رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإنجاب الممنوع والمُحرم.. 3 أنواع ترفضها الكنيسة وتنهى الأقباط عنها

الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية

"وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». بذلك النص الكتابي، افتتح الإنجيل أول فصوله المُقدمة للبشر، كنوع من أنواع التأكيد على قيمة وأهمية "الإنجاب" في نظر الله شخصيًا، وهو ما جعله عنصرًا قيمًا جدًا في أعين المصريين عموما والكنيسة المصرية كذلك، إلا أن الكنيسة توقفت عند 3 أنواع من الإنجاب امتنعت عنهم ومنعت الأقباط عنهم نهائيًا لاعتبارات شرعية وكنسية وبشرية.

الأنبا سيرابيون مطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في مقاطعة لوس أنجلوس، بالولايات المُتحدة الأمريكية، كان صوتًا للكنيسة في تلك المسألة فقدم ثلاث دراسات مُتعاقبة عبر مجلة "الكرازة" الناطق الرسمي باسم كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، عن تلك المسائل.

 

لا تبرع بالحيوانات المنوية

أوضح الأنبا سيرابيون أن الكنيسة ترفض التبرع بالحيوانات المنوية رفضًا قاطعًا، والسبب في ذلك هو أن الإنجاب ثمرة لعلاقة مُقدسة قدسها الله شخصيًا بين طرفين فقط، لا ثالث بينهما، وفكرة أن يقوم طرف غير الزوجين بالتبرع بالحيوان المنوي لزوجة شخص آخر تعتبر "زنا".

وأكد الأنبا سيرابيون أن التصاق رجل بامرأته دون آخر بينهما هو السبيل الوحيد الذي سمح به الله تبارك اسمه، للحصول على ثمرة الإنجاب، موضحًا أن الأمر لا يتعلق بمدى موافق الزوج ورضاه، فحتى إن وافق زوج على تلقيح بيوضة من زوجته بحيوان منوي لرجل آخر، فذلك لن يُغير من الأمر شيئًا، فيبقى هناك طرف ثالث دخل علاقة بين زوجين، فأصبح الأمر "زنا"، موضحًا أن الخطية في مفهوم الكنيسة والمسيحية هي تعد وكسر لوصايا الله وليس وصايا الزوج.

 

لما تسمح الكنيسة بالتبرع بالأعضاء ولا تسمح بالتبرع بالحيوانات المنوية؟

أجاب الأنبا سيرابيون عن ذلك التساؤل، بالتشديد على أن للحيوانات المنوية وظيفة واضحة ومحددة وثابتة وهي تلقيح بويضة إحدى الزوجات، للإنجاب، إنما "الكلية" على سبيل المثال وظيفتها تنقية الدم من السموم وتلك الوظيفة لم تحددها وصية الهية.

 

لا سماح كذلك بتأجير الأرحام

بعدما ناقش الأنبا سيرابيون حرمانية الكنيسة للتبرع بالحيوانات المنوية وشرح أسبابه، اتجه إلى مسألة أخرى تُثار بكثرة خصوصًا في بلاد المهجر، وهي تأجير رحم امرأة مؤهل لحمل الجنين لتلده في حالة وجود مشاكل في رحم المرأة الأم، وهو ما يُسمى بتأجير الأرحام، وهو ما أعلن الأنبا سيرابيون كذلك تحريمه.

وقال الأنبا سيرابيون، إن الأم التي قبلت بوضع الجنين بداخلها تُسمى بالأم البديلة، وهو ما يتسبب في حالة من التشتت بالنسبة للطفل فهل سينجذب لأمه التي تربيه أم أمه التي احتوته في بطنها 9 أشهر، وهو ما يشوه الأطفال نفسيًا، كما أن الأمر لا علاقة له بشريعة زواج الأبوين، فحتى إن كان الأب صاحب الحيوان المنوي، والأم صاحبة البويضة متزوجان شرعيًا فهذا لن يغير من حقيقة وجود "أم بديلة".

وعلى نفس منهج الطرف الثالث، المحرم دخوله في العلاقة بين الزوجين، التي تحدث عنها في التبرع بالحيوانات المنوية، اعتبر الانبا سيرابيون الام البديلة طرفًا ثالثًا كذلك.

الإنجاب ليس وسيلة لكسب الأموال

كما أوضح الأنبا سيرابيون أن الإنجاب هو ثمرة وعطية بمنحها الله للزوجين، ولم يكن يومًا وسيلة تسمح بها الكنيسة أو يسمح بها الله لكسب الأموال، ولا مساحة لتأجير أمرأه لرحمها حتى تتقاضى من وراءه راتبًا شهريًا أو مكافأة مالية، موضحًا أن المرأة التي تؤجر رحمها سواء كان ذلك بمقابل مادي أو بغير مقابل مادي تكسر وصية الله وخطته لاستخدام رحمها.

وسيلة تساعد المثليين 

أشار الأنبا سيرابيون إلى أن ضمن أزمات "تأجير الأرحام" هو أنه وسيلة يستخدمها المثليون جنسيًا وتحديدًا الذكور، الذين يسعون لتأجير رحم امرأة ما، للإنجاب.

لا للإنجاب بالتبني

وقال الأنبا سيرابيون، إن التبني فهو قيام أسرة بتبني طفل ذي يوم واحد وتنسبه لها فيكون بحسب الشرع والتربية ابنا لها، ولكنه ليس ابنا بحسب الطبيعة، أما الإنجاب بالتبني هو تطور في مجال مكافحة العقم، وفيه يتم نقل بويضة مخصبة إلى داخل رحم الأم لتحمل بها، وتلد الجنين بعد اكتماله كالمعتاد، وأزمة ذلك النوع أن مصدر الحيوان المنوي والبويضة فردان آخران.

كما أكد الأنبا سيرابيون، على أن ذلك النوع من الإنجاب ينتج عنه تشوهات خلقية للأجنة، كما أن رفض الكنيسة له أن تلك الطريقة تلغي دور الأب في الإنجاب، وهذا يأتي بثمار سلبية على الصعيد الأسري، فالأم التي حملت الجنين في بطنها تشعر تجاهه بالأمومة وعواطفها، أما الأب فلا يشعر بذلك.

هل هناك علاقة بين تأجير الأرحام والإنجاب بالتبني؟

قال الأنبا سيرابيون إنه لا علاقة للنوعين ببعضهم البعض؛ لأن تأجير الأرحام يضطر إليه من يعاني في أزمة في رحم الأم، بينما الإنجاب بالتبني فهو يساعد الأم التي تعاني من مشكلة في البويضات أو الأب الذي يعاني من مشكلة في الحيوانات المنوية، وإنما رحم الأم مؤهل لحمل البويضة المخصبة في النهاية.

إذن لما تسمح الكنيسة بالتبني؟

تساءل البعض حول سماح الكنيسة بالتبني، أمام منعها للإنجاب بالتبني، وهو ما أجاب عنه الأنبا سيرابيون بالإشارة إلى أن التبني هي عملية تكفل بتربية طفل وليس إنجابه، والكتاب المقدس يشجع على عملية تربية اليتامى سواء كان ذلك من الأقرباء أو من غيرهم، أو في نطاق الأسرة وخارجها من الملاجئ.