رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سهير المصادفة تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بـ3 أعمال روائية

سهير المصادفة
سهير المصادفة

تشارك الكاتبة الروائية والمترجمة سهير المصادفة٬ في فعاليات الدورة الثانية والخمسين٬ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب٬ والمقرر انطلاقه نهاية الشهر الجاري٬ وذلك بطبعة جديدة من روايتها "لعنة ميت رهينة"٬ والصادرة حديثا في نسختها الجديدة عن المجموعة الدولية للنشر. 

وكانت الرواية قد صدرت للمرة الأولى في العام 2017 عن الدار المصرية اللبنانية للنشر.

كما تشارك بترجمتها لرائعة الكاتب الروسي باخيش بابايف٬ روايته المعنونة بــ"توت عنخ آمون"٬ والصادرة أيضا بتقديم وترجمة٬ عن الروسية مباشرة٬ للدكتورة سهير المصادفة عن المجموعة الدولية للنشر. 

كما يشهد المعرض أيضا لــ"المصادفة" أحدث إبداعاتها الأدبية٬ روايتها "الحديقة المحرمة" والصادرة حديثا عن المجموعة الدولية.

و"الحديقة المحرمة" هي الرواية السابعة في مسيرة سهير المصادفة الروائية؛ وتدور أحداث الرواية حول شاب يهرب من إحدى قرى مصر، يواصل الهرب حتى تبتلعه الصحراء، ويقاوم الموت فيها، يواجه الطبيعة الشرسة والمتقلبة بصدر مفتوح، حتى يجد نفسه على مرمى حجر في مكان مخفي؛ يظن أنه مات وأن هذا المكان هو الجنة الموعودة، ويقف طوال الوقت على حافة صراط بين الموت والحياة، بين المحرَّم والمتاح في كليهما.

سبق صدر للكاتبة دكتورة سهير المصادفة روايات: لهو الأبالسة٬ بياض ساخن٬ ميس إيجيبت٬ رحلة الضباع٬ لعنة ميت رهينة٬ يوم الثبات الانفعالي. بالإضافة إلي ديوان "هجوم وديع" 1997، الطبعة الأولى: الهيئة المصرية العامة للكتاب. ديوان "فتاة تجرب حتفها" 1999، الطبعة الأولى: دار المسار بالشارقة.

ــ "لعنة ميت رهينة" رواية  تبحث عن الهوية المصرية
المتتبع لمشروع الكاتبة سهير المصادفة٬ لا بد أن يلحظ ذاك الإخلاص لقضية الهوية المصرية٬ بدءا من روايتها الأولي "لهو الأبالسة"٬ مرورا بــ "ميس إيجيبت٬ رحلة الضباع٬ بياض ساخن" وصولا إلي روايتها  لعنة ميت رهينة.

ومن الكلمات الأولي للرواية يتضح الهم الروائي لمسألة الهوية المصرية٬ حيث قرية ميت رهينة أول عاصمة في تاريخ مصر٬ وقد طالها القبح والتشوه٬ الذي ترصده "المصادفة" في مشهد نسوة القرية وهن يحملن فضلات منازلهن٬ ويلقين بها في ساحة معبد بتاح في إشارة دالة علي إتساع الهوة بين المصريين وحضارة أجدادهم الأولي التي علمت العالم٬ وكانت نبراسا لفجر الضمير.

كان للبعد الزمني في الرواية إسقاطا مدروسا، فتلك الفترة في بداية السبعينيات التي شهدت فيها مصر تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية٬ لا تخطئها عين أثرت فيما بعدها من حقب تاريخية في حياة المصريين، سواء في سياسات الإنفتاح الإقتصادية التي حولت "عبد الجبار أيوب" من أجير باليومية يدور في طرقات القرية بحثا عن عشرة قروش٬ إلي مليونير ذو ثراء فاحش بعدما عرف طريقه للمنطقة الحرة في بورسعيد٬ ومن خلالها إلتقي مهربي وتجار الآثار٬ فكانت تجارته الحرام في بيع حضارة أجداده وتاريخه.

رصدت الرواية بواكير الإتجار بالفتيات القاصرات٬ وتزويجهن من أثرياء الخليج٬ أو الزواج الموسمي الذي تشتهر به قري محافظة الجيزة تحديدا، فبطلة الرواية «هاجر» إبنة لطفي مرجيحة تنبهر بثراء أدهم الشواف وتتزوجه تاركة ورائها فقر قريتها وأبيها٬ فيبني لها قصر المسخوطة إلا أنه يموت ويتركها وحيدة بإبنتها «ليلي» التي تدخل بدورها صراعات مع «الشواف» للبحث عن كنوز الفراعنة المخبأة تحت قصرها.

وعلي النقيض من الصورة النمطية التي تقدم للثري الخليجي٬ رسمت المصادفة شخصية أدهم الشواف ببراعة تحسد عليها٬ حتي يصدق قارئها أن «الشواف» بالفعل شاعر رقيق إختطفته نداهة الشعر وعشق مصر وحضارتها٬ إلا أنه أيضا وقع ضحية للمتثاقفين من رواد مقاهي وسط البلد٬ وكيف أنهم كسروه في آخر جلسة لهم وسطهم.

عالجت الرواية موضوع شديد الحساسية٬ من خلال قصة الحب ربطت بين هاجر ومايكل سمير٬ وكيف تعرضت الواحة لهجوم ذوي اللحي٬ وتوقف مايكل عن مصاحبة الوفود السياحية وعن العمل بشكل عام وأصبح عاطلا، وهو ما يمكن إعتباره إشارة لما أصاب القطاع السياحي عقب 25 يناير والعاملين به من بطالة وكساد ٬ خاصة في عام حكم الإخوان الأسود، فعبد الجبار لص الآثار يطارد مايكل بل يهدده بفضح علاقته بهاجر٬حتي يرغمه في النهاية علي الهجرة من مصر كلها، ولم تكن هجرة «مايكل» خوفا من تهديدات «عبد الجبار» فقط٬ فما حدث من تحريض السلفيين ضد المسيحيين٬ كان نتيجته إغتصاب شقيقته «سارة» في عز الظهر من قبل عشرين شابا ورجلا علي مرأي ومسمع من الجميع الذي لم يحرك واحد منهم ساكنا٬ وهو يري جسد الفتاة ينتهك وسط الشارع.

«ميت رهينة» رواية تبحث عن الهوية المصرية التي شوهها المد الوهابي٬ وحتي مع محاولات محاصرته من خلال الثقافة والفكر٬ إلا أنه يحرض ضد أصحابه بالتكفير والتهم الجاهزة مسبقا بخدش الحياء: بعد صلاة العشاء وصل الشيخ خالد وسط كوكبة منهم٬ ووقف أمام جبل كبير من الكتب٬ كان يسحب الكتاب بشكل عشوائي من الكومة ويجد بسهولة الصفحات المثنية٬ يقرأ فيها قليلا ثم يزوم: هل هذا يرضي الله؟٬ هل هذا يرضي رسول الله؟٬ هل يسمح أحدكم أن تقرأ ابنته أو زوجته ذلك؟ وعندما أصبحت غمغمة الناس زئيرا يصم الآذان٬ أمر الشيخ خالد الطوبجي أتباعه بحرق مبني المجمع الثقافي والمكتبة٬ وكل ما فيها من كتب. وبعيدا عن المباشرة والصوت العالي٬ تطرح المصادفة قضية تجديد الخطاب الديني٬ وضرروة تنقية كتب التراث مما تحمله من أفكار تكفيرية متطرفة وتشعل الفتنة حتي بين المسلمين بعضهم البعض.

202855429_4059487210832765_4662386127361682840_n
202855429_4059487210832765_4662386127361682840_n
204127987_523055665797203_3754886980059758318_n
204127987_523055665797203_3754886980059758318_n
191877150_232781348608529_572464570439272763_n
191877150_232781348608529_572464570439272763_n