهزة، توقيع أعضاء لجنة النظام، أتذكر من بينهم الدكتور كمال أبو المجد، واحد اسمه الدكروري؛ أما الخونة العملاء المستبعدين، أتذكر منهم، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ... يوسف إدريس، المخرج رأفت الميهي، فيليب جلاب، لويس عوض، صلاح حافظ، صلاح عيسى، بينهم اسم أخي أمل دنقل؛ لتنهال عليهم بالمدفعية الثقيلة، قدحا، أقلام كتاب السلطة، أبرزهم، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، الشاعر صالح جودت، من مدح بشعره الملك فاروق وعبد الناصر والسادات، شاعر كل العصور.

يكمل دنقل: "إلا أن ما أغاظني، صحفي بجريدة الجمهورية، كان يكتب روايات شبه جنسية للسينما، قصة حياة النجمة اليهودية كاميليا مثالا، ينشرها مسلسلة بالجريدة، ربما اسمه إبراهيم الورداني، كتب في يومياته الأسبوعية، إذا مررت برصيف مقهى ريش بشارع سليمان باشا، ستجد شابا صعيديا متطاير الشعر، اسمه أمل دنقل، إذا رأيته، فابصق! كنت وقتها طالبا انطوائيا بجامعة أسيوط، لدي قلة من الأصدقاء؛ لأفاجأ تاني يوم، لدي ألف صديق لم أعرفهم من قبل، وأشعار أخي تزين مجلات الحائط؛ حفظت ذاكرة الأمة أسماء من سجلتهم صحف الحكومة كخونة وعملاء، وذهبت إلى مزبلة التاريخ أسماء كتاب السلطة ومنتفعيها وقواديها، جلادي وسماسرة السلطة إلى زوال مهما وضعوا في غرف الإنعاش وحجرات عازلة مكيفة الهواء مضادة للرصاص، ومفكري الشعب وأنصاره باقين في ضمير الوطن، خالدين، حتى لو ضمتهم زنازين وأقبية أقسام الشرطة والسجون، للأفكار أجنحة، كما يقولون. 

بيان:

أيها السادة: لم يبق اختيار

سقط المهر من الإعياء

وانحلت سيور العربة

ضاقت الدائرة السوداء حول الرقبة

صدرنا يلمسه السيف

وفي الظهر الجدار!

،،،، 

أيها السادة: لم يبق انتظار

قد منعنا جزية الصمت لمملوك وعبد

وقطعنا شعرة الوالي "ابن هند"

ليس ما نخسره الآن... 

سوى الرحلة من مقهى إلى مقهى

ومن عار، لعار!

أمل دنقل.