رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميرفت عزت: تم سحب التصاريح من المتشددات والداعمات للتطرف

ميرفت عزت ومحررة
ميرفت عزت ومحررة الدستور

قالت الواعظة ميرفت عزت، الحاصلة على بكالوريوس الهندسة، إن دورات الأوقاف غيرت من طبيعة العمل الوعظى، بعدما سحبت تصريحات الوعظ من كثير من المتشددين ودعاة التطرف، مع التأكد من اتباع الباقين للمنهج الوسطى فى فهم الدين.

وأضافت أن أكثر الصعوبات التى واجهتها فى عملها الدعوى هى رفض بعض الرجال تلقى الوعظ من سيدة، مشيرة إلى أن الواعظات قد يكنّ أكثر قدرة على تقديم النصح والوعظ للسيدات والأسر، خاصة فى بعض المشكلات الأسرية والاجتماعية.

■ بداية.. لماذا توجهتِ لمجال الوعظ الدينى؟

- فى عام ٢٠٠٣ مررت بحالة نفسية سيئة جدًا، وفكرت وقتها كيف سأقابل الله، عز وجل، لأنى كنت أشعر بأنه غير راضٍ عنى، وكنت وقتها أبكى كثيرًا وأفكر فى كيفية تغيير هذا الوضع، إلى أن قررت فى عام ٢٠٠٥ أن أتجه لحفظ القرآن الكريم وتعلم القراءة الصحيحة.

وبالفعل، بدأت فى حفظ القرآن بمعهد إعداد الدعاة، وخلال الأعوام التالية عكفت على التعلم والتثقف فى علوم الدين، حتى حصلت على الإجازة فى حفظ كتاب الله، وأصبحت قادرة على تعليم السيدات فى المساجد، واستمر الأمر على ذلك حتى عام ٢٠١٧، عندما قررت وزارة الأوقاف سحب تصريحات الوعظ واختبار جميع الواعظات، وكن كثيرات، ولم تكن الاختبارات بسيطة على الإطلاق، بل خضعنا لدورات واختبارات فى علوم الدين المختلفة، من قرآن وسيرة وفقه وعقيدة وغيرها.

 

 

ميرفت عزت

■ هل حدث تغير ملموس فى حياتك الدعوية بعد الالتحاق بدورات الأوقاف؟

- بالتأكيد، فقد التحقت مع زميلاتى بعدد من الدورات التدريبية فى الدفعة الأولى لتدريب الواعظات وذلك تحت إشراف عدد من العلماء فى العلوم الشرعية.

ورغم أننا كنا نعظ بالمساجد منذ عام ٢٠٠٧، فإننا لم نكن معروفات خارج هذه المساجد، لكننا بعد اجتياز الدورات التدريبية ظهرنا فى وسائل الإعلام، بعدما أصبحنا أكثر علمًا، وأكثر تفهمًا للمنهج الوسطى، واستطعنا بحمد الله أن نشارك فى القوافل ونحاضر فى كثير من المؤتمرات.

ومن أهم القوافل التى شاركت بها كانت قافلة السودان، لأننا كواعظات حملنا اسم مصر عاليًا، وكنا خير سفيرات لبلدنا بشهادة الجميع، وحققت القافلة جميع أهدافها المرجوة، مع تعظيم المصالح المشتركة بين البلدين فى الجانب الدينى، وتعزيز أواصر الأخوة والمحبة، والتأكيد على ما يجمع البلدين الشقيقين من تاريخ وجغرافيا ولغة وجوار، ووجدنا تطابقًا فكريًا وعلميًا بين وزارتى الأوقاف فى البلدين، مع تبادل الخبرات العلمية بين الأئمة المصريين والسودانيين.

■ ما الذى تغير فى أوضاع الوعظ بعد دورات الأوقاف؟

- وزير الأوقاف اجتمع بنا وتعرف على أفكار الواعظات اللاتى اجتزن الامتحانات، بعد «الفلترة» التى حدثت، وسحب التصريحات من كثير من الواعظات المتشددات الداعيات للتطرف، ما ساعد على انتشار الإرهاب.

■ ماذا عن الصعوبات التى تواجه الواعظات فى المجال الدعوى؟

- فى البداية كانت الناس ترفض وجودنا، وبعضهم كان يقول: «إنتوا طالعين منين؟»، لكننا تحملنا ذلك ابتغاء مرضاة الله، وعملًا بقوله تعالى: «وجادلهم بالتى هى أحسن»، إعمالًا لمنهجنا فى الوسطية والاعتدال، لكن الوضع تغير الآن بشكل كبير، وأصبحنا قادرات على القيام بمسئولياتنا، خاصة أننا نعظ ولا نفتى ولا نصعد على المنابر، ولا نؤم الرجال فى الصلاة.

أما عن أصعب ما نواجهه حاليًا فهو رفض البعض فكرة وعظ سيدة لرجل، لكن ما المانع لو كان الحديث عن مشكلة أسرية، وكان الرجل وزوجته مجتمعين مع الواعظة؟، وما المانع من الحديث بالحسنى لإصلاح ذات البين؟، وما المانع لو كانت الواعظة أكثر قدرة على فهم النساء وأكثر قدرة على توصيل المعلومة الصحيحة، خاصة أننا فى حرب على الإرهاب ونحتاج لتوعية الناس من التطرف والتشدد؟.