رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لم أنس ابتسامته وقتها».. اعترافات جيهان السادات عن أحداث المنصة

السادات وزوجته
السادات وزوجته

لم تعرف جيهان السادات السبب الحقيقي وراء ترك الرئيس الراحل محمد أنور السادات عصا الماريشالية في آخر سادس من أكتوبر يحضره. 

لم تكن تنوي جيهان السادات في 6 أكتوبر الذهاب إلى الاحتفال، إلا أنها قررت الذهاب في اللحظة الأخيرة، قائلة إنها أسرعت لارتداء ملابسها، ومن ثم فقد فاتتها لحظة خروج "السادات" إلى العرض العسكري، قالت: "كنت كالعادة قد أيقظته في الصباح الباكر وأعطيته الصحف لقراءتها"، وفقا لما روته في مذكراتها "سيدة من مصر". 

ولا تنسى "جيهان" أبدا الابتسامة التي ارتسمت على وجه "السادات" حين دخل إلى منصة الاستعراض وسط موجة من التصفيق ثم نظر إلى أعلى المنصة ليرى أحفاده الأربعة. 

وترى "جيهان" أن العرض العسكري لم يكن بالدقة التي تميز بها في السنوات التي سبقته، عندما كان تحت إشراف وزير الدفاع الفريق الجمسي، قالت: "وجدتني أشكو سوء التنظيم مرة أخرى للسيدة سوزان، ثم ظللت ألوم نفسي على تورط في نقد أحوال لا دخل للسيدة سوزان فيها، وشعرت بالحرج لأنني أكشف عن إحساسي الخاص بلا تحفظ". 

وعن الأحداث المروعة التي جرت قبل استشهاد الرئيس أنور السادات، قالت: "كان كالآخرين ينظر إلى أعلى ليراقب الاستعراض في السماء، وكانت قبعته على الدرابزين المقام أمامه، ولكن ما هذا؟ ماذا تفعل هذه المركبة العسكرية التي خرجت فجأة من بين صفوف مركبات المدفعية وتوقفت أمام منصة العرض؟ وجرى ثلاثة من العسكريين تجاه المنصة وهم يحملون المدافع الرشاشة، وفي نفس الوقت سمعت فرقعة قنبلة يدوية وقد كاد صوتها يضيع وسط زئير الطائرات النفاثة، وملأ الدخان الجو، وفي الحال نظرت إلى أنور وكان واقفا مشيرا إلى حراسه، وكأنه يقول:اذهبوا وأوقفوا هذا، وكان هذا آخر ما رأيت من زوجي". 

كانت "جيهان" متأكدة أثناء الهجوم وتتالي طلقات النيران بأن رصاصات الحراس ستضع حدًا لما يحدث، وكانت تكرر للسيدات "اهدأن"، وكانت تشعر هي شخصيًا بهدوء شديد، لا تبكي وليست خائفة، بل ولا تشعر بالخوف على حياة زوجها الرئيس "السادات"، قالت:"لم أكن أتوقع أن بعض أفراد القوات المسلحة يمكن أن يصيبوه بأذى، فإنه يفكر فيهم كأولاده وكان يصفهم بأنهم أبناؤه، وهم من جانبهم يحبونه فهو قائدهم إلى النصر في عام 1973، عندما استطاعت القوات المصرية أن تعبر قناة السويس وتجتاح خط بارليف".

سألت جيهان السادات أحد رجال الحرس الجمهوري، محاولة ألا تلاحظ الدم الذي لطخ سترته البيضاء، أين الرئيس السادات؟ فرد قائلًا: "بخير، أقسم لك ياسيدتي، لقد حملته بنفسي إلى الهليكوبتر التي ستنقله إلى مستشفى المعادي، يبدو أنه أصيب في يده فقط".

طلبت "جيهان" من حارسها أن تذهب إلى المستشفى، وكانت الأسئلة تدور في رأسها، هل هناك عملية للاستيلاء على الحكم؟ هل بناتها في البيت؟ ما الذي حدث للرئيس السادات؟، وكانت ترى فوزي عبد الحافظ، سكرتير الرئيس، هو محمول على نقالة وقد أصيب إصابات بالغة، وكانت لا تزال تعتقد أن زوجها لم يصبه ضرر فنائبه بخير، كما أن أحد الحراس جاء وهمس في أذن سوزان مبارك وأخبرها أن زوجها في أمان.

وصلت جيهان السادات إلى المستشفى، الجميع ينظر إليها بوجوم وتقول: "لم أفهم لماذا ينظر الجميع إليها بوجوم دون أن يوجهوا إليها أي حديث؟، وأسرع إليها رجل يبدو عليه الارتباك ووجه إليها أسئلة باللغة الفرنسية حول حالة السفير البلجيكي "روبل" وحين تعرف عليها قال: "آسف مسز سادات"، وكان السفير البلجيكي قد أصيب بإصابات بالغة لكنه لا يزال على قيد الحياة".

بدأ قلقها يزداد عندما عرفت أن "السادات" في غرفة العمليات، ووجدت نائبه الرئيس "مبارك" قد ضمد يده وكانت قد أصابته بعض الخدوش، انتظرت السيدة أحد الأطباء ليطمئنها على حالة "السادات" لكن لم يأت أحد، إلى أن دخلت الغرفة ووجدت الأطباء والمرضى يبكون، فارتمت عليه، وخرجت وطلبت من الأطباء عدم الدخول عليه، وغادرت المستشفى.