رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داخل مصر

في يومهن العالمي.. كيف دعمت الدولة «الأرامل»؟

دعم الأرامل
دعم الأرامل

دعم متواصل تقوم به الدولة تجاه الأرامل، من أجل تسهيل حياتهم اليومية ورحلة الكفاح التي يخوضونها بعد وفاة أزواجهن لاسيما أن كثير منهن يعولن أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، ويجهزن فتيات للزواج.

وقامت الدولة بالعديد من المبادرات والبرامج من أجل توفير الدعم المادي والمعنوي للأرامل خلال مراحل حياتهم، حتى يستطعن مواجهة صعوبات الحياة والتغلب عليها، وتحديدًا وزارة التضامن الاجتماعي.

ويمر اليوم العالمي للأرامل وهو يوم خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2010، للاحتفاء بالأرامل وتقديرًا لهن وتوجيه أنظار العالم أجمع إلى واقع الأرملة وتحملها مسئولية أطفالها بعد وفاة زوجها، والعمل على توفير حقوقها الاجتماعية.

وبالفعل قامت الدولة المصرية بالعديد من البرامج الاجتماعية والمبادرات من أجل دعم الأرامل والنساء المعيلات منهن، وترصد "الدستور" تلك الجهود في التقرير التالي إلى جانب حكايات عدد من الأرامل في مصر.

لعل آخر تلك الجهود ما أعلنت عنه وزارة التموين في مارس 2020، أعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية فتح خدمات البطاقات للمطلقات والأرامل وغيرهن على موقع دعم مصر، وبوابة مصر الرقمية ومكاتب الخدمة التموينية المطورة خلال 45 يومًا.

وكذلك إصدار بطاقات تموينية لجميع المطلقات والأرامل والمرأة المعيلة وذوى الاحتياجات الخاصة والحاصلين على معاش تكافل وكرامة، ما لم يكونوا مقيدين على بطاقات أخرى، وذلك من خلال مكاتب وزارة التضامن.

ليس ذلك فحسب بل حددت أن حالات الفصل الاجتماعى للمطلقات عن بطاقة المطلق لها إجراء آخر سوف يحل قريبًا، كما أعلنت أنه يجرى ربط البيانات بين وزارة التموين والإنتاح الحربي ومحكمة الأسرة بالتعاون مع وزارة الاتصالات.

وذلك لتسهيل ضم الأولاد لبطاقة المطلقة أو الأرملة أو الحاضنة وفقًا لحكم المحكمة في  دون الحاجة لتقديم أي أوراق نظرًا لتوحيد البيانات وسهولة الدخول على قاعدة بيانات محكمة الأسرة منعا للمشكلات والتلاعب . 

رحلة معاناة كبيرة خاضتها، خضرة.م، بائعة جبن في منطقة حلوان، إذ تزوجت مبكرًا في محافظة الإسكندرية وتركت بيت أبيها في منطقة كفر العلو لتنتقل هناك، وتنجب طفلها الأول "علي" ثم "فتحية" الصغرى.

لم يمر على زواجها سوى خمس سنوات، حتى أصيب زوجها بمياه بيضاء في عينه، وظلت حالته تتدهور إلى أن أصيب بالعمى: "بسبب قلة المال واحتياج زوجي لاجراء عملية جراحية لم نقدر عليها توفى بعد الإصابة وأصبحت أرملة".

توضح أنها منذ وفاة زوجها تركت الإسكندرية، وعادت إلى كفر العلو بالقرب من مدينة حلوان، وعملت في بيع الجبن القريش على الأرصفة، حيث تخرج من السادسة صباحًا ولا تعود سوى في الليل من أجل إعالة أطفالها بعد وفاة زوجها.

تقول: "نفسي في شغلانة كويسة أصرف بيها على عيالي، عشان يقدروا يكملوا في المدرسة ويكونوا متعلمين، أو معاش أصرف بيه عليهم، لأني بتعرض لمضايقات كتير في الشارع والمهنة متبعة".

ويتضح دعم الدولة للأرامل في إدخالهن في البرامج الاجتماعية مثل برنامج تكافل وكرامة، فهو برنامج دعم نقدي يقدم مساعدات للأسر الأكثر فقرًا، ولكن تم خلال السنوات الأخيرة مد شبكة الحماية لتشمل الفئات التي ليس لديها القدرة على العمل والإنتاج مثل كبار السن أو من هم لديهم عجز كلى أو إعاقة، والأرامل والمطلقات والمرأة المعيلة فهن مستحقات لمعاشات الضمان الاجتماعي.

كما توفر الدولة لهن إمكانية حجز وحدات سكنية بالمناطق التالية (مدينة بدر، بمحافظة القاهرة، ومدينة الغردقة، بمحافظة البحر الأحمر، ومدينة بورفؤاد، بمحافظة بورسعيد، ومدينتي شطا والزرقا، بمحافظة دمياط).

لم يختلف حال أم سامح، أرملة منذ 10 سنوات، وتعمل بائعة في مترو الأنفاق، والتي قضت رحلة معاناة منذ وفاة زوجها: "مبخدش غير المعاش بتاعه لأنه كان موظف حكومي، وتوفى نتيجة الأمراض المزمنة".

توضح أنها حاولت العيش من خلال المعاش الذي تحصل عليه من وفاة زوجها إلا إنه لم يعد كافيًا، فاضطرت للعمل بنفسها في مترو الأنفاق: "كل فترة بجيب بضاعة وببيع منتجات مختلفة عشان أسند جنب المعاش وأربي بنتي الصغيرة".

ووفقًا للأمم المتحدة فهناك 258 مليون أرملة على مستوى العالم، وجاء هذا اليوم العالمي لإتاحة المعلومات للأرامل بشأن ما يتصل بحصولهن على حقوقهن المشروعة في المواريث أو الأراضي والموارد الإنتاجية.

وبحسب الموقع الرسمي للمجلس القومي للمرأة، فإن نسبة المطلقات والأرامل من المرأة المعيلة بلغت 86% في الحضر و69.4% في الريف خلال العام الماضي، وأن نسبة الإناث الأرامل في مصر تشكل 10.7% مقابل 2.3% للذكور.